نعم لا بد لقافلة التغيير في اليمن ان تسير بأعلى قوتها وطاقتها وان لا تتوقف أو تخاف من كثرة النباح عليها أو من تكالب قوى الشر والتخريب واصحاب المصالح الخاصة والمشروعات الصغيرة الذين انخرطوا جميعهم في الثورة المضادة المعادية لطموحات الشعب اليمني وحقه في الحرية والوحدة والعيش الكريم وبناء مستقبله ودولته الحديثة التي تحقق له المشاركة الواسعة في السلطة والثروة وتوفر له العدل والمساواة وخلق فرص التنافس بين اقاليمه المختلفة في ميادين النمو والتطور وبناء اليمن الاتحادي الجديد ليأخذ مكانه المناسب بين أمم الأرض الناهضة.
صحيح ان تحالف الثورة المضادة اصبح يمثل اخطبوطاً رهيباً له ألف ذيل وذيل وهو يمارس الارهاب والتخريب بكل صوره واشكاله، ولكن جموع الشعب اليمني وحشوده الضخمة وملايينه المتحركة في الساحات والميادين كأمواج البحر المتلاطمة ستظل هي الضمان الأكبر والطاقة الجبارة لحماية الثورة والدفاع عنها وتقديم المزيد من التضحيات في سبيل تحقيق النهوض والتنمية صوب بناء اليمن الجديد الذي يتطلع إليه الجميع، كما ان جموع الشعب وحشوده الضخمة التي خرجت بمئات الألوف إلى الساحات والميادين في مختلف مدن ومحافظات الجمهورية ستدفع بالقيادة السياسية ممثلة برعاية الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى بذل مزيد من الرعاية والاهتمام في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبار ذلك خارطة طريق واضحة اقرتها جميع الأحزاب السياسية والمنظمات والفعاليات الشعبية وتمثل تفويضاً للرئيس هادي في ترجمتها إلى اجراءات وقرارات فعالة وواضحة ولا تقبل التراجع أو المدارة أو المداهنة أو انصاف الحلول.
ولا شك ان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني على شكل اجراءات وقرارات جريئة وشجاعة سيكون بمثابة الرد المناسب على اخطبوط الثورة المضادة والاستمرار في قطع ذيوله المتعددة واحداً بعد الآخر ونحن نثق في ان الرئيس هادي سائر في هذا الاتجاه بكل ثبات وصلابة وحكمة وما انجاز واقرار اقاليم اليمن الاتحادية إلا دليل على ذلك وهو يستمد قوته من توافق مكونات الشعب اليمني المختلفة واقرارها لوثيقة الحوار الوطني بالاضافة إلى ملايين الشعب التي تخرج إلى الساحات والميادين في مختلف المحافظات اليمنية مؤيدة ومطالبة بترجمة مخرجات الحوار الوطني بوتيرة عالية تحقق للوطن المزيد من الأمن والاستقرار وتمهد الطريق الأفضل لتأسيس الدولة الاتحادية.
لقد تميزت ثورة الـ 11 من فبراير 2011م في اليمن عن غيرها من ثورات الربيع العربي ان من قاموا بها قد افترشوا الساحات والميادين العامة في مختلف المحافظات اليمنية وأقاموا فيها أكثر من عامين وواجهوا فيها وبصدورهم العارية تلك المذابح والجرائم والتعذيب والسجون التي اقترفها بحقهم نظام الاستبداد والطغيان الهالك، كالذي تعرضوا له في جمعة الكرامة بصنعاء وجريمة المحرقة بتعز ظناً من النظام البائد ان مثل هذه الجرائم البشعة ستوهن من عزم الثوار والثائرات وتجعلهم يستسلمون للظلم والطغيان ولم يدرك ان المعادن الأصيلة إذا سلطت عليها النار زادتها بريقاً ولمعاناً وهذا ما حدث بالفعل لثورة الشباب في اليمن التي زادتها هذه الجرائم قوة وتماسكاً واندفاعاً حتى رحل رأس النظام عن الحكم وانجز الشعب اليمني وثيقة الحوار الوطني الشامل كثمرة لثورة فبراير العظيمة.
وإذا كان لابد لقافلة الثورة ان تسير صوب محطات التغيير والبناء والتنمية فانه لابد من تعزيزها والدفاع عنها بمزيد من الحشد الثوري والتنبه والحذر واليقظة من اخطبوط تحالف الشر والتخريب الذي يقف ضد مصالح اليمن العليا وحقه في التغيير وبناء دولته الحديثة فطريق التغيير والبناء مازال طويلاً ومحفوفاً بالكثير من التحديات التي يجب على شباب الثورة مواجهتها بكل عزم واصرار حتى يصبح الحلم حقيقة والطموح واقعاً ونصل إلى حدود المستقبل السعيد.
لا بد للقافلة أن تسير
أخبار متعلقة