تعز يسميها البعض الكويت ، أو البقرة التي لا ينضب حليبها ، وآخرون يرونها دجاجة تبيض ذهباً ، فباب التهريب مفتوح على مصراعيه ويمكن بسهولة ويسر من التهرب الضريبي بفضل بهلوانات موظفي الضرائب أو عدم دفع الواجبات ، وهنا بتعز تجد خبراء للتحايل على القانون لتصبح الرسوم المستحقة للدولة في جيبك لا في خزينة الدولة ، وخطاب المنابر حسب المقاس المطلوب يفتي ويجهز الخطبة هجوماً أو دفاعاًَ ويلقيها بأجر: كل هذه الامتيازات تجدها في تعز دون سواها من محافظات الجمهورية وعلاوة وهدية مجانية ، وهناك عمال لا تجد من يطالب بحقوقهم وأراض يمكن البسط عليها ، كما تجد مسئولين عندهم قدرة هائلة على انجاز المعاملات التي يفهم أصحابها طريقة الدفع المسبق .
وحتى تطمئن ولا تصاب بالشك فما من مسئول تم تعيينه إلا وكانت عيناه صوب احد ثلاثة إما المشاريع أو رجال الأعمال أو استغلال المواطن وكل بحسب قاعدة نفوذه والصلاحيات الممنوحة له ، ولمزيد من الاطمئنان اذكر انه اجتمع ثلاثة من كبار المسئولين فقال الأول شبعت مسئولية وإدارة وأريد اعتماداً شهرياً وعندي استعداد للجلوس في البيت ، أما الثاني فكان يريد مني فكرة أنا والزميل / شوقي اليوسفي لإقناع المحافظ في وقتها بصرف مبالغ مالية لتأثيث منزله وشراء غرفة نوم أما الثالث الذي كان عين حديثاً -وأمثاله في تعز كثير- طلب فقط أن يعطيه المحافظ صلاحيات وهو سيأتي بالاعتماد والأثاث وغرفة النوم والسيارة الفارهة وضمان مستقبل العيال حتى العروس الجديد فوق أم العيال ، وهكذا يفكر المسؤول في تعز كيف يأكل دون أن يعمل، أو يجمع مالاً دون تعب أو كيف يغتني من ظهر المواطن ، ولذا نجد المشاريع في تعز جميعها قد عانت من التعثر الذي سببه جمع المال بطرق مختلفة سواء بموافقة المقاول أم غصباً عنه وإذا مررنا على اغلب المشاريع نجد أن بعضها بالتكاليف وأخرى يتم عمل تكاليف لأعمال إضافية و .. و.. و...؟
وما يثير استغرابي كثيراً أن يظل المدخل الغربي متعثراً طوال 12 عاماً والعمل جار فيه ويعلم المختصون كما اعلم أن ما انفق على هذا المشروع كفيل بإيجاد طريق آخر من تعز إلى الحديدة فالكلفة الأولية تقول انه تم صرف مليار و (200) مليون ريال والمشروع ما زال في مراحله الأولى وهناك إياد خفية تعمل على إيقاف العمل وان يظل المشروع متعثراً وهنا لابد من الإشارة إلى دور وزارة الأشغال العامة فالمشروع كان يفترض أن يسلم منذ سنوات ولكن اعتقد أن هناك من يريد أثاث بيت وسيارة فارهة وعروساً فوق أم العيال كي ينجز المشروع بالإضافة إلى مشاريع كثيرة غارقة في فساد بعض المسئولين ومنها المدينة الرياضية التي كانت ستبنى في المطار القديم والتعويضات لمطار تعز أو الخاصة ببعض المشاريع والتي وصل فيها الفساد حد النخاع ، وتعالوا ننظر إلى المسؤولين الذين رحلوا عن تعز كيف أصيبوا بتخمة مالية أما من لا يزالون فيها فما أن يصابوا بالزكام حتى يطيروا للعلاج في الخارج على نفقة رجال الأعمال والدولة وان أصابت احدهم وعكة صحية انهالت عليه مساعدات تكفي لإعالة عشرين أسرة لمدة شهر وقد أصابهم الثراء الفاحش.
كل ذلك يحدث في مدينتي لغياب القانون ومبدأ الشفافية وهنا لا احمل السلطة الحالية مسؤولية ذلك لكن المسئولية التي تقع على السلطة المحلية الحالية أن تكون شفافة وتجعل من وسائل الإعلام احد ركائز الحكم فيها لمعالجة الأخطاء.
اتجه إلى تعز.. لتصبح ثرياً
أخبار متعلقة