الاتصالات الهاتفية والرسائل التهديدية لأي من الصحافيين وكتاب الرأي هي من وسائل وأساليب العنف النفسي والإرهاب الفكري الذي يعبر بما لا يدع مجالاً للشك عن النوعية المتخلفة لمصدر أو صاحب المكالمة أو الرسالة الذي يعرف بممارسة القمع لأنه ضعيف في المواجهة الحوارية بل ويثبت أنه فاسد ظالم متطرف لا يقبل بالرأي الآخر متشدد فكراً وثقافة حيث أنه ممن لا يريد أن يسمع أي صوت معارضاً له في الحديث أو منتقداً لسلوكه وممارساته البلطجية الهوجاء وهي ثقافة تكشف حقيقة أصحاب هذا السلوك الإرهابي البليد غير الأخلاقي ضيق الصدر لا يقبل العيش أو التعايش مع الآخر وهنا يعلن عن نفسه وشخصيته الضعيفة القلقة الخائفة من أي مواجهة ومكاشفة في الحوار أو المناقشة وهي صفات سلوكية معروفة المصدر حيث تكون في الغالب نابعة من تخلف وتطرف فكري وثقافي أحمق.
لهذا فهم لا يواجهون وبالعادة مستترون واهمون بقوة الجن والشياطين الذين مصيرهم جهنم وبئس المصير في الآخرة والخزي والعار في الدنيا.
إن وسائل العنف والإرهاب الفكري والثقافي التي تمارس ضد كل من يخالفهم الرأي إنما هي مؤشرات للتخلف والتطرف والولاء للإغواءات الشيطانية في مواجهة الحق والكلمة الصادقة والأمانة في نقل الحقائق كما هي على أرض الواقع الصادرة ممن يحترمون أنفسهم التزاماً وتقيداً بالآداب والأخلاقيات المهنية التي ينبغي أن تكون أسساً وقواعد للكاتب الملتزم أدبياً بقول كلمة الحق في وجه كل ظالم من دون خوف أو لومة لائم وكشف المظالم التي يعاني منها الناس في المجتمع من أي كائن كان، إن مثل هؤلاء الكتاب هم الملتزمون بقواعد المهنية وبروح المسؤولية الوطنية الذين يستوجب عليهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف لكشف ومواجهة الفساد والفاسدين وتعرية الخارجين على النظام والقوانين النافذة، إنهم الوطنيون الأحرار الشرفاء في هذا الوطن أصحاب الكلمة الصادقة المعبرة عن هموم وقضايا المواطنين الذين يتعرضون للكثير من الأذى والتعسف والانتهاك بكل وسائله وصنوفه حيث أنه لو لم تكن كلماتهم قد لامست الحق وكشفت مكامن الضعف والسلبيات الكامنة في النفوس الضعيفة للفاسدين لما تعرضوا للتهديد والعنف بكل وسائل الإرهاب والتعسف والاضطهاد، ولأنهم صادقون في تناولاتهم الصحفية وأصابوا كبد الحقيقة فقد أثاروا غضب من استهدفتهم الحقيقة والكلمات النارية التي أحرقتهم ودفعتهم للتعبير عنما أصابهم وأزعج شيطانهم الأكبر وهذا ليس بغريب لأنه أسلوبهم البليد ومستوى ثقافتهم التي عودتهم على العنف والإرهاب والقوة البلطجة التي تعبر عن ضيق الأفق لديهم ورفضهم للرأي الآخر.
إنهم أصحاب ثقافة العنف والإرهاب الفكري والإقصاء الفكري الأحمق للطرف الآخر.
