على حد علمي ومعرفتي المحدودة.. لم يسبق لمجلس الامن الدولي ومنذ نشأته في اكتوبر عام 1945 حتى اليوم ان اوفد رئيسه او حتى كبار مساعديه الى مناطق النزاع والصراعات الحربية او السياسية ، فهو الذراع العسكري للنظام الدولي المتمثل في منظمة الامم المتحدة ، ويتكون من الدول الخمس الدائمة العضوية عشر دول.. اعضاء تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة ولمدة سنتين غير قابلة للتجديد بموجب المادة 23 من الميثاق والتي نصت مادته 25 على التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة .. مسبقا بالخضوع لقراراته والعمل بها ،الامر الذي اعطاء لقراراته قوة الزامية غير متوفرة لأي فرع من فروع المنظمة الدولية .
صحيح ان سلطاته غير مطلقة ومحددة في حفظ الامن والاستقرار العالمي ويندرج تحت هذه المهمة عدد من المهام والوسائل لتنفيذها منها التحقيق او التدخل في أي موقف قد يؤدي الى احتكاك دولي ، التوصية بالوسائل والاجراءات لمنع ذلك ، وبما في ذلك فرض الوصاية .. او القيام بمهام الوصاية على المناطق الاستراتيجية باسم الامم المتحدة؟! وهنا مربط الفرس او الوضع اليمني الذي دفع برئاسة مجلس الامن الدولي للقدوم الى صنعاء - صباح يوم الاحد 27 يناير الجاري وهو الامر ذاته الذي دفع بمعالي الدكتور الزياني امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى القدوم قبل الوفد الدولي بيوم كامل ..للاطلاع على سير عملية تنفيذ المبادرة الخليجية والاطلاع من كثب على مجمل المعيقات لتنفيذها ولقرارات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.. المتعلقة بالتسهيلات او بالخطوات التنفيذية كونه رئيس الجمهورية الذي يقود عملية التسوية وقيادة الدولة والمجتمع اليمني نحو بناء دولة عصرية من حيث البنى التشريعية والادارية الكفيلة بمغادرة كل موروثات التجزئة والتشطير الجغرافي والاجتماعي الى المواطنة والعدالة والمشاركة والمساواة ونقلها الى مستوى القدرة على ادارة مواردها البشرية والجغرافية و التعاطي مع المصالح الدولية في هذه المنطقة التي تحتل منها الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب وتتحكم في باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الاحمر اهم الممرات للتجارة الدولية بين الشرق والغرب وانبوب التدفقات النفطية بين قوس النفط العربي الممتد من باب المندب الى كركوك في شمال العراق ، كما تشرف على خليج عدن وبحر العرب المفتوح على المحيطات الثلاثة (الهندي جنوبا والاطلسي الى الغرب والهادي شمالا) وجميعها متصلة ومفتوحة على قارات العالم وتؤثر على الامن والاستقرار الدولي .
□□ من اجل ذلك قدم د.الزيانى يوم السبت ليلتقي برئيس الجمهورية وربما ببعض اطراف الازمة من قيادات حزبية وغير حزبية ليشارك رئاسة مجلس الامن الدولي اجتماعاته مع رئيس الجمهورية وقيادات الدولة العليا والاجتماع الموسع مع اطراف العمل السياسي او الازمة المشاركين في حكومة الوفاق او خارجها .
في ذلك القاء لم تأتي الكلمات الرسمية بروتوكولية او دبلوماسية تقليدية محملة بكلمات المجاملة و المديح المتبادل على طريقة شيوخ القبائل في مضاربهم اوفي قصورهم التي هجروا المضارب اليها .. حيث جاءت كلمة فخامة الرئيس الترحيبية تقريرية وواضحة بعد تأكيده على ان زيارة رئيس واعضاء مجلس الامن يعد دعماً قوياً لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.. شدد على الحوار الوطني مؤكدا لجميع الاطراف انه لا عودة الى مربع العنف .. معتبرا الاطراف التي ترفض نهج الحوار اطرافاً معيقة للتسوية السياسية ، وبالتالي هي لا ترغب في استقرار ووحدة اليمن من خلال عملها على اعاقة الحوار الوطني وتعمل علي عدم انجاح مؤتمر الحوار محور التسوية ومهمة اليمنين في تحديد شكل ونوع دولتهم وحدتهم وادارتها بما يلبى استمرارها ويوفر الامن والاستقرار ووالوحدة بإرادتهم و بدعم من النظامين الدولي والاقليمي وهو ما شددت عليه كلمت رئيس مجلس الامن بوضوح محذرا وداعيا الذين يحاولون الانحراف بعملية التسوية عن مسارها الى وقف نشاطهم دون مواربة وبكلمات لا تحتمل التأويل !! مؤكدا على وقوف مجلس الامن ومساندته لاستقرار وحدة اليمن و محذرا كل من يعرقل سير التسوية والرئيس هادي الذي اشاد بجهوده المثمرة وقيادته للعملية الانتقالية باقتدار.
لم تختلف تصريحات ولا كلمات الدكتور الزياني عن كلمات وتصريحات السيد: مارك برنت فجميعهم حثوا على الحوار والتقدم بقانون العدالة الانتقالية واصلاح وهيكلة الجيش والامن ودعم المانحين ..الا ان الزياني اعتبر دعم مجلس التعاون لليمن حقاً قومياً تمليه أواصر القربى والمصير المشترك.. في الوقت الذي اكد فيه السيد جمال بن عمر على سرعة اطلاق الحوار الوطني لبناء دولة قادرة على مواجهة التحديات .
□□ نعم جميع تلك التصريحات والكلمات بما فيها كلمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .. رسائل ولعدة اطراف داخلية وخارجية ولا استثني منها الاقليم واطراف بعض نظامه ومنها من استطاعت استثمار ما أحدثته ثورة الشباب ، التي تحولت الى خريف يمني نتيجة استيلاء بعض القوى الفئوية والاجتماعية والسياسية عليها واستثمارها لاعتصاماتها تحت شعارات التضامن والحماية لها بدعم مادي واعلامي لها بوضوح لأهداف توسيع دائرة حضورها او نكاية بأطراف اخرى ،لحسابات ضيقة وربما لخدمة اطراف اقليمية ودولية .. لها اهدافها واستراتيجياتها تجاه اليمن واقليمه العربي و الافريقي ويزعجها استقرار اليمن و اندماجه في اقليمه الجغرافي والديمغرافي.. لكي لا يرتقي النظام الاقليمي الى مستوى القوة الاستراتيجية القادرة على ترسيخ الامن والاستقرار ..في اهم مناطق العالم من الناحيتين الجيوإستراتيجية و الاقتصادية وهو امر لن يتحقق الا من خلال وحدة يقبل بها اليمنيون ودولة يمنية لا مركزية قابلة للاستمرار وهذه مهمة اليمنيين .. او يجب ان تكون مهمتهم ان هم فهموا الرسالة !! وهي بكل تاكيد مختلفة عن رسائل بعض الزعامات العلنية او السرية الى رئيس مجلس الامن الدولي وكذلك امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. فهل قرأوا الرسالة كما قرأت ؟! يتوقف الامر على مغادرة الأنا الضيقة و المشاركة في الحوار الوطني .. لصياغة الدولة اليمنية القادرة على النهوض بمسؤولياتها الداخلية والاقليمية .. و الدولية.
نعم هي رسالة .. و لكن !!
أخبار متعلقة