ان منتسبي الوحدات العسكرية الدفاعية والأمنية وصقور الجو وابطال اللجان الشعبية يقفون اليوم صفا واحدا للدفاع عن سيادة الوطن والعمل على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وحماية البلاد من أي عدوان خارجي وحماية النظام والقانون والمكتسبات والمنجزات الوطنية ويستمدون شرعيتهم من النظام والدستور والقوانين النافذة للارادة السياسية الصلبة والدعم الاقليمي والدولي لمكافحة الارهاب بجميع صوره والقضاء عليه.
فقد ضربوا لنا أروع الامثلة في البطولات الخارقة لاجتثاث عناصر الاجرام والتصدي لها اينما وجدت داخل الوطن كما نرى اليوم في ابين وشبوة والبيضاء وقريبا في مأرب والجوف وغيرها من المناطق.
فالجيش الوطني هو صمام أمان الوطن وحامي حماه فهم من بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيله، ولا ننسى مساهمة من شارك معهم من المواطنين الشرفاء الذين سجلوا صفحات مشرقة من التاريخ بالوقوف الى جانب اخوانهم من وحدات الجيش والأمن واللجان الشعبية في تصديهم وملاحقتهم للإرهاب والإرهابيين وتخليص الوطن منهم ومن شرورهم، فلا مكان بيننا لمن يسترخص ويسفك دماء الأبرياء الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ ويقتل بدم بارد النفس التي حرمها الله سبحانه وتعالى ويخون دينه ووطنه وأمته ويعبث بمصالح الوطن ومقدراته وأمنه وسكينته واستقراره.
فتحية اجلال وتقدير للمقاتلين الأبطال الأشاوس المرابطين في مواقع النزال والشرف والبطولة والفداء في جميع مناطق الجمهورية وعلى وجه الخصوص في المحافظات التي ذكرناها آنفا.
فمثل هؤلاء الإرهابيين الذين تشرئب اعناقهم الى الموت وتتعطش قلوبهم للدماء ويكرهون الحياة والنماء، فقد باعوا أنفسهم رخيصة للشيطان وعاثوا في الأرض فسادا، فلن يرحمهم الشعب فهو لهم بالمرصاد ولن يجدوا لهم مفرا منه ولا مأوى بين أوساطه، بل الرفض والزجر والنفي والملاحقة والمطاردة في كل بقعة ومغارة داخل هذا الوطن.
فليتهم قد استوعبوا الضربات السابقة التي تلقوها من الجيش والأمن والشعب وما يزالون يتلقونها ضربة تلو الأخرى حتى هذه اللحظة.
فهلا يثوبون ويرجعون الى رشدهم وعقولهم ويراجعون منهجهم المنحرف عن دينهم الصحيح كما صرح بذلك أكثر العلماء قبل أن يندموا على ما فعلوا. فليس هذا الفعل الاجرامي الذي يفعلونه اليوم في المجتمعات المسلمة هو طريق الجهاد الصحيح الذي ينشدونه وليس هو الذي أمر الله سبحانه وتعالى وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ونادى وقصد به الإسلام للشهادة في سبيل تطبيق شرع الله في الأرض، فان ظنوا ذلك فقد أخطؤوا الهدف وجانبوا الصواب والسير فيه، فما عليهم الا أن يراجعوا حساباتهم ويسألوا أهل الذكر ان كانوا لا يعلمون أو يفتشوا في كتب أهل العلم والفقه الثقات المعتبرين أو يعيدوا قراءة النصوص الشرعية بشكلها الصحيح ويقرؤوا أبواب الجهاد عبر التاريخ الإسلامي الطويل فسيجدون ضالتهم المنشودة والجواب الصحيح لترشيد وتصحيح منهجهم وفكرهم الذي يستميتون من أجله مفصلا في كتب أهل العلم على أحسن تبيان.
فنحن في اليمن أمة مسلمة شهد لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة ورقة القلوب ولين الأفئدة وآمن أجدادنا بالرسالة لا بالسيف نقبل الحق ممن جاءنا به ونأخذ بالشورى ونؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم ونتبعه وهو القائل (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل).
وقال أيضا (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله). متفق عليه.
ألسنا بعد هذا مسلمين ومعصومي الدماء والأموال والأعراض في نظر هذه الجماعات الإرهابية ؟ وهل يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن سفك دم المسلم وغيره بغير حق ؟
إن سفك دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجراً حجراً التي هي بيت الله الحرام !! قال الله سبحانه وتعالى « ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما»النساء / 93.
وقال أيضاً « ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ..»الإسراء /33 فينبغي حث الشعب بجميع فئاته وشرائحه على الوقوف صفاً واحداً في مهمته ودعم ومساندة الجيش والأمن والانخراط في صنع ملحمة كبرى لمواجهة الإرهاب وفلوله واجتثاثه من جذوره في جميع مناطق الجمهورية..
فالإسلام ليس أمزجة نفسية ولا أهواء شخصية ولا خيالات وأوهاماً فكرية يختلط فيها الباطل بالحق والحرام بالحلال والغث بالسمين والقبيح بالحسن والشر بالخير فيصبح بها الإنسان حائراً تائهاً مشتتاً تتجاذبه هذه المتناقضات.
التلاحم المنشود والمحمود
أخبار متعلقة