((اختتمت في دولة الكويت يوم الأربعاء الماضي أعمال اجتماعات الدورة العادية الـ 25 لمجلس جامعة الدول العربية على القمة برئاسة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإصدار «إعلان الكويت» الذي تعهد فيه القادة العرب بالعمل على حل الخلافات بين الدول العربية، حيث أعلن القادة العرب عزمهم على إرساء أفضل العلاقات بين مختلف الدول العربية عبر تقريب وجهات النظر على قاعدة التضامن العربي بوصفه السبيل الأمثل والطريق الاقوم لتحقيق مصالح الشعوب والدول العربية، كما تعهدوا بالعمل بعزم على وضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار المثمر والبناء وإنهاء كافة مظاهر الخلاف عبر المصارحة والشفافية في القول والفعل.
أما فيما يخص الشأن اليمني فقد رحب القادة العرب بنتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في بلادنا.. مؤكدين دعمهم الكامل لوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورافضين أي تدخل في شؤونه الداخلية.
كما أعلن القادة العرب دعمهم لتطلعات الشعب اليمني في وحدة وطنه وازدهاره واستقراره في ظل دولة مدنية ديمقراطية حديثة قائمة على مبدأ التوافق والشراكة الوطنية والحكم الرشيد.
وجاء في إعلان الكويت أن القادة العرب قد أكدوا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2140) وضرورة التزام كافة الأطراف والقوى السياسية اليمنية بما ورد فيه، وكذا دعم القيادة السياسية اليمنية في جهودها الخاصة بالتصدي لأعمال العنف والإضرار باستقرار وأمن ووحدة اليمن ودعمه في حربه على الإرهاب)).
عزيزي القارئ، مما تقدم نجد أنه وبخصوص الشأن اليمني فاننا يمكن التركيز على ثلاث قضايا مركزية وهامة وحيوية يجمع عليها العالم وهو يتحدث عن اليمن وهذه القضايا الثلاث التي اجمع عليها العالم خليجيا وعربيا ودوليا يمكن ذكرها على النحو التالي:
أولاً: تأكيد العالم الداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره.
ثانياً: التأكيد عالمياً على دعم مخرجات الحوار الوطني الشامل.
ثالثاً: التأكيد عالميا على رفض أعمال العنف وأعمال الإرهاب وعرقلة مخرجات الحوار الوطني الشامل لما فيه مصلحة اليمن.
من هنا فان التأكيد على وحدة اليمن الذي جاء في المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة، وفي بيان الكويت الناتج عن اجتماع القمة العربية وكذلك ما ورد في كل بيانات الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وآخرها القرار رقم 2140 قد جعل أي حديث عن الانفصال ومحاولات إعادة اليمن إلى زمن التشطير مسألة عبثية لن تجد دولة واحدة في كل العالم تدعمها أو تؤيدها قولاً أوفعلاً.
وفي الوقت ذاته فان دول العالم (خليجياً وعربياً وأوروبياً وعالمياً) قد أكدت استعدادها الكامل لدعم اليمن وأمنه واستقراره من خلال تقديم كل ما يمكن تقديمه من تنمية مستدامة لبلادنا سواء من خلال أصدقاء اليمن أو غيرها من التجمعات الدولية. وعليه فان المسؤولية التي تقع علينا اليوم كشعب أن نقف مع هذه المقررات الدولية وأن نعمل معاً من أجل تحويلها إلى أفعال ومشاريع وتنمية وأمن واستقرار وذلك من خلال تخلي البعض عن مشاريعه الصغيرة في الانفصال أو مشاريعه الأصغر في عودته المستحيلة للجلوس على كرسي الحكم مرة أخرى.
وفي هذا السياق علينا جميعا أن نقر وبصوت واحد أن حنكة وصبر وحكمة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبسبب إدارته الوطنية المسؤولة للدولة طوال العامين الماضيين, وبسبب صدقه وشفافيته في كل تعاملاته مع الأطراف الدولية (أشقاء وأصدقاء) والقائمة على حرصه المطلق على سيادة الوطن اليمني وأمنه واستقراره والأهم من ذلك استقلال قراره الوطني استقلالاً شاملاً كاملاً غير منقوص وهو ما صار معروفاً للقاصي والداني، هو وحده من أعاد للعالم ثقته باليمن وبالقيادة اليمنية.
إذن فان فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ومن خلال إصراره على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومن ثم استمرار أعماله وتصديه بكل قوة وحكمة وصبر في وجه كل المحاولات التي أرادت إفشال أعماله من قبل الجهات المعرقلة ومن ثم إيصاله مؤتمر الحوار إلى النجاح من خلال اختتام أعماله وصدور المخرجات الناتجة عنه وعن أعماله طيلة عشرة أشهر من الجهد والتعب والحوار والمناقشة الوطنية المسؤولة التي منحتنا كشعب سلة مخرجات وطنية هي خارطة طريق للمرحلة القادمة وصولاً لإقامة دولة اتحادية ديمقراطية في اليمن.
وعليه فان نجاح مؤتمر الحوار هو الذي مكن اليمن من نيل ثقة العالم بنا كشعب وكقيادة ومكننا من تلقي الدعم السياسي والمادي والمعنوي من جميع دول العالم.. فتركيز فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على ضرورة نجاح مؤتمر الحوار قد أكد على بعد نظرته لمستقبل اليمن وأهمية أن يكون لليمنيين مرجعية وطنية تمثلها مخرجات مؤتمر الحوار الذي شاركت فيه كل مكونات العمل السياسي والمدني والنقابي والحزبي والمستقلون وبالتالي فان مخرجات مؤتمر الحوار إلى جانب اعتبارها طوق نجاة لكل اليمنيين كي يخرجوا بوطنهم من دوائر التوتر والأزمات والفقر والبطالة والاحتراب والإرهاب.. الخ.
قلنا ان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى جانب كونها طوق نجاة فهي تمثل خارطة طريق تقدم لليمن آفاق حاضره ومشروع مستقبله المستقر والآمن.
ونخلص من هذا كله إلى ان اي كلام الآن عن الانفصال قد صار كلاماً لا يقيم اصحابه للواقع أية حسابات، بالتالي تصبح حساباتهم في الانفصال خروجاً عن الواقع وعن كل واقع.. والخلاصة تقول:
* مجلس التعاون الخليجي العربي مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
* جامعة الدول العربية مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
* الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
* الاتحاد الأوروبي مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
فما الذي بقي للذين يصرون على تعطيل بناء اليمن وأمنه واستقراره من خلال اقامة دولة اتحادية بأقاليمها الستة يكون الجميع فيها مشاركين بالسلطة ومشتركين بعائدات الثروة.
وعليه فان الوحدة والأمن والاستقرار والتنمية هم أول المنتصرين في القمة العربية .. وبإعلان دولة الكويت.
اذن اليمن هو أول المنتصرين في قمة الكويت.. ويكون فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي هو مهندس هذا الانتصار والأب الشرعي لما تحقق.
ما الذي حققه اليمن في قمة الكويت ما هو دور الرئيس هادي فيه ؟
أخبار متعلقة