نبكي بحرقة ونحن نشاهد التلفاز يعرض حالات مرضى السرطان خاصة من الأطفال، ولكن ماذا يفيد البكاء إزاء حالات الأطفال المصابين بالأورام، إذ أن البكاء هو (أضعف الإيمان) لكن لدى المساكين الذين لا يملكون شيئاً ينقذون به أعزاءهم وأحباءهم، ويا لهول الوضع المأساوي لمرضى الأورام (السرطان)!.
تابعت كلمة مختصرة لمدير عام المركز الوطني للأورام الدكتور عفيف النابهي الذي شرح كيف أن الهيئة العامة للمواصفات تبطل ثلاث مناقصات لشراء أدوية السرطان، وقال: (للأسف .. هم في الهيئة يبحثون عن أقل الأسعار معتبرين الدواء مثله مثل (الحديد والأسمنت ..) ولا يعلمون أن هذا التأخير في شراء الأدوية يكون سبب موت الكثير من الأطفال والمرضى المصابين بهذا الداء الخبيث) .. هكذا قال في المضمون.
إن هكذا تصريح خطير يشير إلى أن حالات المرضى معرضة للأخطار القاتلة .. وهل يعني أن (رخص) الأدوية هو (ديدن) هذه الهيئة التي لو صح كلام الدكتور (وهو مصدق لدينا) عنها، فإن ذلك يعني أن الضمير قد مات، وأن حيوانية الإنسان لا تختلف عن الحيوان نفسه، إلا من خلال أن الأول يعي ويعقل، وأن الثاني يعيش بالفطرة.
ليس هناك أبشع من أن نرى حرصاً كاذباً، قد يوفر المال (المدنس) على حساب عشرات ومئات وآلاف الأبرياء الذين حياتهم مرهونة بلمسة حنان، وحبة دواء قد تشفي (والشافي الله) أو لا تشفي .. لكن يظل الموضوع بحاجة ماسة لاهتمام رئيس الدولة، ورئيس الحكومة، ووزير الصحة العامة والسكان، للتحقق من صحة ما يطرح، وإنزال العقاب القاسي لمن يكون سبباً في موت المرضى أو النتسبب في مضاعفات قد تفتك بهم، في حين الحياة والموت بيد الله جل جلاله، لكن تظل الوقاية خير من العلاج، فارحموا .. ترحموا .. و(يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)!.
السرطان.. وحيوانية الإنسان
أخبار متعلقة