قديماً قالوا: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ذلك لما للعافية من مردودات على الصحة النفسية بشكل عام أقلها على سبيل المثال لا الحصر انشراح الصدر لانعدام المرض الذي يهدد أمن وسكينة الإنسان الراشد السوي ولا نذهب بعيداً فالدين الإسلامي الحنيف عد المعافاة في البدن من ركائز وكنوز السعادة اليومية، فقد قال النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (من أمسى مطمئناً في سربه، معافى في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، غير أن الكثافة السكانية في أحياء المدن الواسعة لها عواقب وخيمة من بينها انتشار الأمراض المعدية، والجهل بأسباب التطبيب ما جعل المرض نعمة عند طيف واسع من الناس وذلك يجعله باباً واسعاً ليس للارتزاق فحسب وإنما للثراء الفاحش، وهذا هو القسم الذي أخل به أطباء اليوم حيث كان "أبقراط" أبو الطب يأخذ ممن يريد تعلم صنعة الطب اليمين والقسم الطبي قبل أن يتعلم شيئاً في الطب وهو ذات اليمين الطبية التي يقسمها المتخرجون من كليات الطب إذ يقسم فيها الطالب على المحافظة على أسرار المريض، وأن لا يوصف عقاراً مميتاً، وأن لا يسقط الأجنة وأن يستوي عنده الأغنياء والفقراء على السواء، وهذا هو مربط الفرس إذ تعزف عيادات الأطباء الفخمة عن تطبيب الفقراء وذوي الحاجة، هذا فضلاً عن المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية والأهلية التي تستغل مكابدة الناس للمرض فتغالي في ابتزازهم عن طريق خدماتها الطبية باهظة الثمن والتي لا تقوى على تحمل تبعاتها الجبال الرواسي إلا من عرف بالغناء والثراء الواسع ونحن لسنا ضد الاستثمار في مجال الطب بقدر ما نحن ضد الاستغلال وجعل الطب صنعة تدر الأموال الغريزة بحيث يحيل الطب من رسالة إلى جباية، فالطبيب في عيادته يتفنن في سحب أموال المريض الذي عادة ما يكون الفريسة السهلة على الافتراس حيث دأب البعض من الأطباء على تزويد عياداتهم بمختبرات وأقسام أشعة ورنين، فحينما يقع المريض بين أيديهم يطلبون منه أشعة وفحوصات على سبيل الكسب الرخيص الذي تمقته الفطرة.
فمن ابتلاه الله عز وجل بسقم من الأسقام، فإنه قد يبيع ما بحيلته وفاء بالتزامات المستشفيات الأهلية والخاصة والتي تبلغ فيها كلفة الخدمات الطبية البسيطة حداً لا يطاق ويتضاعف الألم مع خطورة المرض وعجز "الهيلمان" الطبي داخل الوطن من تشخيص الحالة تشخيصاً سليماً، فهي تبديد للأموال وخراب للبيوت بدون طائل يذكر لاسيما خلال تراجع خدمات المستشفيات الحكومية، وشحة الإمكانات المادية التي قد تؤهلها للقيام بدورها على أكمل وجه، فهنالك تغييب متعمد لدور المستشفى والمستوصف والمركز الطبي الحكومي، حيث يعجز أحد المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء عن استيعاب رجل ألمت به جلطة بذريعة عدم توافر السرير.
إننا في مسيس الحاجة إلى إستراتيجية وطنية حديثة تنهض بمستوى الأداء الطبي في المستشفيات والمستوصفات والمراكز والعيادات الأهلية والخاصة والتصدي بحزم لسياسة الابتزاز والاستغلال من خلال ضبط تسعيرة الكشف والمعاينة والخدمات الطبية والعمليات الصغرى والكبرى في المستشفيات والمستوصفات والمراكز والعيادات الحكومية والأهلية والخاصة، وتطويق التلاعب بأسعار الدواء في الأسواق اليمنية بحيث تمضي جميع الصيدليات بسعر واحد للنوع الواحد من الدواء في طريق توفير الصحة للجميع، وإبعاد المواطن عن حياة الفاقة والعوز من خلال تأمين أهم جانب عانى ويعاني منه المواطن اليمني ليلاً ونهاراً، في سبيل إخضاع الاستثمار لمقاييس الجودة الطبية وبما يتماشى ويتلاءم مع الإمكانات المادية لطيف واسع من المواطنين.
"نوافذ"
- الكسول الخامل هو المتعب الحزين حقيقة، أما العامل المجد فهو الذي عرف كيف يعيش وعرف كيف يسعد.
- إن لذة الحياة ومتعتها أضعاف أضعاف مصائبها وهمومها، ولكن السر كيف نصل إلى هذه المتعة بذكاء.
- الحياة الكاملة أن تنفق شبابك في الطموح، ورجولتك في الكفاح وشيخوختك في التأمل.
- إذا وقعت في أزمة تذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها، حينها تعلم أن من عافاك في الأولى سيعافيك في الأخرى.
الطب.. رسالة أم جبــايــة؟
أخبار متعلقة