يستحق ميناء عدن أن تتداوله ألسنتنا وأفكارنا ويستحق أن نحلم به كما يجب أن يكون.تاريخ الميناء ماضٍ بلا حاضر وحاضره أطلال ماض نائم بين ذراعين قويين ممهورين بتوقيعات وأختام قيدت المارد الكبير.
في بلدنا خيرات حسان لا حد لها وميناء عدن إحدى تلك الحسان التي نتغنى بجمالها ولا نقدم لها شيئاً يحفظ الجمال من التدهور وينعش الخلايا الذابلة حوله. نتقن فنوناً عديدة إلا فن صناعة المستقبل. ارتهاننا السياسي والأخلاقي جعلنا في صفوف الجمهور فيما نحن قادرون على الصعود فوق خشبة المسرح وأنكى من ذلك نحن دوماً عند الأبواب الخارجية نمد أيدينا في الطالعة والنازلة.
* لا أحد يستطيع أن ينكر تأثير مافيا النفوذ والفساد والإفساد في ضياع عقود من الزمن وعقود من الاستثمارات انزلق خلالها كثيرٌ من أدوات التحسين المعيشي والاقتصادي إلى جيوب وأرصدة قلة استأثرت بالفوائد، ولا يزال الأمر في يدها، وصارت مع مرور الزمن تقول أنها الوطن وهي الخير وهي الاستقرار وصار حال الاستثمار الحقيقي كالاستثمار في ميناء عدن وفي بقية الموانئ على امتداد الساحل اليمني معلقاً برضاها والعبور من بواباتها، مع كل هذا المعروف والمعلوم لا نزال نواري أنظارنا عنه رهبةً ورغبةً، وإذا فتحت العين تفتح بـ(زوم) سياسي كيدي.
* ميناء عدن بما فيه صنعة رائدة مطمورة هي صيانة السفن التي اشتهر بها الميناء قديماً في حوضٍ عمقه طبيعيٌ يناسب السفن الضخمة يجب أن يعود إلى حاضنته الطبيعية.. ويجب أن يعود إلى أهله باستثمار حقيقي يجعل عدن كما رسم لها قبل مدينة حرة نشطة اقتصادياً وسياحياً تجعل ابن عدن لا يجد وقتا لحك رأسه ومن خلفه أبناءٌ آخرون كسلسلة بشرية تتكون طبيعياً مع أي نشاط اقتصادي حقيقي يستنسخ نفسه. وقصة الميناء المقموع بالعقد الحالي الممنوح لشركة موانئ دبي، يجب أن تأخذ وضعاً جديداً وعود كبريت إذا اشتعل سيشعل أعواد الاقتصاد الأخرى في باب المندب وميدي والمكلا وسيحوت ونشطون.
* يا ساستنا لا توجد أمام البلد خيارات كثيرة إلا الخيارات الاقتصادية فهي بلا حد وأنتم تعرفون ذلك أكثر وربما لا تعرفون، وما ميناء عدن إلا محطة تذكير بما لدينا من مقدرات إذا كفيتمونا شر صولاتكم وجولاتكم فسيعيش كل فردٍ بردها وسلامها.. وهو ما لا يريده كثيرون إلا ضمن ظلالهم.
إن الفقر الذي يحاصرنا ويقهرنا ويجعلنا شاخصي أبصار نحو أفواه هؤلاء بانتظار أن يقولوا ما يطمئننا أو يرعبنا كونهم من يشد حبال الحلبة.. إن ذلك الفقر لن يذهب إلا بنشاط اقتصادي يتحين العدالة الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية الاقتصادية وبدون الأخيرة هذه ستبقى الديمقراطية السياسية مجرد قصة ملك مات، ملك عاش.
* حلول عُقدنا تبدأ من حلحلة عقدة وعقد ميناء عدن المنوم وتمتد إلى مساحات الوطن بتنشيط حقيقي لما فيه من أرزاقٍ مكبوتة. يا جماعة لو زرعنا فقط أشجار التين الشوكي (البلس) لحصدنا الذهب، ومثلها أشجار اللوز اللتين، كتجربتين عمليتين ، أثبتتا النجاح والقدرة على ان فتح سوق عمل وعلى إمكانية أن يكونا رقماً في ميزان الصادرات، ولكل واحدٍ أن يربو بخياله بأخريات من مقدراتنا.
لا يوجد مستحيل أبداً إلا في ناصية كاذبة خاطئة تفكر في ذاتها فقط، في نواصي سمتها أعجاز نخل خاوية.
كل ما نحتاجه.. دعه يعمل، دعه يمر مع تفعيل العدالة الاجتماعية بلا وصاية ولا احتكار ولا سرقات تسمى حقوقاً مشروعة.
عدن.. والتـين واللوز
أخبار متعلقة