الاحاديث والسيرة النبوية والجغرافيا التاريخية تؤكد أن الأرض اليمنية واحدة دماً ولحماً وعظماً هكذا يقول لنا التاريخ ما قبل الإسلام وما بعده, وأن الحدود اليمنية القديمة معروفة في شبه الجزيرة العربية وأرى أنه لا يجوز فتح هذا الباب في زماننا هذا ووقتنا الحاضر , والأمر الواقع هو أن جغرافية اليوم هي المفترض علينا أن نحافظ عليها , ولنفتخر بأننا يمنيون وكما يقولون « من ليس يمنياً فهو ليس عربياً». . ومن هنا .. من الأرض اليمنية الجغرافيا والتاريخ ظهر الوجود العربي الذي نزح من اليمن , وعلينا أن لا نجحد وأن لا نزور التاريخ , فالجغرافيا يمنية والحكمة يمانية وهي شاهدة وحاضرة في الملة والدين , يمن الحضارة والأصالة , ولنا أن نفخر باليمن لأنها مهد الحضارات ومنبع الهجرات البشرية للقبائل العربية . . إنها بلد الحضارات التي ازدهرت , فمارب عاصمة سبأ, وتمنع على وادي بيحان كانت عاصمة دولة قتبان ,وشبوة عاصمة حضرموت , وفي اليمن نشأت دولة حمير ومعين وأوسان , وكتبت تلك الحضارات بخط واحد هو « المسند» وذلك في القرن الأول الميلادي, وينبغي أن لا نسمح لأي (زيقان سياسي) أو(بوار سياسي) أو أجندات سياسية أو مشاريع صغيرة أو أطماع داخلية كانت أو خارجية إقليمية أو دولية أن تقود إلى التهلكة والضياع .
ويحق لنا أن نتساءل لماذا كل هذا التشكيك بهوية الأرض اليمنية والذي ظهر فجأة اليوم؟ ولماذا ازدادت دورات العنف المناطقي بهذه الحدة فجاة اليوم ؟ ولماذا انتشرت وتمددت المذاهب الطائفية في معظم مناطق اليمن هي الأخرى؟
ولماذا ظهرت ( الأنياب ) السياسية متزامنة مع ما سبق فجأة اليوم؟ وهل كل ذلك هو تحد لفخامة الرئيس هادي ورهان لإفشاله عقب النجاحات الكبيرة التي حققها منذ توليه رئاسة الجمهورية بإجماع لا نظير له ؟
وهل سيناريوهات التحدي تلك هي عفوية وعشوائية فقط ؟ ثم هل مخرجات الحوار الشامل بمنظومة الأسس والمبادئ والأحكام لمكوناته تشكل تهديداً لأطراف في الداخل والخارج ؟
أليس من حق اليمن أن تنعم بالأمن والسلم الأهلي والازدهار والنماء كبقية شعوب العالم؟.
أليس من حق اليمن أن تمارس فيها مفاهيم الحرية والعدل والمساواة كبقية شعوب العالم ؟ أليس من حق اليمن أن تستخرج ثرواتها وتنعم بخيراتها؟
لا خلاف على المظالم والحقوق التي يمارسها البعض من الساسة باسم الوحدة في نهب الأراضي , وتجاهل أبناء الوطن, ولكن لا يجوز خلط الاوراق وإرهاب المواطنين الأبرياء الآمنين واختلاط الحابل بالنابل من قوى متصارعة فيها الجلاد والدموي والضحية في صراع مع الوطن لنيل نصيب أكبر من الكعكة تحت مسميات ومصطلحات ظهرت فجأة على عجل ؟
هل لأن أمراء الدم والفتن منتشرون في عواصم العالم مع أوليائهم يوجهون ويمولون ويحشدون لنسف الحوار الوطني وتهديد فخامة الأخ الرئيس هادي الذي من الله على فخامته بمعجزات تجاوز بها عدد اً من التحديات والمؤامرات ؟
ماذا تنتظر الدول العشر لحل مشاكل اليمن في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وهي ترى الطعنات تتوالى علي الوطن ووحدته وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل التي ينتظرها شعبنا اليمني بفارغ الصبر؟
إن أغلب خيوط اللعبة الجارية في الوطن موجودة في يديها وفي مقدورها أن تفعل شيئا؟
لكن لماذا كل هذا الترقب للتحديات التي تواجه الرئيس ومؤتمر الحوار ؟
أين التعهدات والالتزامات بالقرارات الدولية وخاصة لدعم اليمن والرئيس هادي وعملية التغيير والحوار الوطني ؟
