إن ما دفعني لكتابة هذه المقالة اليومية للعديد من الصحف المحلية والتي تتناول في هذه الفترة بعض الإشارات أو الدلالات عن تمديد المرحلة الانتقالية وعلى استحياء.. وتناسى البعض أن الفترة التي مررنا بها كيمنيين من المرحلة الانتقالية وفي ظل رئاسة هادي الذي كانت أهم أولوياته تجنيب اليمنيين واليمن الاقتتال الأهلي والخروج من عنق الزجاجة من خلال تهدئة الأوضاع، وتجلى ذلك بالسعي الحثيث والمتواصل مع الفرقاء والعقلاء وعلماء الدين وبالتنسيق مع سفراء الدول دائمة العضوية والجامعة العربية وقادة مجلس التعاون الخليجي لوقف التدهور العسكري والأمني ، وحث كل الفرقاء على التوقف عن الدفع بالأمور إلى الانزلاق نحو الهاوية والتي كانت ستحصد الأخضر واليابس لولا لطف الله ورحمته باليمنيين.
إن تلك المواقف الصلبة التي أبداها الرئيس هادي وبكثير من الحكمة والتروي تدلل على حسن رؤيته لحجم المشكلات التي مرننا بها جميعا كيمنيين ومعالجتها بمزيد من الصبر والحنكة في اتخاذ القرارات ومن خلال التوقيت لها لتفويت الفرصة على بعض الذين يريدون دق إسفين أمام الخطوات المدروسة التي رسمها المشير هادي وبحنكة القائد غير متلفت للمرجفين والذين يريدون العودة بعقارب الساعة إلى الوراء.
لقد عرفنا هادي بأنه لم يكن ينظر إلى كرسي السلطة او متطلعا إليها.. بل عرفناه هادئا متوازنا وحليما متبصرا بحجم الأخطار والمشكلات التي تمر بها اليمن مدركا للانقسامات في المؤسسات العسكرية والأمنية إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والخدمية في ظل انقسام المجتمع اليمني نتيجة الأزمة.
والحملة التي تستهدف العم ناصر منصور هي باعتقادنا حملات تأخذ بعدا مناطقيا وحتى لو نختلف مع العم ناصر، إلا أنه لم يقم بنهب الأراضي أو يملك آبار نفط، فهو إنسان كان ومازال متواضعا ويحظى باحترام الجميع نظرا للأخلاق التي يتمتع بها هذا الرجل، وليس مثل من يملكون عشرات المرافقين ولهم استثمارات في مشارق الأرض ومغاربها.
وعودة إلى الوراء قليلا، ولننظر ونقارن كيف كنا بالأمس وكيف أصبحنا اليوم وخلال سنة ونصف من تسنم هادي للسلطة، والتي أظهر فيها اقتدارا على إدارة الأزمة على المستوى الداخلي والخارجي رغم كل المعوقات التي كانت تهد جبالا وليس إنسانا، ولكنه كان إنسانا وقائدا حكيما وشجاعا وبمثل جبل في تحديه للعواصف والمشكلات، وأظهر قدرة على رسم السياسات الداخلية والخارجية وبلغة العارف بمشكلات اليمن واحتياجاتها وكيفية الخروج بالوطن إلى بر الأمان.
ولذلك فإننا أحوج ما نكون اليوم إلى استمرار ذلك القائد المشير هادي ومن خلال التمديد له لأربع سنوات أخرى لا يكون فيها مقيدا بالتوافق الحزبي أو الحكومي أو غيرها من المسميات.
بل إننا نريد رئيسا يدير وطنا وحكومة ومؤسسات تشريعية وشوروية ومحلية وغيرها ليكون مسؤولا أمام الشعب إن أحسن إدارة الدولة أو أخفق في ذلك، ولن يخفق بإذن الله تعالى.
إن المشكلات العالقة اليوم أمام الرئيس هادي وحكومة الوفاق كثيرة وكبيرة، ولا يمكن حلها فيما تبقى من المرحلة الانتقالية ولو أوجزنا المشكلات والتحديات بما هو محدد بعدد اللجان في مؤتمر الحوار الوطني وهي تسع لجان, فسوف نرى أن كل ملف يحتاج إلى استعراض للمشكلات وجذورها والمظالم والحقوق المسلوبة، وقمع الحريات والمعتقلين والجرحى والمخفيين قسريا إضافة إلى الشهداء والقتلى والتدابير والإجراءات الحكومية لوقف الانتهاكات وطرق معالجتها.
ولو حاولنا استعراض أحد الملفات في اطار أعمال ومهام هذه اللجان فقط، وبناء على التساؤلات التي أشرنا إليها فإننا سوف نحتاج إلى أكثر من سنتين لأننا نعلم التعقيدات الروتينية، والموازنة والحالة الأمنية والمستجدات على الساحة المحلية وتأثيراتها القبلية والفتاوى الدنيوية لتحقق لنا ما نفكر فيه.
لذلك كله لا سبيل ولا مناص لنا كيمنيين إذا لم نعمل بالحديث الشريف القائل :«الإيمان يمان والحكمة يمانية»، والإيمان والحكمة يستوجبان من كل العقلاء والحكماء ورجال الدولة والقادة والوزراء والمؤسسات التشريعية والشوروية والمحليات ومنظمات المجتمع المدني العمل على تجسيد الحديث الشريف قولا وفعلا.. والاصطفاف الوطني إلى جانب فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي ومؤازرته لترسموا معه ملامح الدولة اليمنية الحديثة التي يحلم بها كل اليمنيين.
الرئيس هادي.. ليكن الله في عونك
أخبار متعلقة