إن الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فنحن لدينا طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، واقرأوا قول الله تعالى: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )، ولكن نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله.
والنجاح لا يأتي بدون بذل وتضحية، بل لابد لتحقيقه دفع الثمن، وبدون شك إن صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سُـلَّـم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يُـمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، وهؤلاء هم لصوص الطاقة المهيمنون عليه.
وما نيل المطالب بالتمني .... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ..... إذا الإقدام كان لهم ركابا.
ولنتمعَّـن في قول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: النفس فيها قوتان: قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن نجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعنا، وقوة الإحجام إمساكاً عما يضرُّنا، وإصابة ذلك يأتي في تقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.
ولكي تَـقْـوَى عزيمتنا يجب أن تكون لدينا الرغبة المشتعلة للنجاح، وأن يكون الدافع المُـحفِّـز الذي يحثنا على تقوية عزيمتنا وإرادتنا، فنحن من يملك مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار، ولكن نحتاج إلى خطوات تساعدنا إلى الوصول نحو ذلك الهدف:
أولاً: إذا أردنا أن نُـقوِّي عزيمتنا وإرادتنا فعلينا أولاً بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن نتوكَّـل على الله عز وجل أولاً ثم ننهض:
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً ..... فإنه الركن إن خانتك أركان.
ثانياً: نحاول أن نُـغذِّي طاقتنا العاطفية، وأقصد بها علاقتنا مع أُسَـرِنا، وأصدقائنا، وجيراننا، فإن أصابها خمول فسينتقل إلينا هذا المرض بلا شك وسيحد من تقدمنا نحو الأمام خطوة واحدة، فالحري بنا أن نُـحِـب لغيرنا ما نُـحِـب لأنفسنا، ولِـنُـحَـرِّر طاقتنا، وهذا سيصنع لدينا طاقة قوية في أعماقنا وسيجعل منا متجمعاً ذا إرادة.
ثالثاً: لنحاول أن نُـقّـرِّر في أنفسنا أنه باستطاعتنا تقوية عزيمتنا وإرادتنا، فإذا قررنا دون تردد فسنصل بإذن الله تعالى إلى ما نصبوا إليه.
رابعاً: لنوقظ ضمائرنا فهي أجهزتنا التي تُـحُـرِّكنا باتجاه النجاح، إنها أصواتنا التي تنبعث من أعماق أنفسنا فالذكي منا من يُـصوِّبها في الطريق الصحيح كي تعطيه القوة والعزيمة والإرادة.
خامساً: لنحرص على صُـحْـبَـة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية ولنقتدي منهم ونتأسَّى بهم، ولنبتعد عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.
سادساً: لا نبنِ حياتنا على التسويف ولكن لنتعلَّـم دائماً بأن نقوم بالعمل في وقته فهذا يمنحنا طاقة وقوة تساعدنا في التغلُّـب على هذا الإحباط.
سابعاً: تهيئة وتوطين أنفسنا؛ لأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
ثامناً: نهتم بتذكير أنفسنا بالأنشطة والأعمال التي حقَّـقنا فيها نجاحاً عالياً.
تاسعاً: مواجهة ضعف الإرادة بشجاعة، وحزم، ولنتذكَّـر دائماً أن الحياة مملوءة بالعوائق والنكسات.
وختاماً: لنحذر من لصوص الطاقة الذين يُـضْـعفون إرادتنا وعزيمتنا، ومن بين اللصوص: القلق، والإحباط، وتشتت الذهن، والتعب، وإن اللذة والراحة في التزوُّد بقوة الإيمان، وسلامة العقيدة، والتوكل على الله تعالى.
|
علاء بدر
بين قوة الإرادة وَمَـضَـاء العزيمة
أخبار متعلقة