في الوقت الذي يوشك فيه مؤتمر الحوار الوطني، أن يتمخض مولوداً كامل البنيان، سليماً من كافة العلل، يضمن لليمن حياة مستقرة ومستقبلاً مشرقاً، وهو المولود المتمثل بوضع أساس وأركان الدولة المدنية الحديثة ونظامها اللامركزي ودستورها الجديد، في هذا الوقت العصيب من حياة شعبنا اليمني العظيم الذي طال انتظاره، يحاول القتلة والمجرمون والعابثون من تنظيم القاعدة الإرهابي ومن يلف لفهم من المجرمين والفاسدين والمرجفين في الأراضي اليمنية وفي الخارج، أن يضعوا العراقيل أمام المولود المرتقب للحوار الوطني الشامل، من خلال تماديهم في استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن، وهم يؤدون واجبهم الوطني المقدس في السهول والجبال والصحاري والمدن على امتداد الأراضي اليمنية، وكذا من خلال استهداف مصالح المواطنين من كهرباء وطرق ومدارس.
ويعتقد هؤلاء الإرهابيون والمجرمون أنهم بارتكابهم الجرائم البشعة يستطيعون أن يشيعوا ويبعثوا الخوف واليأس في نفوس المواطنين اليمنيين المترقبين لإشراقة مولود الوطن الذي يؤملون منه وضع حد للحروب والصراعات والفوضى والفساد والمحسوبية التي أرقت البلاد واستنزفت دماء خيرة أبنائها وخيراتها طيلة أكثر من نصف قرن، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق مع الشعب اليمني حتى وإن ظل هذا الاعتقاد يراود العناصر الإرهابية طيلة حياتها.
ومع أن عناصر القاعدة وأمثالها من القتلة والمجرمين قد جربوا مثل هذه الأعمال الإرهابية والجرائم مئات، بل آلاف المرات، ولم يحققوا من خلالها مآربهم على أرض الواقع، إلا أنهم بذلك الاستمرار في غيهم وبارتكاب الجرائم البشعة معتقدون أنهم بذلك سيتمكنون من إضعاف القيادة السياسية والقوات المسلحة والأمن والشعب اليمني، ومن ثم تخضع الإرادة الوطنية والسياسية والجماهيرية اليمنية لإرادة هذه العناصر الإرهابية، دون أن تدرك هذه العناصر أن الشعب الذي تفلت من أغلال واستبداد قاهره مطلع النصف الثاني من القرن المنصرم، وثار ضد أعتى مستعمر وأعتى حكم كهنوتي في التاريخ الحديث، حتى حقق النصر المبين بعد فترة وجيزة من قيام ثورته المباركة «26 سبتمبر 1962م - 14 أكتوبر 1963م» يستحيل أن يخشى جرائم الإرهاب والإجرام أو يضعف أمامها.
الإرهابيون والاعتقاد الخاطئ!
أخبار متعلقة