هاهي قوى الإرهاب تبطش بالأمن والسكينة والسلم الدولي ظهر الحائط. ان المتابع للوضع العالمي يدرك فداحة الأمر وسقوط مئات الآلاف من الأبرياء جراء اعمال العنف والإرهاب غير المشروع إن النضال المشروع للشعوب المضطهدة الخاضعة للاحتلال وتعرض ثرواتها ومواردها للنهب والاحتكار من قبل قوى الاستعمار وشركاته الاحتكارية تؤيده كل الرسالات السماوية كنضال الشعب العربي الفلسطيني ضد الإرهاب الصهيوني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ان حق المقاومة المسلحة مشروع طالما وهناك احتلال للأرض وتشريد للسكان ونهب وسلب واحتكار للثروات والموارد ومن حق المقاومة العراقية والافغانية والليبية تحرير الأرض من جيوش الاحتلال الأجنبي وتحرير الموارد النفطية والغازية والمعادن والمواد الخام الاخرى من سيطرة الشركات الاحتكارية.
ان تنامي دور تنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية السلفية الاخرى تلك التنظيمات التي تعمل وفقاً لاستراتيجية الدفاع الامريكية والمحافظين الجدد الذين يتحكمون بمصير العالم ان السياسة العدوانية التي انتهجها المحافظون الجدد ضد البشرية لم تبدأ فعلاً ابان الاحتلال السوفيتي لافغانستان وإنما جاءت كرد فعل طبيعي على حركات التحرر الوطني والقومي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ضد جيوش الاحتلال وشركاته الاحتكارية.
ان ضغط الادارة الأمريكية على الأنظمة العربية لارسال المجاهدين لجهاد السوفييت في افغانستان بهدف استنزاف والحاق الهزيمة بالاتحاد السوفيتي الذي كان السند والمدد لحركات التحرر العالمية وبناء على الضغوط التي مارستها الادارة الأمريكية ضد الانظمة العربية ارسلت الحكومة اليمنية رسمياً 450 من شبابها لما يسمى بالجهاد وأرسلت الدول العربية عشرات الآلاف من خيرة شبابها وقدمت السعودية ودول الخليج 45 مليار دولار فاتورة تلك الحرب وقدمت الولايات المتحدة الاسلحة المتطورة لاستخدامها ضد السوفييت وبعد هزيمة الجيش السوفيتي ظلت تلك الاسلحة بيد أولئك الشباب بما فيها 900 صاروخ ستانجر قادرة على اسقاط الطائرات. لقد انقلب السحر على الساحر حيث اصبحت تلك التنظيمات المتشددة هي سيدة الموقف وأعلنت عن نفسها كتنظيم القاعدة الذي اندمج مع تنظيم الجهاد في تنظيم قاعدة الجهاد وسيطرة حركة طالبان على الحكم في افغانستان. لقد انشئ تنظيم رديكالي جديد اصبح مصدر خطر على المصالح الأجنبية في الوطن العربي ودول العالم الثالث كما استطاع المحافظون الجدد توظيف تلك الاعمال الارهابية لصالح القوى الاستعمارية التي اتخذت منها ذريعة لاستعادة السيطرة على الدول العربية والعالم الثالث ونهب واحتكار ثرواتها بحجة مكافحة الإرهاب.
ان تلك السياسة والاعمال الارهابية ترفضها كل الرسالات السماوية والتسامح الديني الذي اقرته الرسالة الإسلامية بين مختلف الاديان والطوائف والاقليات لكن الفهم الخاطئ للجهاد ومشروعيته لدى الجماعات الارهابية التي استطاعت استقطاب وتنظيم الشباب العربي الذين يعانون من الفقر والحرمان والمغرر بهم بسبب الجهل وعدم اهتمام الانظمة العربية والاسلامية بالاجيال مما جعلها تقع فريسة تلك التنظيمات الارهابية التي تخدم القوى الاستعمارية بقصد وبدون قصد ان الاعمال الارهابية سواء تلك التي حدثت في جدة ونيروبي ودار السلام وبالي واحداث 11 من سبتمبر والصراع المذهبي في العراق والعدوان على ليبيا وسوريا وجنوب الجزائر وشمال مالي ومصر وما حدث من عدوان على السيادة اليمنية في المشفى التابع لوزارة الدفاع وغيرها من الاعمال الارهابية اليومية في مختلف محافظات الجمهورية، تنعكس بشكل يومي على الحياة العامة للشعوب وتوقف حركة التنمية والتعمير وتسبب في شلل الحركة السياحية وغيرها فهل تراجع القوى الاستعمارية والأنظمة الديكتاتورية سياستها القمعية ضد الشعوب وتعيد تأهيل الشباب والاهتمام بهم وبنائهم على حب الوطن وترسيخ الأمن والاستقرار وفتح فرص عمل جديدة تستوعب البطالة؟ وهل تراجع التنظيمات الارهابية نفسها وتدرك بانها اساءت للإسلام وذبحته من الوريد إلى الوريد وتسببت بالعدوان الاستعماري على الأمة ونهب الثروات والموارد من خلال ذريعة مكافحة الارهاب؟
العالم في ظل الإرهاب
أخبار متعلقة