نحن نعيش في عالم اندثرت معاييره وموازيينه وقيوده وقوانينه .. لم يعد هناك من مقياس لم نعد ندري في هذا العالم ماذا تحمل لنا الأيام، وماذا عسى الليالي ان يلدن، وليالينا في هذا الزمان الرديء، زمان الحروب، زمان المناكفات والصراعات والاختلافات حُبلى يلدن كل عجيب فمن عدو من خارجنا يتربص بنا ريب المنون إلى ذلك الذي بين ظهرانينا يروع الآمنين ويهدر كرامة أهله وناسه وعشيرته الاقربين، ولقد رأينا ما فعل أناس منا بارواح الابرياء فقتلوهم وهم لهم لا يأبهون ولا يعيرون اهتماماً لرحم أو صلات قربى أو اخوة في الله أو الوطن.
انظر ماذا يحدث في وطننا اغتيالات واختطافات ونسف بواسطة الاحزمة الناسفة ونهب املاك الغير من اراض وغيرها، وقطع الطرق وتخريب انابيب النفط وسرقة الاطفال وتزويج القاصرات و.. و.. و.. إلى آخره، من قبل اشخاص يفتقرون للمسؤولية وعدم تقيدهم بقوانين وأنظمة الدولة وجهلهم لها.
لقد نجح اعداؤنا وأعداء العرب والمسلمين في ان يهيئوا الأرض والآفاق للمشاجنات لعصبة من أبناء اليمن وكذا من أبناء العرب المسلمين أينما ذهبت في هذه الأرض المترامية من المحيط إلى الخليج ترى فئة منهم تحسبهم أولي رحمة واصحاب مروءة فإذا هم ألد الخصام وإذا أنت امام من يريد ان يمحوك محواً ويهلك ما يستطيع من الحرث والنسل فما بال هذا البلاء الذي حط علينا من كل واد وجاءنا من كل فج وبطن وشهب من شهاب الأرض؟ لماذا يروع الآمنون في أرض المسلمين من الخارج والداخل ومن ذا الذي يفعل هذا انها يد واحدة آثمة تحرك كل شيء في أوقات متفرقات أو في وقت واحد ولعلي هنا أذكر كل أخ مسلم بأن للمسلم على المسلم حقوقاً، وان الله آمن الناس في ديارهم وجعل شريعة من الأمر ومنهاجاً لكل من يريد السلام والعيش في طمأنينة بين أبناء وطنه اننا حملنا أمانة الله في حين ان السماوات والأرض والجبال أبين (رفضن) ان يحملنها واشفقن منها وان هذه الامانة تحمل في أصولها صون العهد والميثاق الذي اخذه الله من بني آدم حين أخذ من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم انه ربهم فأجابوا بلى شهدنا .. هذا عهد الله وامانته .. فليس لأحد ان يروع أحداً وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) يحثهم بل يردع كل مسلم عن هذا الفعل ولا يحل لمسلم ان يروع مسلماً ولا يقف الأمر عند هذا الحد فان الترويع فعل قاس جداً هو أقرب إلى الجريمة في حق كل مسلم بل في حق الاسلام كدين خاتم للأديان، فإن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يمنع المسلم من أدنى من ذلك بكثير ليكون الفعل هو بداءة الترويع ولو بالاشارة منهي عنه ومرفوض لانه يخرج المسلم عن نطاق الناس الآخرين والتقوى ويعده جباراً في الأرض، كما هو حاصل عندنا (متنفذ) من العيار الثقيل من النزقة الجبارين، لا يحل لمسلم ان يشير إلى اخيه بنظرة تؤذيه .. أين أنت (يا نبينا الأمين) مما يدور اليوم في بلاد الاسلام وبالذات العربية منها، مصر، سوريا، العراق، ليبيا، اليمن وتونس والبقية تأتي من حروب أهلية وفتن بين الشعوب وسبب كل هذا هو رغبة التيارات الاسلامية الحصول على كرسي الحكم ولا غيره ولا بعده في تلك الدول العربية التي مرت بأراضيها ومدنها (ثورات الربيع العربي) لقد هللنا وفرحنا جداً ً بهذه الثورات السلمية القادمة من بين شعوب تلك الدول العربية لكن للأسف (فرحة ما تمت) ان هذه الثورات التي اطاحت بالأنظمة الديكتاتورية وحكامها الطغاة قد تلقفتها جماعات كانت بانتظارها لتنقض على تلك الانتفاضات الشعبية لتدير اتجاهاتها وتحرفها عن هدفها التي قامت به من اجل تغيير حكام تلك الدول الفاسدين.
نرى اليوم عجب العجاب ان جلبت تلك الفئات الفوضى ونرى جميعاً ما نحن فيه اليوم في دول ما يسمى بثورات الربيع العربي (بعيد عنك) وما يجري فيها!
نحن نعرف جميعاً ان المجتمع الاسلامي في اطار الحب والاخاء وليس الحروب كما يجري اليوم في البلدان العربية .. اننا اليوم امام قضية شائكة قد اصبحت تحرق الاخضر واليابس مع ان الاسلام دين يسر وليس عسراً لايدعونا إلى ما يدور اليوم في الأراضي العربية ـ الاسلامية .. نحن اليوم نحتاج إلى اناس يفقهون أعمق وابعد من هؤلاء الذين يروعون الآمنين والبسطاء ومن هم في اشد الحاجة إلى من يعالج جراحهم ويربت على ظهورهم ويمسح دمعهم، انما المؤمنون اخوة وان اكرمكم عند الله اتقاكم وليس اكرمكم عند الله حاكمكم .. لذا نقول لكل من سولت له نفسه ببعض قشور من الكتب قراها ان ينصب من نفسه قاضياً وسلطاناً واماماً وشيخاً على الآمنين والغافلين والمغفلين والضعفاء عليه ان يرتدع والا يتخذ كتاب الله وسنته مركباً يسد به نقصاً ومرضاً في نفسه.. ألا ان ترويع الآمنين هو اشد وابعد ما يكون عن دين الاسلام الحنيف وعليه ان يرجع إلى كلام الله في كتابه وخاصة عندما يخاطب نبيه ويقول: (فذكر إنما انت مذكر، لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر).
الله يهدينا إلى مافيه الخير والصلاح والأمان .. وأسف أذا كان كلامي هذا ثقيلاً على قلوب البعض ممن يعنيهم ذلك.
ترويع الآمنين .. نوع من الإرهاب!
أخبار متعلقة