النساء في اليمن تعاني من ظلم كبير ... موروث من الماضي السحيق من قبل الاسلام ، ومن بعدالاسلام .... وقد تضاعف ذلك الظلم في عهدالأئمة الذين حرموها من التعليم ومن ابسط حقوقها .. وحتى بعد قيام الثورة السبتمبرية ، استمر ذلك الظلم وما زال ، المرأة اليمنية تعاني من ظلم المجتمع والاسرة لها ، وتجاهل الدولة وتخاذلها بالدفاع عنها .. وكل يوم نسمع حكايات وقصصاً لتلك المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية .. فمن زواج الصغيرات وما يسببه من وأد حياتهن ، ... الى القصة الأخيرة التي تناولتها وسائل الاعلام حول اقدام رب اسرة في احدى قرى تعز على احراق ابنته .. بسبب محادثتها مع خطيبها قبل ان يتم الزواج ، ... هل يعقل ان يحدث هذا؟ ... وفي هذا الزمن ؟ ....وهل محادثتها مع خطيبها تستحق عليها عقوبة اعدامها حرقا؟ ما هذا اين نحن عائشون ؟ تحت اي اخلاقيات يتم هذا ؟ وهل الشرع يجيز هذا؟ وهل سيتم السكوت عن هكذا اجرام ، كما نراه جارياً، ...؟ هل يعقل ان تعامل المرأة في هذه البلاد بهذا الشكل؟ فكيف سندافع عن حقوق المرأة الاخرى ، كمساواتها في التوظيف والترشيح و...و...و.. ؟ اذا كانت حياتها غير محمية ... فكيف سيكون وضع الحقوق.....؟ ، فما تتعرض له النساء من حرمان من حقوقهن في الارث بالتحايل عليهن ، او بالوظائف العامة بعدم اعطائهن فرصاً مساوية لزملائهن في العمل ... او في الحصول على الترقيات والمكافآت ، و بحرمانهن من المشاركة الكاملة بالترشح للمناصب العامة ، وخاصة الترشح لرئاسة البلاد ، الى متى سيبقى هذا الوضع بينما العالم منح المرأة الكثير من الحقوق ؟ ، لماذا لا نقتدي بالدول المتحضرة ، بدلا من الاقتداء بدول متخلفة لازالت تحرم المرأة حتى من ان تقود سيارة ،..... يفترض من نساء اليمن ان لا يستكنّ ، وان يتكاتفن مع بعض ، فنحن نعيش في مجتمع ذكوري صرف ...لا يعطي للمرأة القيمة اللائقة بها .. وليس امام النساء الا أن يتكاتفن معا ،فماذا يمكن ان يتوقعن من مجتمع فيه هذا النوع من الرجال الذي يحرق ابنته لأبسط الأخطاء أو يمنحها وهي في زهرة طفولتها لرجل غريب تحت يافطة الزواج ليقوم باغتصابها وانهاء حياتها ، ليس أمام النساء في وضع كهذا الا أن يقفن مع بعض ويدعمن من تلاقي الظلم والقهر ، ويخرجن بالمسيرات والاعتصامات ضد من يعتدي على امرأة ويمارس ضدها العنف او الابتزاز ، تحت مبررات دينية غير سليمة ، أو عادات وتقاليد بالية هي ضد حقوق المرأة . الم يحن الوقت بعد ، لتثور نساء اليمن على هذه الأوضاع التي تحد من انسانيتهن وحريتهن وكرامتهن ....... بل وحياتهن ....؟
أعرف أن حديثي هذا لن يعجب الكثير من الرجال وقد يلاقي نوعاً من الاستهجان ، لكني سأندهش لو لم يعجب بعضاً من النساء لكني على قناعة أن المرأة اليمنية تتمتع بقدرة عقلية تفوق الكثير من الرجال، و على ثقة بأن مجتمعنا لن يتمكن من التطور والنمو اذا لم تأخذ المرأة مكانتها في المساهمة في البناء والتغيير جنبا الى جنب مع شقيقها الرجل ....... لا يمكن لمجتمع أن يتطور ونصفه لا يشارك في البناء والتطوير .
المرأة اليمنية بين عنف الزواج المبكر وعقوبة الإعدام حرقا
أخبار متعلقة