زرت العاصمة صنعاء مرتين خلال شهر ونصف لاتمام أكثر من عمل ولأن يوم صنعاء بسبعة أيام فقد اضطررت لاطالة بقائي في صنعاء مكرهاً لا بطل. هذه الأيام يعاني الناس في صنعاء من مجموعة ازمات نكدت عليهم حياتهم وأولها استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء وضواحيها يومياً ولساعات طويلة ..وأزمة توصيل خدمات المياه وازمة النقص الحاد في تموينات وقود السيارات واختفاء مادة الديزل إلى جانب ازدياد وتعاظم زحمة السير من كثرة السيارات والأكثر منه مخالفات سائقي السيارات لأبسط قواعد المرور، ولأن المصائب لا تأتي فرادى فاختفاء اسطوانات الغاز هو ايضاً شكل ازمة .. وازدياد نقاط التفتيش في الصباح والظهيرة زاد من خنقة السير وضاعف من الازدحام ..
بقي ان نضيف استمرار محاولات العابثين لزعزعة الأمن والاستقرار واقلاق حياة الناس واحد يمارس الاغتيال بحق الابرياء وآخر يقطع الطريق وثالث يخرب أعمدة شبكة الكهرباء ومجرم آخر يفجر انبوب البترول وختاماً لهذه المصائب يلاحظ من يزور صنعاء ارتفاعاً تصاعدياً لاسعار الوجبات الغذائية في المطاعم بدءاً من مطاعم الغلابة في التحرير ووصولاً لمطاعم الطبقة المخملية لدرجة ان هناك عدداً من الوزراء ومسؤولي الدرجة الأولى قد امتلكوا مطاعم عديدة إلى جانب (امتلاكهم للوزارات التي استوزروها)، وبعد كل ما ذكرناه الواحد منا يقول سلام الله على عدن وحتى لا ننسى معاناة المواطن في العاصمة لابد ان نذكر الحروب القبلية الدائرة على مشارف صنعاء منذ فترة، تلك الحروب العبثية والتي اطرافها كلهم خاسرون.
الحقيقة ان صنعاء تعيش ظروفاً صعبة ومعقدة جاء اثرها السلبي على المواطن البسيط لأنه لا يمكن لصنعاء ان تنهض من جديد ورموز أزمة الوطن عموماً وأزمة صنعاء على وجه الخصوص لايزالون يسرحون ويمرحون في صنعاء بعدتهم وعتادهم ومليشياتهم المسلحة تملأ صنعاء، ولو أردنا ان نكون صادقين مع أنفسنا فإن من خرب وطناً ودمر مقدراته لا يمكن ان يكون طرفاً مشاركاً لا في الإصلاح ولا في اعادة الاعمار، لأن هؤلاء اخطأوا ونالوا حصانة من معاقبتهم وهذا أكثر من كاف وعليهم على الأقل ان يكفوا عن خلق الازمات والصراعات وزرع الفتن الطائفية والمذهبية والجهوية للحيلولة دون استمرار جهود الشرفاء الساعية لمعافاة الوطن وفي مقدمتهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
سلام الله على عدن التي شهدت تحسناً كبيراً في خدمة المياه والكهرباء والطرقات والنظافة والتربية والتعليم والأمن و .. وغيرها من الخدمات الضرورية لأية مدينة، وهذا كله كان بسبب تركيز قيادة المحافظة العمل على قدم وساق لاستكمال بناء البنى التحتية للمدينة العاصمة.
بقي ان نقول حتى الأعمى اليوم يسمع أصوات كل أدوات البناء والتي جعلت من عدن - كل عدن - ورشة عمل تحمل في طياتها بشائر الخير بأن مستقبلاً واعداً ينتظر عدن سوف يزيل عنها غبار الماضي وعثرات الحاضر المفتعل ليصل بنا جميعاً إلى مشارف الغد الآمن والمستقر والمتطور بإذن الله.
للتأمل
- اقسم بكل المقدسات ان حبة عرق واحدة تسقط من جبين عامل لهي أشرف وأنقى وأطهر من كل حوارات المقاهي ومنظريها.
- أحدهم قال لو يعمل اليمانيون بقدر ما يتكلمون لكانوا سبقوا اليابان بالتطور.
- سلام الله على عدن .. سلام على رجالها الشرفاء، وفي عدن ما أكثرهم.
سلام الله على عدن
أخبار متعلقة