حملت ما تسمى باعاصير الربيع العربي أكبر منسوب من الكراهية.. حالة مد عال طغى.. اشبه بتسونامي اوشكنا ان نغرق في مصطلحات قيعانه ومستنقعاته.
مصطلحات الحقد والحقد المضاد، والعنف والعنف المضاد، ولا اخال ان هناك فترة كفاحية نضالية أو زمنا تحرريا ثوريا تعملقت فيه مصطلحات وتكاثرت بتوالد أرنبي أو بشكل ليموني تشابه مثل هذا الصقيع المسمى مجازا الربيع.. فصل البيع لكل شيء من الوطن الى الجزمة، وأكثر الافرازات لذلك الاحتقان الشعبي.. مصطلحات وشعارات مسممة وفاتكة تسري بتؤدة وتمهل دون ان تحس تأثير وقعها المميت الا قبيل الشهقة الأخيرة.
ولا مناص من الاعتراف بأن المعارضة بكل أطيافها ابدعت في انتاج منهجية التدمير الثقافي، وصنع العبوات الفكرية والاعلامية الناسفة لكل عمل خير، ولاي شكل من أشكال التقارب والاتفاق على قواسم مشتركة.
في كل يوم، بل في كل ساعة تنتج ماكنات العبث بالشعوب العربية.. مصطلحات وشعارات ومقولات تضخها في الآفاق باسرع من طائرات الكونكورد الاسرع من الصوت، وهي كثيرة اشير في هذه التناولة الى ما استوقفني أكثر وأثار انتباهي وهو مصطلح (الاختطاف) ومشتقاته فتسمع في مختلف وسائط الاعلام: اختطفوا المبادرة، اختطاف الرئيس، خطفوا الثورة، اختطاف الحل السياسي، يخطفون آمال وطموحات الشعوب، اختطاف اللقمة من أفواه الأطفال، خطفوا الأمان من حارتنا، خطف حركة التغيير لتجييرها لـ.....، خطفوا سياحا في شبوة والحديدة وابين، اختطاف عدة ناشطين وناشطات، اختطفوا مسار التسوية، ورموه من فتحة التهوية، خطف أطفال تجار ورجال أعمال لابتزازهم ماديا، أو أبناء شخصيات سياسية لابتزازها سياسيا، اختطاف مسلحين لدبلوماسيين عرب، أو عمال أجانب، خطف أربع قاطرات للضغط للافراج عن سجين، في الأعياد والمناسبات.. اختطفوا الفرحة من عيون الأطفال، خطف عائدات النفط وإيداعها في خزائنهم، اختطف القراصنة ثلاث سفن تجارية في البحرين العربي والاحمر، اختطاف الأمان والحنان، وخطف الأفكار من الأذهان، اختطاف العقول وبرمجتها بتوجه مغاير، خطفوا الاحلام من العيون الوسنانة، اختطاف بعض الشبان على ذمة قضايا قبلية أو شخصية وتضييعهم، خطف السياحة وتدمير اقتصاد البلد، خطفوا ثلاثة رجال وطفلين، وعثروا على جثثهم، ولم يقبضوا على خاطفيهم، خطف التفسيرات الصحيحة لنصوص المبادرة وآليتها، خطفوا علينا الهواء النقي ومنحونا الأوكسجين الملوث، اختطاف الأجنة من بطون الأمهات، بيع قطع غيار من الأطفال المخطوفين لجهات في الخارج، اختطاف السيارات ونهب المسافرين، خطفوا علينا النصر الذي اوجدته تضحياتنا، اختطاف أفكار وتطلعات الشباب، خطف المشروع الحداثي، خطفوا الانتماء الوطني الأصيل، اختطاف المواليد في المشافي، القات اختطف منا معظم الدخل ونحن مقتنعون، وخطف طفل وهتك عرضه ثم قتله، خطفوا سد مأرب، وقلعة صيرة.
لقطات
ـ حياتنا أصبحت، في الغالب، رعبا وخطفا للفرح والأمن، واستزراعا لليأس اليائس والحزن البائس.. فمتى تنجلي السحب السوداء؟! ونقطف ثمار الأمن الآمن ونخطف الشر الكامن أينما او حيثما هو كائن، وفينك وفين ساكن.. يا حلو يا فاتن.. ورحم الله احمد قاسم.
ـ ان كنت من ابين وتحديدا جعار ونواحيها، احرص على كتابة وصيتك لان روحك معرضة للخطف في تفجير مستهدف لك أو لأشخاص، أو لمصادفة تواجدك في مسرح التفجير!.
ـ مع بزوغ شمس الربيع العربي.. ظهرت ملايين قطع الأسلحة بتشكيلاتها المختلفة مما ساعد ويساعد على الخطف.. خطف سيارتك، ابنك، روحك، أمنك، وفرحك.. أي شيء، لأن ما من خطف يحصل إلاَّ والسلاح حاضر ومشهر!.
ـ شيء لا نستطيع انكاره.. لغتنا العربية مخطوفة بأيدي رجال ومنظري الربيع العربي.. يذبحونها من الوريد إلى الوريد، ونحن في شغل شاغل بالوضع الجديد.. أين أنت يا حافظ ابراهيم؟! فالدرر لم تعد في صدفات محار البحار.. بل في جراب الخنازير!.
ـ هل جربت الخطف يوما؟! وهل ممكن ان يؤصل الخطف بأنواعه المختلفة.. لثقافة جديدة من افرازات هذا العصر الذي عصر الأوطان العربية وحولها عجينا، أو ما يشبهه؟!.
ـ نثق أن ليل الخطف لن يطول وحتما سنجني ثمار السبول، وسيسفر حالك الظلمة عن فجر ضحوك، وصباح راقص في عرس أضواء النهار.
ـ هل بلادنا مخطوفة؟! وهل ثورتنا مخطوفة؟! وهل أماننا مخطوف؟! وهل اقتصادنا مخطوف؟! أسئلة اترك اجابتها لكم، ومنكم وإليكم والسلام عليكم.
آخر الكلام
وما الخوف الا ما تخوفه الفتى ** ولا الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا
المتنبي
ثقافة الخطف الممنهج
أخبار متعلقة