وأخيراً وضحت ملامح جمهورية اليمن الاتحادية وشكلها النهائي بعد أن أقرت لجنة تحديد الأقاليم وبصورة نهائية تكوينها من ستة أقاليم أربعة في الشمال واثنين في الجنوب كما حددت تسمية الأقاليم وعواصمها وحددت كذلك الولايات (المحافظات) التي تتبع كل إقليم، كما تضمنت مخرجات عمل اللجنة الاتفاق على أن تكون أمانة العاصمة صنعاء مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم وأن يتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور لضمان حياديتها واستقلاليتها وكذلك أن تكون مدينة عدن مدينة إدارية واقتصادية ذات وضع خاص في إطار إقليم عدن وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة تحدد في الدستور الاتحادي كما تضمنت مخرجات اللجنة أحكاماً عامة مهمة تحقق المشاركة الواسعة في اقتسام الثروة والسلطة وتضمن حرية ممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
ولا شك أن نجاح اللجنة في مهمتها وإنهاءها لعملها خلال أقل من أسبوعين يؤكد على جدية المرحلة وتواصل الجهود الصادقة لترجمة مخرجات الحوار وتنفيذها على أرض الواقع كما يعتبر مؤشراً مهماً على الجهود الحديثة والمتابعة المستمرة للقيادة السياسية بزعامة الأخ المناضل/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وقدرته على العمل والانجاز، خاصة إذا ما علمنا أن هذا النجاح يأتي في ظروف صعبة وتحركات الثورة المضادة المعادية لطموحات الشعب اليمني التي تبث الإشاعات الكاذبة والمغرضة تجاه أي انجاز يتم تحقيقه على طريق التغيير وإنهاء الفساد وبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تحقق المشاركة الشعبية الواسعة في السلطة والثروة وتحقيق المواطنة المتساوية ويسود فيها النظام والقانون واحترام الإنسان.
ولقد أظهرت الحشود الشعبية الضخمة التي خرجت خلال اليومين الماضيين بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة الـ11 من فبراير وهي تطالب بضرب أوكار الفساد ومواجهة مؤامرات الثورة المضادة وتعزيز مسارات الثورة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل أظهرت أن الثورة الشعبية لا خوف عليها وأن مخرجات الحوار الوطني التي تعد ثمرة لهذه الثورة محمية بإرادة الله وإرادة الشعب اليمني الثائر المتطلع إلى غد أفضل ولقد كانت خطوة عظيمة ولفتة كريمة أن استقبل فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي مجموعة من القيادات الشبابية للثورة في تعز حيث أكدوا له فخرهم واعتزازهم وثقتهم في قيادته الحكيمة لليمن في هذه الظروف والوقوف إلى جانبه في كل ما يتخذه من خطوات لتنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة اليمنية الحديثة كما لمسوا منه التأكيد على قدرة الشباب في تحمل المسئولية في بناء اليمن الجديد وأنهم محل ثقة وتقدير القيادة.
ولا يسعنا في الأخير إلا أن نرحب بقدوم جمهورية اليمن الاتحادية التي ستولد بعدما تتم كتابة الدستور وإقراره من الشعب في الاستفتاء العام ونرجو أن نرى ذلك في الغد القريب..وإن غدا لناظره قريب.
مرحباً جمهورية اليمن الاتحادية
أخبار متعلقة