أصبح لزاماً في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة بالذات الخروج من الرتابة والجمود السياسي والثقافي والفكري بالتحرر وكسر القيود وهدم حاجز الخوف والخروج من دائرة الصمت إلى الساحات العامة والشوارع الرئيسية لإعلان الحقيقة انتصاراً للحرية والعدالة والمساواة وتطبيق مبدأ سيادة القانون على الجميع في الدولة المدنية الحضارية الحديثة المنشودة، فعدن زهرة المدائن أصبحت حزينة رغم أنها التاريخ والجغرافيا والحضارة المدنية منذ زمن بعيد وفيها الكثير من المقومات الأساسية والضرورية للنهوض الحضاري (ميناء ومطار، شعلة المصافي) وكانت السباقة في الانفتاح على الخارج بالعلم والمعرفة والتطور الثقافي والإعلامي حيث فيها دور للطباعة والنشر والإصدارات الصحفية والسينما والإذاعة والتلفزيون ونظام وقانون، وشعب حي يحب الحياة والحرية والتعددية الثقافية والفكرية، وقد احتضنت ( عدن ) أصحاب مختلف الديانات السماوية، عدن بحر للصيد وشواطئ للراحة والاستجمام والسباحة والهواء النقي.. عدن جبال سمراء شهدت بناء المدرجات الخضراء وصهاريج بستان الطويلة ومنارات كثيرة وفنار ضخم يقع في زاوية المدينة على طريق الملاحة الدولي يرشد السفن أثناء إبحارها نحو المرافئ، عدن الإنسان، السلام، التسامح، الجمال، الحب الدائم والوفاء واستمرارية الحياة الهادئة وطريق الحرير للهجرة والمهاجرين بحثاً عن العلم والعمل والاستثمار.. هذه عدن يا أخوان.
وكم هو جميل أن تستعيد عدن جمالها وأمنها واستقرارها ورونق الحياة فيها بالعيش المشترك والتضامن وألفة ووحدة القلوب وطهارة النفوس الطيبة وحالات الجمع والاجتماع للإخوة والجيران في البيت والشارع والزملاء بعضهم مع بعض في العمل ومقاعد التعليم العام والجامعي الكل على قلب رجل واحد أثناء المحن والشدائد، ومظاهر استعادة الحب والوئام وإعادة الثقة في النفوس بين البشر والقيم الإنسانية الجميلة بالتسامح والتصالح، عناق وتواصل بين الأرض والسماء ومياه البحر تعانق سفوح الجبال والشمس تلامس البحر في الأعماق البعيدة عند الغروب أثناء اكتمال دورانها اليومي حول الأرض وطيور تحلق عالياً في السماء ترفرف بأجنحتها تغرد أجمل الألحان، صور جمالية غاية في الخلق والإبداع بعد إشراقة شمس فجر يوم جديد صنعته أيادي جيل التغيير المتطلعة للحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية وبناء حياة مدينة حديثة يسود فيها القانون.
التغيير أصبح حقيقة واقعية ثابتة جذورها في أعماق الأرض وفروعها تمتد نحو السماء في أرض روتها دماء الشهداء وجرحى التغيير، ودارت العجلة لاستمرارية مسيرة شعب يريد حياة مدنية آمنة مستقره بعيداً عن الضجيج ومعاول الهدم، الشعب يريد حياة كريمة وبيئة نظيفة خالية من الفساد والسلاح وأصوات الرصاص، تكون فيها حريته وحقوقه مصانة بقوة القانون ولا مجال للفاسدين أصحاب قانون القوة وسطوة السلطة الخارجين على النظام والقانون، إنها إرادة شعب يسعى إلى التغيير وقدم الكثير والكثير من التضحيات وتحمل الآلام والأوجاع فداء لانتصار الحق والعدالة وبناء اليمن الجديد.
التغيير إرادة شعب
أخبار متعلقة