ضاعت الحسبة:
كثير من الناس نسمعهم دهراً يثرثرون دائماً في نقد هذا وذاك، ويتكلمون عن معالجات لهذه القضية وتلك، وعن هذا الذي ينبغي أن يكون وهذا الذي لا ينبغي أن يكون، ودائماً تجدهم أمامك ويردون على اتصالك.
وعندما يضحك لهم الحظ ويصلون ويقرح القرار الجمهوري بالتعيين، يقبلون أية وظيفة وإن كانوا لا يفقهون فيها، يتغير أولاً سلوكهم وأخلاقهم وثقافتهم 180 درجة، يقل كلامهم وثرثرتهم، وتتغير أرقام هواتفهم ولا يردون على الاتصال بهم، ويختفون عمن كانوا حولهم ويتناسونهم، فينعزلون عن الناس الذين مثلوهم، وتجدهم لا يبنون تنفيذ مهمات وظائفهم على خطة وبرامج لتنفيذها، كما يمكن أن يقدموه، ويظلون يطلقون التصريحات بعيداً إلى حيث لا يستطيعون تحقيقها أبداً، وعندما تضيع الحسبة يبررونها بالصعوبات والمؤامرات وضعف الإمكانيات وثقب الأوزون والاحتباس الحراري، ثم يعودون إلى حيثما كانوا بين ناسهم قبل القرار!!
الواد عبد العال:
الله بص وشوف ده الواد بتاع السوبر شتائم وروبابيكيا التاريخ لسه بيشخبط ويخربش على نفسه، يعتقد بأن لعب الثلاث ورقات والفهلوة بتوع شارع (...) يمكن أن تستمر طويلاً في الشتائم والكذب على الناس، لتمرير مغالطات لا تستند على أية مرجعية موثقة إلا أوهام في رأسه هذا الذي (عندما جاؤوا يستمحنوه وجدوه خلي) لأنه ولا داري بحاجة ولا فاهم حاجة ولم يكن مشاركاً في أي حاجة، ما يسبب لنفسه الوقوع في متناقضات مضحكة لو يراجع ما يكتبه، وعدم القدرة على الرد على الردود التي تنهال عليه، فيلجأ إلى الشتائم والهروب من موقع إلى آخر، والله ورأسك أنا أرحمك فارحم نفسك من هذا الكلام الفارغ الذي تشخبطه في الجرائد والمواقع، وحاول أن تكتب كلاماً جاداً لأهلك وناسك بحاجة إليه عن قضاياهم ومعاناتهم في الصبيحة ولحج الذين لا تتذكر متى آخر مرة زرتهم، ولم تكتب عنهم ولا مرة، أو حتى قدمت لهم مما معك قارورة ماء أو شمعة تنير ظلامهم، وأن من تشتمهم اليوم هم رموز ثورتنا وقادة مراحل من نضالنا نحن نعتز بهم (حالي وحامض)، وأنت يا واد مالكش دخل فيها ولا تعرف عن نضال واحد فيهم والمهم أن مسألة نضالهم في الثورة شيء وما قرحوش طماشة شيء آخر مختلف تماماً مثلهم مثل اللي بتدافع عنهم يابيه، وكذاب أنك تعرف عن نضال وطني سري بالكامل لأنك لم تكن مشاركاً فيه، ولا تعرف أيش الذي حصل في العالم؟ وكان الجيش ينفذ أوامر من؟!
وإلا ما كان العفو كما تقول؟!
هيا مله وكيف:
بصراحة أصبحت الموضة حلوة، حتى وإن أصبحت مجنانة وأجروا وراءه يا عيال، لا هي مش حلوة بس تبكي وتؤلم، عندما نشوف سراويل نص كم تظهر لون الأندرويل، أو الرصاص الذي يتقارح في العرسان واعتباره تمدناً جديداً أو المشي حافي في بلد كله كداديف وبلاليع، أو تشوف شباب يسيئون لأنفسهم ولأهلهم ومحافظتهم قبل أن يسيئوا للناس الآخرين الذين هم أهلهم وناسهم مثلما حدث في صباح رمضان للدكتور فريد ناشر بإيقاف سيارته استجابة لنداء إنساني بمعالجة أم أحدهم ثم تحولوا إلى معتدين لسرقة راتبه وفلوسه، أو تشوف من حك رأسه وقرح القات جمع ناس حوله وقال ونحنا أيش ناقصين هيا نعمل (تجمع) لأبناء عدن، وتجمع لأهالي عدن، وتجمع لقيادة عدن، وتجمع لأنصار عدن، وتجمع لشباب عدن، وتجمع للمتجمعين أصحاب الطحين ولا تجد لها في أية محافظة أخرى هذا العدد من التجمعات والمجمعات إلا في عدن؟!
وبكره بانشوف للذي عاده خرمان يعمل تجمع، سيعمل تجمع لحافة القطيع ولحافة دبع ولحافة العجائز، أوتجمع لشارع الكدر أو لشارع أركزو وبعدين تجمع لمخبازة التحالف وتجمع لمخبازة علي أفندي، ثم تجمع لمقهى الدبعي أو كشر نسيت وتجمع لمخبازة الشيباني علشان تكتمل القضية خلاص التي وصلت إلى العالم وفهمها وباقي قليل على مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي بايستقيلوا من بعدهم لأنهم مش داريين أيش تشتوا، ولا واحد عارف على أيش يختلفوا وعلى أيش يتفرقوا ولا واحد عارف أيش يشتي هو أو أيش الفرق بين ما قدمه هذا الطرف أو ذاك؟! وكلها قيادات بلا قواعد شعبية ولم يتدخلوا في حل مشكلة مثل الجامعة وعمال النظافة والوضع الصحي مثلهم مثل مجلس المستشارين؟!
مثلما هو الحال في كل ما تم تقديمه (باعتباره رؤية) للدولة الجديدة من أكثر من طرف فنجده يتحدث عن نتائج معروفة من دون معالجات للأسباب والضمانات بعدم تكرارها، وكيفية تحقيق مفردات الحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي والشراكة في سلطات الدولة وصنع القرار، التي تحدد معالم المستقبل للدولة الجديدة، وغابت في تلك الرؤى وخاضت في (تشخيص) خطأ بعدم التمييز بين النظام والشعب فالشعب ليس النظام وبين مفهوم الأصل والفرع من دون المادة الأولى من كل الدساتير العربية التي تشير إلى أن (الجمهورية (كذا) دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة والشعب جزء من الأمة العربية والإسلامية) فهل هذا يعني أصل وفرع، ومن الأصل ومن الفرع!! بدلاً من اعتماد تنظير مشوه لمستوى فهم وثقافة يبرر لأخطاء بينة نعرفها، ويقدم معالق يعلق عليها إخفاقاتهم مثل نظرية المؤامرات، وتحميل كل الإرث النضالي الوطني للقوى الوطنية التي قادت كل نضالنا وانتصاراتنا المحدودة أسباب إخفاقات اليوم سنحاول تناولها في لقاء آخر وعدم التمييز بين الوحدة كمشروع وطني من دون حماية وبين النهج السياسي للنظام بتحويلها إلى ضم وإلحاق، وبين التمسك بها من أجل التغيير للنظام ولحياة الناس، وبين التمسك بها لحماية الفيد والمصالح الخاصة، والفرق بين حق استعادة الحقوق الوطنية للجنوب وبين استعادة حكم الجنوب وتهميش شعب الجنوب.
روبابيكيا زمبليطة!!
أخبار متعلقة