ثمة حزب يعيش بيننا بأعضائه وقواعده وقياداته وهو غير مسجل في لجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية وليس لديه ترخيص قانوني يمنحه حق القيام بنشاطاته وفعالياته لأن هذا الحزب يدعى «حزب أعداء النجاح» لا يحتاج أن يحمل أية وثائق قانونية تسمح له القيام بنشاطاته بصورة علنية لأن هذا الحزب وكل أعماله غير قانونية، فمسألة احترام الدستور والأنظمة والقوانين مسألة لا تعنيه لأنه حزب شعاره التخريب ونشيده قائم على فكرة معاداة النظام والحكومة ونصب الكمائن التدميرية لكل ما هو نابض بالحياة ومبشر بالفرح وحامل لطلائع المستقبل الواعدة بالخير.
وقصة نشأة حزب أعداء النجاح بدأت بعد الخليقة مباشرة حين بدأت معركة الصراع بين الخير والشر.. فحزب أعداء النجاح مهمته الأولى ممارسة نقد هدام بحق كل ما يعتمل في أرض الوطن من بناء واعمار وجهود تنمية وقوانين وخطط مستقبلية.. الخ فجماعة هذا الحزب تجلس تمارس النقد.. هذا القانون خطأ.. هذا المشروع غير مفيد.. هذا القرار غير صائب.. الخ ولما تقول لهم حسناً إذا كان كل ما تتخذه الحكومة ورأس القرار خطأ.. فهاتوا بدائلكم.. هاتوا مقترحاتكم.. هاتوا ما ترونه صواباً، فيأتي ردهم مخيباً للآمال إذ يقولون لما نصل للسلطة سنظهر لكم أعمالنا العظيمة وخططنا الكبيرة لكن هذا كله لما نجلس على كرسي القرار!.
وحزب أعداء النجاح في أحايين كثيرة يتخطى النقد الذي يمارسه في محاولات وجهود لا تنتهي للتشكيك بجهود الحكومة والدولة والقيادات. قلنا إن حزب أعداء النجاح قد يتخطى النقد ضد الحكومة والنظام بعد أن يرى فشله وفي كل مرة يمارس فيها النقد يكبر مثلما تكبر كرة الثلج وهي تتدحرج فيلجأ لاتخاذ سلسلة من الأعمال التخريبية كأن يكون وراء ضرب محطات توليد الكهرباء وأنبوب النفط أو تكوين جماعات لقطع الطرق أو إشعال الفتن القبلية والمذهبية من خلال تغذيته للاختلافات البسيطة بالمال والسلاح والخطاب الإعلامي التحريضي، وبذلك يكون هذا الحزب قد انتقل إلى مرحلة جنونية.. نقول جنونية لأنه وبسبب اختلافه مع الحكومة أو رئاسة الدولة حول أي قضية من القضايا التي لا ترتقي إلى أن يرفع أحد الطرفين السلاح في وجه الآخر، لكن الرؤية عنده تغيب فيخلط بين خلافه مع الحكومة إلى خلافه مع الوطن عندما يلجأ للتخريب وزرع الفتن وقطع التيار الكهربائي..الخ معرضاً الوطن ومكانته وأمنه واستقراره وسمعته للخطر.. هو يعتقد أنه بأعماله التخريبية سوف ينال من النظام من خلال زيادة معاناة المواطن ورهانه الخاسر أن المواطن سوف يحمل النظام كل المسؤولية وسوف يخرج عليه ويتمرد في وجهه. لكن مع مرور الزمن اكتشف المواطن في هذا الوطن الطيب وبفطرته أن كل عملية من عمليات التخريب هي من أعمال حزب أعداء النجاح ولا أحد غيره يقوم بهذه المصائب بحق الوطن.
بقي أن نقول إن لحزب أعداء النجاح فروعاً في كل دول العالم النامي (المتخلف) لأن أحزاب أعداء النجاح فيها هي من تحارب الكفاءات في كل مجالات الحياة وهي من تشكك بالقيادات الوطنية في تلك الدول وهي من تنصب نفسها قيما على الثقافة والأدب والسياسة باسم الدين تارة وباسم الوطنية تارات أخرى. لهذا نجد أن أفضل الكفاءات العربية والإسلامية هاجرت وتهاجر إلى أوروبا وأمريكا حتى تجد لنفسها عملاً وبيتاً واستقراراً وراحة بال.
لهذا كله عندما ترون دولاً عربية أو إسلامية تنهار وينهار اقتصادها ومكانتها وأدوارها لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن نظرية المؤامرة والعامل الخارجي لكن ابحثوا عن حزب أعداء النجاح في تلك الدول لتتأكدوا من صحة ما قلناه في هذا الحيز.
- الخلاصة: مطلوب من الجميع أن يدفع بحزب أعداء النجاح إلى مزبلة التاريخ والحفاظ على الرجال الذين يصنعون النجاح في كل زمان ومكان.
- مطلوب منا جميعاً أن نفرح بأي نجاح في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو الأدب أو الرياضة والفن وغيرها من المجالات مهما كان النجاح صغيراً وأن نقف وقفة رجل واحد في وجه كل حالات اليأس والعقم والمحاربة والإحباط الذي يحاول حزب أعداء النجاح توزيعها علينا بالمجان وعلى الجميع أن يلتفوا ويوحدوا صفوفهم من أجل خير الوطن ومواطنيه وثقوا أن الله مع الجماعة في حين يظل الشيطان مع أولاده الذين الكثير منهم من بني البشر مع الأسف.
للتأمل
صنعاء في هذا الوقت من العام تكون باردة جداً لكن يبدو أن نجاح مؤتمر الحوار منح الطيبين فيها الكثير من الدفء.
حزب أعداء النجاح
أخبار متعلقة