للمعنيين فقط
ها أنا ذا كأي كاتب صحافي يعمل في الصحافة اليومية أعاود بلا حماس يذكر أو تركيز يشكر إقحام ذهني وقلمي في اعادة رسم وتتبع واظهار بعض من ملامح صورة لبؤرة فساد أمرها شائع وصيتها ذائع مستندا للقيام بذلك على نداء ذلك الشيء الكامن في النفس داعيا أياي أن لا اقطع الرجاء في تنبه واستجابة وتجاوب هيئة مكافحة الفساد ليس مع كل بل بعض ما يجري الاشارة اليها وتناولها وكشف امرها وأماكن تواجدها بالنشر وبغيره من جرائم مالية وادارية وحقوقية وانسانية، ان لم يكن ما قد تم تناوله في الغد فمع ما سينشر ويفوح ريحه اليوم. وان لم يكن اليوم فمع ما سيعاد التذكير بها من جرائم استفحل أمرها وتوسع جورها الى الحد الذي لم يعد الاصطبار عليها وعلى وجودها ممكنا ومقبولا كجرائم تطال المال العام وحياة واستقرار وعيش وأمن ونمو الانسان. منها على سبيل المثال لا الحصر تلك الحزمة من الفساد والافساد التي تعصف بمصافي عدن التي لا اعتقد بوجود من لا يعلم او يجهل بالمطلق ما كانت عليه هذه المنشأة من بروز ومكانة ايرادية استراتيجية لخزينة الدولة قبل العام 1990م و1994م تحديدا. وكيف اصبحت نهبا للفساد يتحكم فيها ويحف بها وينخر في اوصالها ماليا واداريا وتدميريا؟ وذلك من خلال احاطتها منذ تلك الفترة المبكرة بسياج اداري تشغيلي سلطوي فردي استئثاري يغلب عليه السرية والغموض والبعد وعدم الخضوع لأي شكل من أشكال المراقبة والمراجعة والمحاسبة كبقرة حلوب عليها ان تواصل در ما تبقى في ثدييها من حليب دون ان يكون من حقها إعادة تجديد الحياة في أوردتها من خلال ما يقدم لها من ماء وطعام حرمت منه وعنه لتواجه الاضمحلال والانحسار والموت الذي ينتظرها ويتربص بها بسبب ذلك. فمنذ عشرين عاما مضت من عمر هذه المصفاة (البقرة) والى اليوم انفرد بادارتها وتسنم مقاليدها شخصان فقط لا غير ذهب الاول بعد ان اذهب معظم اصول وممتلكات ومنشآت هذه المصفاة ذهب وبقيت مصالحه قائمة فيها دون مساس تجنى وتنمى من نشاط هذه المصفاة. ذهب الأول وبقي من تبعه يدير المصفاة من خارجها معظم ايام السنة معتمدا ذات السياسة في ادارة وتشغيل المصفاة التي تؤجر بواخر تالفة لنقل المشتقات داخليا باجور شهرية ويومية ثابتة في حين ان للمصفاة بواخر خاصة بها مازالت مركونة هي وطواقمها لا تعمل، وفي ظل اوضاع مزرية للوحدات التشغيلية المختلفة للمصفاة التي تناقص عددها وكفاءتها الى ما دون مستوى الربع من طاقتها التشغيلية التي يذهب معظم عائدات ما تقوم به وما تجنيه من وراء توزيع المشتقات لقنوات لا علاقة لها باعادة تأهيل المصفاة او الاهتمام بها، مما يعني مواصلة السير بها الى نهايتها المحتمة نهاية العجز والشلل التام. وهو مصير يجعلنا نعاود الكرة لمناشدة هيئة مكافحة الفساد للتدخل السريع لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذه المصفاة العريقة ومحاسبة كل المتسببين في انهيارها واستعادة ما نهب من أموالها وأصولها الثابتة والمنقولة وإعادتها الى سابق عهدها كمنشأة اقتصادية استراتيجية ذات شأن.