شدتني كثير من المدن العربية والإفريقية وحتى الأوروبية والعودة إليها ليس لجمال وروعة البنيان فيها بل كان الأساس طبيعة الناس العايشين والمقيمين فيها..
طيبة ناس أدركوا أن طيبتهم هذه هي مفتاح سر جذب الآخرين إليهم.. أما العمارات الشاهقة والجسور والمتنزهات فكلها خرسانية لا روح فيها.. صحيح أنها تعطي لمسة جمالية ولكنها لا تدب الروح إلى نفس القادمين والساكنين في هذه المدن.. لذلك وأنا أزور كما قلت الكثير من مدن العالم كنت أتذكر عدن ليس لأنها مدينتي فقط بل لأن ساكنيها ناس طيبون مثلما هي مدينة القاهرة المصرية التي هي من أكثر المدن التي زرتها حتى كادت أن تكون مدينتي الثانية بعد عدن والسبب سكان القاهرة البسطاء الطيبون الذين لا تفارق البسمة شفاههم رغم نكد العيش الذي يعيشونه.. وجدت في "قاهرة المعز" كثيراً من الجنسيات من مختلف دول العالم وعرفت مع استمرار زيارتي لها سر حب وعشق الناس رغم أنهم من دول متقدمة صناعياً وتتمتع بجمال مناظرها الخرسانية.. السر هو أنهم وجدوا في هذه المدينة الكبيرة ناساً جعلوا من مدينتهم أجمل من ناطحات السحاب.
عدن التي حباها الله جمال الطبيعة وأسكن فيها ناساً طيبين هي بحق جنة لا تمل العيش فيها رغم ما تعانيه من متاعب حفرت في وجهها الجميل تجاعيد الهموم والغم وجعلت مواجع الناس فيها تزداد ولكنها مواجع سرعان ما تنتسى ويمحوها البحر ويحتضنها الجبل..نعم عدن جنة بناسها بأبنائها وبعشاقها ومحبيها .. ولا أبالغ لو قلت أن عدن اليوم جنة استطاع محافظها الأمين العاشق والمحب لها الأستاذ المهندس العزيز وحيد علي رشيد ، الحفاظ على هدوئها واستقرارها أكثر من المدن اليمنية الأخرى التي نشاهد ونسمع كل يوم بل كل لحظة اهتزازات أمنية فيها تجعل الناس يزدادون خوفاً على مصيرهم ومصير أسرهم وتجعل حياتهم في معاناة مستمرة خاصة إن الغلاء بدأ يزحف إلى حياتنا يوماً بعد يوم دون تحسين في الحالة المعيشية .. صحيح أن الغلاء يزحف في كل أنحاء الوطن إلا أنك في عدن وهذه نعمة من عند الله لا تحس بهذا الوحش الذي يحاول افتراس حياتنا .. عدن لديها بحر وميناء ومطار ومصفاة تجعل من هذه المدينة وأبناءها ينامون وهم يحلمون بغد أجمل إن شاء الله.. عدن جنة ولكن لدينا بعض الملاحظات والمقترحات التي نتمنى من العزيز المهندس وحيد علي رشيد الأخذ بها أو حتى مجرد الاستماع لها لأنها وباعتقادنا ستسهم في تحسين حياة الناس وتجعل عدن أكثر رونقاً وجمالاً.
أولاً: تحسين أوضاع المتقاعدين الذين يمثلون الغالبية في عدن حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عددهم يصل نحو خمسمائة متقاعد ومتقاعدة منهم من أكمل سنوات الخدمة في مرافقهم ومنهم من تم تقاعدهم قصراً ومازالوا قادرين على العطاء ولو شاهدنا معاشات المتقاعدين سنجدها متدنية جداً أمام السنوات الطوال التي قضوها في أعمالهم . المطلوب إعادة النظر في هذه المعاشات وحتى تقديم المساعدات الممكنة للمتقاعدين المعسرين.
ثانياً: المزيد من الاهتمام بالنظافة والعاملين فيها وكذلك الاهتمام بكل الجوانب الخدمية الصحية والتعليمية والسياحية التي سنحاول أن نخصص جانباً حولها في سلسلة مقالاتي عن عدن.
ثالثاً: وهذا شيء مهم جداً ضبط الأمن في عدن لأن الأمن مفتاح كل الخدمات خاصة الاستثمارات إلى جانب حياة واستقرار الناس المقيمين والزائرين.. وللحديث بقية مع انتظارنا للتنفيذ .. عدن جنة بناسها وحبها للآخرين.
عدن جنة بناسها..
أخبار متعلقة