صباح الخير
الاصطفاف الذي دعا إليه الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية , هو دعوة ملحة للمزيد من التآخي والتلاحم الوطني وبدء صفحة بيضاء جديدة لدعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل .ولكن .. قبل تلبية الدعوة إلى الاصطفاف الوطني , كل القوى والتنظيمات والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع , مدعوة للتخلص والاعتداء من كل ذنوبها وأخطائها التي أرتكبتها بحق الشعب اليمني وبحق هذا الوطن , تلك القوى التي كانت في السلطة أوالمشاركة لها , أو التي كانت معارضة أو صامتة .. الكل مسؤول عنما وصل إليه اليمن من حالة سيئة وأوضاع متدهورة , لا تسرّ عدواً ولا صديقاً !!في العهد البائد القريب .. كم ليلة نام فيها أطفالنا جائعين, وكم عام مضى علينا لم نستلم فيه رواتبنا كاملة , وكم عيد مرّ علينا مجدداً أحزاننا , بسبب من كانوا يتلذذون بتعذيب الناس وتجويعهم بحجة (ما تقتضيه المصلحة العامة) ! فهل يقبل أباطرة الفساد في السياسية والاقتصاد وفي إفساد شئون التربية والتعليم والصحة والأمن ... التخلص من كل اثوابهم وغسل أفئدتهم بنيّة الطهارة وبمياه نقية , لا بالماء الذي عكروه بخطاياهم .. كما فعل أحد اللصوص من قطاع الطرق , عندما قرر التوبة أمام الناس ,أعلن أن يحجّ مع قافلة من الشام إلى الحجاز , فنصحه أهل العلم ألا يحج بالمال الذي كان ينهبه من التجار والقوافل , لأنه مال حرام , فأعاد المال إلى أصحابه , وقيّض الله له تاجراً أسند إليه حماية قوافله التجارية وبذلك كسب رزقه الحلال ويسر الله له الحج , لأنّ نيته كانت صادقة .والنية الصادقة .. تنبت كشجرة طيبة , ولكي تكون شجرة الوطن والاصطفاف الوطني وافرة الظلال وثمارها مباركة , يجب أن تكون أرضها خصبة طيبة , وتروى بمياه عذبة نقية , ويحميها الجميع من الآفات والحشرات الضارة..وأن المسؤولية .. عظيمة , أمام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية , وأمام الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني , ولجنة الاصطفاف الوطني المنبثقة عنها , والتي يرأسها الأستاذ المناضل علي أحمد السلامي ــ عضو مجلس الشورى ..وإن ما نتمنى أن يتحقق أولاً في لجنة الاصطفاف الوطني , إقرار كل القوى السياسية والاجتماعية مجتمعة بما سيتضمنه ميثاق الشرف في النقطة الثالثة من مهامها التي حددها فخامة الرئيس هادي في الأسس العشر, يوم الأحد 18 أغسطس الماضي والتي نصّت على : (أن تضع القوى السياسية والاجتماعية مجتمعة ميثاق شرف يتضمن نبذ الحرب وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة .ووقف حملات التعبئة والتحريض وخطاب الكراهية والتخوين والتفكير والتمييز المذهبي والعرقي والمناطقي) . وأكدت النقطة الرابعة في المهام المحددة تلك على ضرورة (تكاتف جميع القوى السياسية والاجتماعية لمحاربة الارهاب وتجفيف منابعه وإدانة مموليه وداعميه وأنصاره , باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد الوطن) .والمعركة المصيرية تحتم على كل القوى والتنظيمات السياسية والاجتماعية إبداء النوايا الصادقة على أساس (المبادئ التي تم التوافق عليها في الحوار الوطني والالتزام بالعمل السياسي السلمي) . وأمام العمل السياسي السلمي و (الخطر الأكبر الذي يهدد الوطن) ووقف كل ما يرتبط بحملات التخوين والتكفير والتمييز المذهبي والعرقي والمناطقي , ونبذ الحرب والعنف .. وأيضاً (تعويض المتضررين من مظالم الماضي) كما ورد في وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية .وبذلك يمكن تحقيق المزيد من التقدم في كل قضايا اليمن مع إستيعاب أهداف الاصلاح المالي والاقتصادي الذي أبدى البعض تخوفه منها , ومن التوجيهات الرئاسية بشأن التقشف للحد من تبذير المال العام أواستنزاف خيرات وثروات البلاد من قبل أباطرة الفساد وقطط المتاجرة بأحلام الشعب .