في محاضرته أمام منتسبي الكلية الحربية وفي كلمته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك،حدد فخامة رئيس الجمهورية ملامح الحاضر والطريق إلى المستقبل ووضع النقاط على الحروف، موضحاً أسباب تلك الأزمة التي تعرضت لها اليمن منذ مطلع 2011م، وما نتج عنها من تداعيات كادت أن تؤدي باليمن إلى الحرب والاقتتال،والانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر،وكانت المبادرة الخليجية هي الحل الوحيد للخروج من تلك الظروف الصعبة و جاء توافق القوى السياسية في البلد على الحل السلمي والديمقراطي في ظل التسوية السياسية التاريخية في اليمن والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن 2014م، والتي جنبت اليمن الوقوع في منزلق الحرب الأهلية، وفي ضوء هذا التوافق والاتفاق ركز فخامة الأخ رئيس الجمهورية على أهمية الإعلام في هذه المرحلة الحساسة والصعبة والمعقدة في تاريخ اليمن، لما للإعلام من دور كبير في المساهمة في إخراج اليمن إلى بر الأمان من هذا النفق المظلم والولوج به إلى أفاق المستقبل الذي يطمح به كل أبناء الشعب اليمني,بعد أن تجرع كل المصائب وتحمل كل المشاكل والأزمات، وقال:” إن أهم مسؤوليات ومهام أرباب القلم والفكر هو المساهمة الفاعلة في التوعية والتنوير والنأي عن كل ما يشوه الرسالة السامية للصحافة والإعلام والاجتهاد في طرح كل ما يجمع ولا يفرق كل ما يبني ولا يهدم وكل ما يؤدي إلى تذويب التعصب المناطقي والطائفي والمذهبي المقيت بما يساهم في تعميق النهج الوفاقي الذي ارتضته جميع الأطراف وبما يمهد الأجواء للاستحقاق الوطني الهام, لحوار وطني شامل يرسم معالم المستقبل المشرق بإذن الله بحيث تنصب مخرجات الحوار الوطني القادم في خدمة المصالح الوطنية العليا والتغيير إلى الأفضل في اتجاه ترسيخ أسس الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة دولة العدالة والمواطنة المتساوية وعلى كل الأطراف أن تنأى بنفسها عن الرؤى الضيقة والمصالح الحزبية والشخصية التي تتعارض مع مصالح الشعب والوطن”، وفي ضوء هذا لا ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺠﺭﻯ ﺃﻱ ﺤﻭﺍﺭ ﻓﻲ ظل تلك الحملات الإعلامية المتبادلة بين الفريقين اللذين تعهدا بقيادة المرحلة الانتقالية، والوصول بالسفينة اليمنية إلى بر الأمان، وبناء اليمن الجديد، والتعاطي مع المرحلة بجدية ومسئولية.
وعليه نقول يجب على شريكي الحكم أن يعيا حجم ما تخلفه حربهما الإعلامية من أضرار نفسية واقتصادية وأمنية واجتماعية بالشعب والوطن، لأن الوقت لم يعد فيه متسع للتأجيج واختلاق الأزمات والانشقاقات في المجتمع اليمني الذي أمسى العالم يتداعى لإنقاذه من شبح المجاعة وسوء التغذية.
يجب عليكم أيها السادة الإعلاميون إتباع خطاب إعلامي يقوم على تنمية قيم التسامح وتضميد الجراح، ومعالجة ما أنتجته المرحلة السابقة من تناقضات، وانتهاج سياسة إعلامية تمهد لبناء يمن جديد ديمقراطي مزدهر، بعيداً عن الانحياز لطرف على حساب الطرف الآخر، وإنما الانحياز لمصالح الوطن العليا، نريد إعلاماً يقرب ولا يفرق،إعلاماً لا يستهزئ بعقول وقلوب الشعب،إعلاماً يصنعه أناس وطنيون تهمهم مصلحة الوطن في التقارب والحوار.
من حق الشعب أن يعيش حلمه في مستقبل مشرق لبناء اليمن الجديد، يمن يتساوى فيه الجميع.
نقول ، يكفي اليمن ما حل به وما وصل إليه من فرقة وسفك للدماء و ما يزال هناك بصيص أمل في إعلامنا الوطني والحزبي والأهلي أن يعي مهامه ومسئولياته الوطنية. وعلى حكومة الوفاق الوطني أن تدرك جيداً خطورة هذه المرحلة الدقيقة والحرجة للغاية التي يمر بها وطننا الحبيب، ورسم سياسة إعلامية تساعد على تجاوز المرحلة وأن لا تظل في خطاب إعلامي لا يتناسب مع المرحلة ولا يساعد التوجهات السياسية والوفاق السياسي في انتشال اليمن من واقعه المتردي، وأن يصدقوا مع الله والشعب والوطن..ارحمونا ولو في شهر الرحمة!!
الإعلام تحت مجهر هادي
أخبار متعلقة