أليس ما يجري في اليمن من عنف مسلح وإرهاب لترويع المواطنين وتمترس خلف قضايا ذاتية ضيقة بهدف عرقلة الحوار الشامل هي تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي ناهيك عن تهديدها للشأن الوطني وبقدر شعوري بالإحباط والخوف في نفس الوقت إلا أنني اشعر بالفخر والاعتزاز والإعجاب بالقدرة الشجاعة للقائد الرمز وباني نهضة اليمن الأخ المشير هادي رئيس الجمهورية الذي يعمل على مدار الساعة ووضع نفسه بلسماً لجراح ومآسٍ وجرائم لحقت بالشعب والوطن يواسي ويبارك ويعتذر كرئيس لليمن تجاه جرائم الأنظمة السابقة , في حين أن سابقيه في الوطن لا يقدرون ولا يثمنون ذلك الموقف الرجولي والبطولي للأخ الرئيس مع شيوخ واعيان خولان وتدخلاته السريعة مع كل بؤرة توتر تهدد الوطن في مختلف مناطقه ومدنه, في حين نرى الأحزاب السياسية تتعامل ببرودة تامة وكأن الأمر لا يعنيها, وما علينا هذه ثقافتهم وسياساتهم , والمهم بالنسبة لنا ولشعبنا أن يجتمع حكماء وعقلاء اليمن لوضع حد للتحديات الجارية اليوم دعماً لمساعي وجهود الرئيس هادي الذي يعمل بصمت وشجاعة نادرين من أجل إخراج اليمن من أزمتها الراهنة .
إن الحوار هو المخرج الوحيد والحل الناجع لكل مشاكل اليمن من أقصاه إلى أقصاه . . ونقول لكل الشرفاء والوطنيين وكل من يهمهم مصلحة اليمن وشعبها في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة أن يتكاتفوا ويرصوا الصفوف ويضعوا نصب أعينهم المصلحة الفضلى للوطن والشعب وتغليبها على المصالح الضيقة والحزبية المقيتة . . نقول لكل القوى السياسية والحزبية والمجتمعية أن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وسيادته ورخاء شعبه وتطوره ونماءه هي الثوابت التي يجب أن يلتقي عندها الجميع ويسعوا من أجل ضمان وجودها وبقائها والسعي الدائم لتحقيقها والحفاظ عليها , ومهما كان الاختلاف في الرؤى والمفاهيم يظل الحوار هو اللغة التي ينبغي أن نتخاطب بها لنصل إلى حلول جذرية لكل نقاط الخلاف بين كل الأطراف , ولا ينبغي أن نتخاطب بلغة السلاح والقوة والعنف والإرهاب وخلط الأوراق وزرع الفتن وإثارة الفوضى والجهوية والمناطقية والطائفية حين نختلف كما يختلف مثلنا الآخرون في العالم أجمع !! .
نقول لكل الشرفاء والوطنيين تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وقفوا في وجه الباطل وناصروا الحق ما حييتم من أجل اليمن ونهضتها وتطورها لترتفع رايتها عالياً بين الشعوب والأمم , وحمداً لله أن أبناء اليمن قد وقفوا وقفة رجل واحد من أجل إنجاح الحوار الوطني الشامل وكانوا بمثابة الصخرة القوية والمنيعة التي تساقطت عليها كل مؤامرات ودسائس أعداء الحوار والوفاق والسلم الاجتماعي , وكان للشرفاء ما أرادوا وعاد كيد الحاقدين على الوطن وقيادته السياسية التي جاءت بالإجماع الشعبي والإقليمي والعربي والعالمي إلى نحورهم , حتى يخيل لمن يرى تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وهم لا يستقرون على حال فكأنما هم يعضون أصابعهم من الندم على ما فعلوه من أزمات ومطبات لوطن شامخ هامته في عنان السماء وشعب صابر وصامد كشموخ الجبال .
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أدعو بالرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار وللضحايا الأبرياء والشفاء العاجل للمصابين , قال تعالى : « قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى , والله غني حليم » . « صدق الله العظيم».
أين الدول الراعية وتعهداتها ممن يقف وراء العنف والإرهاب ومحاولة إفشال الحوار؟
أخبار متعلقة