لقد مضى عامان على انتخاب الاخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية بعد ان صوت له أكثر من ستة ملايين ناخب وناخبة وبتأييد واسع لم يسبق له مثيل في التاريخ اليمني الحديث، حيث تسلم قيادة اليمن وهي تعيش اوضاعا مريرة ومأساوية ومخيفة، فالجيش والأمن منقسمان بحسب الولاءات المختلفة وخزينة الدولة فارغة وتحت الصفر باعتبار ان الديون المستحقة على الدولة اكثر من رصيد محدود لا يسمن ولا يغني من جوع، والعاصمة صنعاء مقسمة النفوذ بين القوى المتصارعة التي تتبادل اطلاق النيران بالاسلحة الثقيلة والخفيفة وتلحق الأضرار والخسائر البشرية والمدية وتثير الفزع والرعب بين سكان العاصمة، والانفلات الأمني يسود مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ما يجعل المراقب للاوضاع في ذلك الحين يشعر انه لا وجود لدولة في اليمن وانها تسير باتجاه الكارثة.
ولا شك ان هذه الاوضاع المأساوية التي عاشتها البلاد كانت كافية لتجعل من أي زعيم او سياسي يمني يحسب الف حساب قبل ان يقدم على تحمل المسؤولية الاولى في اليمن الا ان الاخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي لم يجد بدا الا ان يتحمل هذه المسؤولية مهما كلفه ذلك من تضحيات ليس حبا فيها كما فعلت بعض الزعامات الوهمية وحولت اليمن الى اقطاعية خاصة بل لاعتبارات اخرى يأتي على رأسها ان موقفه كنائب للرئيس واخلاصه لوطنه يحتمان عليه ان يكون في مقدمة الصفوف بعد ان سعت اليه السلطة ولم يسع اليها ومن الاعتبارات المهمة ان الرئيس هادي كان الشخصية التوافقية الوحيدة التي يلتقي حولها اليمنيون جميعا وسيظل كذلك حتى تنتهي الفترة الانتقالية ويتم الانتهاء من اقرار الدستور ويتم انتخاب رئيس جديد لليمن.
ولقد استطاع الاخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبما يتمتع به من صفات الزعامة والحكمة والشجاعة ان يخرج اليمن خلال عامين فقط من اجواء الحروب والصراعات والوقوع في اتون حرب أهلية مدمرة وان يقنع جميع الفرقاء واطراف الصراع المختلفة ومختلف التكوينات الحزبية والشعبية بما في ذلك شباب ثورة فبراير بان ينخرط الجميع في حوار وطني واسع وشامل ولا يتقيد بسقف محدد حيث تحاور الجميع خلال عشرة أشهر برعاية كريمة من الاخ الرئيس حتى نجح المؤتمر وبموافقة الجميع على وثيقة المخرجات الشاملة التي جاءت ترجمة للمبادرة الخليجية ولقراري مجلس الأمن 2014 و2051 وبذلك تنتقل اليمن من تحقيق الرؤية النظرية الشاملة لبناء اليمن الى ترجمتها فعليا في المجالات المختلفة وهو ما بدأ الشعب يلمسه في اقرار شكل الدولة الاتحادية المكون من ستة اقاليم، كما بدأت القيادة السياسية في اعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن على أسس علمية حديثة ووضع المناطق العسكرية على مستوى الوطن وبحسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار.
كما بدأت خطوات التغيير تتوالى على مختلف المستويات وهي وان كان البعض يراها بطيئة الا انها مدروسة ولا تقبل المساومة او التراجع خاصة في ظل قوى الشر والارهاب التي تحاول اجهاض ثورة فبراير وارباك خطوات القيادة ولكنها تصطدم بارادة الشعب القوية المصممة على احداث التغيير الشامل وبناء اليمن الحديث كما أنها تصطدم بصلابة القيادة وإصرارها على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل التي أقرها جميع مكونات الشعب المختلفة وبما يكفل القضاء على رواسب الماضي من الفساد والاستبداد. وبناء اليمن الاتحادي الحديث ولذلك فإنه لابد لجموع الشعب اليمني التي خرجت إلى الميادين والساحات بمئات بالألوف بل بالملايين أن تظل على أهبة الاستعداد لمنازلة قوى الثورة المضادة وإفشال مخططاتها التي تحاول واهمة إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بعد أن دارت وبطاقة كبيرة صوب محطات التغيير وبناء دولة يمنية حديثة يسود فيها العدل والمساواة والمواطنة المتساوية وتحقيق العيش الكريم.
وأخيراً لا نملك إلا أن نقول تحية شكر وعرفان للرئيس القائد المناضل عبدربه منصور هادي الذي أنقذ اليمن وجنبها الانزلاق إلى مهاوي الردى والاحتراب وجعلها تسير على طريق التصالح والتسامح والتوافق الذي يتسع للجميع.. فسر باليمن أيها القائد الحكيم من نصر إلى نصر ومن إنجاز إلى آخر حتى يحقق الله على يديك لهذا الشعب العظيم ما يصبو إليه من الأمن والاستقرار والعيش الكريم .
سلمت يداك .. وسدد الله على طريق الخير خطاك
في الـ 21 من فبراير .. تحية للرئيس القائد
أخبار متعلقة