لقد جرت العادة سنوياً أن يعقد الإخوة وزراء الداخلية العرب الأكارم مؤتمراتهم في إحدى العواصم العربية، ودائماً ما يخرجون منها مرورياً بتجديد شعار لأسبوع المرور العربي، وتتفاعل وزارات الداخلية بإدرات مرورها في كل بلد عربي تفاعلاً حقيقاً، ويلمس تأثيره الإيجابي ولكن لمدة أسبوع فقط! (وسرعان ما تعود حليمة إلى عاداتها القديمة!!) وهذه من المشكلات المزمنة التي تعاني منها مؤتمرات وزراء الداخلية العرب ـ حتى اليوم تقريباً ـ لأن مشاركاتهم غالباً ما تكون روتينية!، وبالرغم من أنهم يدركون حقيقة الوضع المروري المؤسف في بلد كل منهم والخسائر التي تتكبدها بلدانهم نتيجة لحوادث الطرق في الأرواح والإصابات والأموال!، إلا أنهم (وكما يبدو!) يتحاشون مناقشة الاعتراف بعدم توفر الإمكانيات المادية اللازمة لرفع مستوى الوعي المروري بين أفراد المجتمع اليمني خصوصاً والعربي عموماً، وذلكم من خلال وضع وتنفيذ خطة يمنية عربية علمية وعملية واعية شاملة وهادفة رفع وعي كل اليمنيين والعرب بمختلف أعمارهم وكذا كل الجهات الحكومية وغير الحكومية في بلادنا، والبلدان العربية وذلك بالثقافة المرورية مفهوماً وسلوكاً، والتوعية بكل ما يتعلق بها من جوانب أخلاق المهنة والإرشادات والمفاهيم الإنسانية الواعية والعادلة والضوابط الإدارية والقانونية وغيرها للحد من المخالفات المرورية والتصدي لمرتكبيها المتكررين، والذين من عادتهم التهور وعدم التقيد بالنظام المروري فيتسببون بتعريض حياتهم أو حياة غيرهم من مستخدمي الطرق للموت والإصابة والمركبات للتلف!!، فيعرضون أنفسهم وأهاليهم أو جهاتهم إلى دفع أموال طائلة نتيجة لذلك!!.
والحقيقة أنه يمكن لو توفرت الإرادة لدى كل وزير من وزراء الداخلية العرب للقيام بدوره الفاعل والمنشود الذي سيجعله يحدث بصمة مشرقة لمشاركته الإيجابية في تاريخ مؤتمرات وزراء الداخلية العرب، وكذا في تاريخ قيادته لوزارته في بلده وتاريخ الإدارة المرورية والحركة المرورية عموماً، وفي التاريخ المعاصر لوطنه ثقافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً و.. إلخ، وسيسطر ذلك في تاريخ حياته الشخصية والمهنية وسيذكره الجميع بالدور الوطني الفاعل الذي قام به في رفع وعي المواطن اليمني والعربي عموماً كل في بلده، ولن يتأتى له ذلك إلا من خلال القيام (وزير داخلية بلدنا) بتشكيل لجنة عليا خاصة ومتخصصة بالشأن الثقافي التوعوي والتعبوي والمروري من المعنيين المؤهلين العسكريين والمدنيين معاً من كوادر وزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور والجهات الأمنية الأخرى ومن خيرة أساتذة الجامعات والأطباء ومسؤولي شركات التأمين والغرف التجارية والصناعية ونقابيي سيارات الأجرة والنقل الخفيف والثقيل والعام وممثلي الإعلام والثقافة والتربية والشباب والسياحة والأشغال والصحة والاتصالات والإدارة المحلية، وغيرهم إن أمكن من ذوي العلاقة والقدرة على المساهمة الوطنية بالتعاون والتنسيق وبذل الجهود كل من موقعه لوضع خطة ثقافية توعوية وتعبوية تستهدف رفع وعي مواطنينا مرورياً فكرياً وسلوكياً.
ويمكن ليس تمويل عملية وضع الخطة فحسب، بل وتنفيذها عملياً مع بداية العام القادم 2013م والذي نقترح أن يكون عاماً للنهوض بالوعي المجتمعي المروري باليمن، وذلكم بالتبرع خصماً من بعض بنود وعائدات وزارة الداخلية والإدارات المرورية وغيرها من الجهات الأمنية الأخرى، بالإضافة إلى الإعلان عن حملة تبرعات خاصة لهذا الغرض الإنساني الوطني وسيتبرع كل المقتدرين من المواطنين داخل وخارج بلادنا ووزراء حكومتنا وتجار ورجال أعمال ورؤساء شركات ومصانع عامة ومختلطة وخاصة وكذا منظمات إنسانية ومهنية وسياسية يمنية وعربية وأجنبية وسفراء الدول الشقيقة والصديقة الداعمة لبلادنا و.. إلخ، وسيسهم الجميع بدعم مشروع وضع الخطة بالآراء والملاحظات وسيقدمون ما بوسعهم من تبرعات لتمويل وضع الخطة وتنفيذها فثقوا بذلك معالي الوزير وبادروا باتخاذ الخطوة الأولى على طريق النهوض بالوعي المجتمعي المروري، ونسأل الله لكم ولوطننا دوام التوفيق...
رسالة مفتوحة إلى معالي وزير الداخلية
أخبار متعلقة