إن ما يكتب أو يقال في أي من الوسائل الإعلامية لا يزيد عن كونه مجرد موضوع أو فكرة مطروحة للنقاش أو رأي لا يعبر سوى عن وجهة نظر صاحبها تقبل الصح أو الخطأ وفي الأول والأخير فهي ليست ملزمة على أحد، وبالتالي فإن ما يتم تناوله إعلامياً ينبغي أن يكون في السياق المهني الإعلامي الصحيح ملتزماً بالآداب والأخلاقيات المهنية فهنا لا تكون مشكلة في الأصل بل على العكس أن جهة الاختصاص المسؤولة أو الأشخاص القيادية في الجهات الرئاسية الإدارية العليا يكون أمامها مجهر وطني تشاهد وتراقب من خلاله الكثير إن لم أقل كل ما يدور في البلاد بشقيه الإيجابي والسلبي وأي اختلالات تحدث هنا أوهناك، بذلك تسهل عملية الملاحظة والرقابة الإشرافية على منظومة الأداء وتضع كل ذلك محل الدراسة والتقييم والمتابعة اللازم توافرها من أجل تنظيم وضبط سير منظومة العمل الإداري العام للدولة كل في مجال اختصاصاته وهذا شيء إيجابي وعمل وطني مسؤول ينبغي عليه أن يكون لما فيه الصالح العام والمصلحة العليا للوطن والمواطن وهو أمر لا يختلف عليه اثنان من الجانب المنطقي والموضوعي من حيث أن يكون للإعلام والإعلاميين دور فاعل وإيجابي مساعد في المناقشات الموضوعية ووضع الرؤى بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها للرأي العام عموماً والمسؤولين في جهات الاختصاص وتقديرات الأخذ بها أو عدمه عائد لمن يهمه الأمر وهو المسؤول وصاحب القرار، ومن لديه ملاحظات أو مبررات أو رأي آخر مخالف فالأمر سهل وبسيط المهم التعامل الإيجابي الراقي الذي يثبت سعة الصدر والثقافة العالية في قبول الآخر وذلك بأخذ الورقة والقلم وكتابة ما يراه مناسباً من الآراء التي تعبر عن قناعاته وإن كانت مختلفة مع الآخرين، والزمن هو الحكم لإثبات صحة وصواب هذا الرأي أو ذاك بعيداً عن العنف والتوتر والصراعات والتهديد المدمر للحياة والأمر بسيط جداً بل وأبسط مما يتخيله النفوذ وشطحات القوة (المال والسلاح والجاه) لماذا كل هذه العدة والعتاد؟!! الموضوع مجرد رأي كتب بحبر القلم وعلى صفحة ورقة بيضاء قابل الرد عليه بحبر قلم وورقة وكفى الله المؤمنين شر القتال.
بتقديري أن ما يتم الإعلان عنه من إدانات واستنكار للتعاطف والمساندة لهذا الكاتب أو ذاك نتيجة تعرضه للاعتداء أو التهديد بأي نوع من أنواع العنف والإرهاب تجعلنا أمام مسؤولية وطنية تستوجب التوحد ورص الصفوف والعمل كفريق واحد في مواجهة مثل هذه التصرفات والسلوكيات الحمقاء التي لم ولن تكون صادرة سوى من أصحاب العقول الضيقة والثقافات المتخلفة وضيق الأفق والخلق.. فهل من المعقول ونحن نعيش مرحلة جديدة من التغيير السلمي والتطور المنشود لفضاءات الحرية الواسعة في يمن جديد مدني حديث ولا يزال هناك من يفكر بعقلية وثقافة الماضي الأليم الرافض قبول التعامل مع الرأي والرأي الآخر وقد دارت عجلة التغيير والتطوير نحو الأمام تخطو خطوات واثقة وفي الاتجاه الصحيح من أجل تأسيس قواعد الحياة المدنية الحديثة التي نريد لها أن تكون.
وبالمناسبة أشد على أيادي كل الخيرين الوطنيين من أبناء هذا الوطن المعطاء وعلى وجه الخصوص الأستاذ القدير نجيب يابلي صاحب الكلمة الصادقة والشخصية الاجتماعية الوطنية المعروفة الذي أعلن عن تلقيه تهديداً عبر الهاتف والذي يندرج في إطار ثقافة الماضي المتخلف..وله مني كل الاحترام والتقدير.
ثـقـافــة الإرهــاب الـفـكــري
أخبار متعلقة