خلال ستة أسابيع خصم يوسف القرضاوي 13 ألف إخواني من قائمة ضحايا رابعة والنهضة ، هذا موسم التخفيضات ، كانوا 20 ألفاً كما قال بلسانه وهو يجلس فوق المنبر في ذلك الجامع الذي يلقي فيه خطبة الجمعة ، سمعته ولم يقل لي أحد ذلك ، ويومها استغربت فهذا الرقم لم يذكر في «الجزيرة»، ولم يذكره «العريان» ولم يرد في رسائل بقايا القادة المتناثرين بين اسطنبول ولندن ، وفي الجمعة الأخيرة، هذه التي تلت عيد الأضحى ، جلس القرضاوي في نفس مجلسه، وخاطب نفس مرتادي جامعه ، ونقلت نفس محطة التلفزيون الرسمية خطبته ، وسقط من حساباته من سقط ، وأصبح عدد الذين ماتوا في تلك الميادين سبعة آلاف إخواني ، هكذا قال هو، وللتأكيد استعدت التسجيل مرة واثنتين وعشراً ، والرقم لا يتغير ، وذهبت إلى التسجيل السابق ، من تلك الجمعة التي كانت في الجزء الأخير من شهر سبتمبر ، وتوقفت عن ابداء اية ردة فعل !!
كنت مشدوهاً ، فهذا الرجل يجلس على أعظم وأقدس مكان، على منبر الجامع ، ويخاطب المصلين ، اولئك الناس الذين يلبون النداء في اليوم المبارك ، ويطلبون الأجر تاركين تجارتهم وبيعهم وشراءهم ، يأتمرون بأمر الله سبحانه وتعالى ، فإذا بهم يجبرون على الاستماع إلى من يستخف بهم ، من لا يعطيهم حقهم ، من يستهين بذاكرتهم ، ومن يعتدي على عقولهم ، فهم يسمعون كذباً ، وعندما يكون الخطيب كاذباً مزوراً في معلومة تكون كل كلمة يقولها غير صادقة ومجافية للحقيقة ، وتختلط الأمور في اذهان من يسمعونه ، حتى ولو كانوا أتباعاً متعاطفين، أقول ذلك لأنني اقارن نفسي بهم ، وأنا لي موقف واضح من القرضاوي ، وقد اكتشفت أكاذيبه منذ امد بعيد ، وكتبت عنها، ومع ذلك صدمت عندما سمعته ينطق بالرقم الجديد الذي اخترعه ، فكيف بمريديه وأتباع تنظيمه أو الناس العاديين الذين يؤدون فرضاً واجباً ؟!
فعل خيراً مخرج النقل عندما نقل الصورة إلى صحن الجامع، فقد كان الرجال ينظرون إلى بعضهم ، وكأنهم يذكرون أنفسهم بما كانوا قد سمعوه من قبل ، وربما يتأسون حزناً على شيخهم وخطيبهم الذي يجب أن تكرم شيبته ، وان يجلس في البيت ما بقي له من عمر ، فهذا مكان لا يقبل الإهانة والاستهانة ، ومن يسمح للقرضاوي بصعود المنبر يخطئ في حق الله قبل أن يخطئ في حق البشر!!
القرضاوي وموسم التخفيضات
أخبار متعلقة