في محافظتي مأرب وصنعاء يقوم مسلحون قبليون بضرب مصالح 25 مليون مواطن، من خلال ضرب منشآت الكهرباء والنفط والغاز وقطع الإمدادات، وإخافة السبيل، والحكومة لا تتعامل معهم معاملة المجرمين كما يجب، بل تهادن، وأحيانا تراضي وتدفع.. قبل أيام شنت هجمات فريدة من نوعها على شبكة الكهرباء، ففي اليوم الأول تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية بمنطقة فرضة نهم محافظة صنعاء لاعتداء من قبل مجاميع مسلحة وخرجت محطة مأرب الغازية عن الخدمة، وفي اليوم الثاني حدث مثل ذلك في نفس المنطقة، وفي اليوم الثالث ضربت الأبراج الكهربائية مرتين، مرة في منطقة آل حويك بمأرب ومرة بنهم في صنعاء، وفوق ذلك منع أولئك المسلحون القبليون الفرق الفنية من إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء، وقبل نحو ثلاثة أسابيع كلفت الحكومة وزارتي الداخلية والدفاع بضبط المعتدين القدامى وأمهلتهما أسبوعا، وإلى الآن لم يتم القبض عليهم بعد، وهذا لم يتم أيضا مع الذين يفجرون أنابيب النفط والغاز في مأرب، ومع الذين يقطعون طريق مأرب- صنعاء ويحتجزون مئات الشاحنات التي تمد العاصمة وغيرها بالنفط والغاز، وبالمقابل تضرب الحكومة بقوة مراهقين وطائشين في الجنوب لأنهم تجمعوا في شارع ومنعوا مرور السيارات احتجاجا على نقص المياه، أو وضعوا أحجارا في الطريق أو أحرقوا إطارات تالفة.
حدثني زميل أن رجال قبائل في نهم وأرحب يذهبون إلى الأسواق على متن أطقم أمنية وآليات عسكرية مدرعة من التي سلبت من المعسكرات التي اعتدت عليها المليشيات المسلحة عام 2011، والحكومة تعرف ذلك وتسكت.. المليشيات الحزبية والقبلية في الجوف لا تزال تحتفظ بالأسلحة الثقيلة التي نهبتها من معسكرات الجيش، والحكومة تراضي وتساوم وتقايض، بينما يسقط قتلى وجرحى في الجنوب بدعوى أنهم»حراك مسلح» خارجون عن القانون، وفي حقيقة الأمر لا سلاح ولا خروج عن قانون إلا في حالات استثنائية.
اللواء علي محسن الأحمر قال إن الجنوب في وضع احتلال منذ عام 1994، والشيخ صادق الأحمر كبير مشايخ حاشد قال «تشاركنا» في النهب الذي جرى بالمحافظات الجنوبية، وشاركنا في النهب قيادات جنوبية، وعضو هيئة حزب الإصلاح الشيخ عبد الله صعتر يعترف أن أفرادا وجماعات منظمة من غير الجيش في الشمال شاركت في النهب والحرب في الجنوب عام 1994، وأفتى رجال دين في حزب الإصلاح بتكفير الجنوبيين وإباحة دمائهم وممتلكاتهم، ورغم هذه الاعترافات نجد أنه عندما يشكو إخوتنا في الجنوب اليوم من ذلك كله نستكثر عليهم الشكوى، وإذا تحدث أشخاص منهم عن «احتلال شمالي» اعترف به اللواء علي محسن، وعن و عن نهب وسلب اعترف بهما صادق وغيره، وعن تبعات فتوى التكفير يقال عن هؤلاء الجنوبيين: انفصاليون.. حراك مسلح.. عملاء لإيران.
أولاد حرة وأولاد جارية
أخبار متعلقة