مجلس الأمن يدعو لاستئناف مفاوضات الهدنة..
غزة / نيويورك / متابعات :شنّ الطيران الإسرائيلي صباح أمس الخميس سلسلة من الغارات على قطاع غزة مخلفا نحو 20 شهيدا بينهم ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام, الذراع العسكرية لحركة (حماس).وأعلنت كتائب القسام أن القياديين الثلاثة محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم استشهدوا في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في رفح جنوبي قطاع غزة فجر أمس. والشهداء الثلاثة مدرجون على قوائم الاغتيال الإسرائيلية, وتعرضوا لمحاولات اغتيال خلال العدوان الحالي وقبله.وجاء استشهاد هؤلاء القادة بعد يوم واحد من محاولة إسرائيل اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في غارة على منزل بشمال قطاع غزة أسفرت عن استشهاد زوجته وابنه الرضيع.وكانت الأنباء قد قالت إن ثمانية فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون فجرا حين أطلقت طائرات إسرائيلية تسعة صواريخ على منازل في مبنى من طوابق عدة بحي تل السلطان في رفح جنوب القطاع.وكان شهود قالوا إن بعض الشهداء والجرحى وبينهم أطفال من عائلة واحدة, وأكدوا أن المبنى الذي استهدفته طائرات حربية إسرائيلية من طراز "أف 16" دُمّر كليا, ولحقت أضرار كبيرة بمنازل مجاورة.وأضافت الأنباء أن غارة إسرائيلية أخرى على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أسفرت عن استشهاد فلسطيني.وفي وقت لاحق صباح أمس, استشهد فلسطينيان أحدهما في الثالثة عشرة من عمره غربي بيت لاهيا في شمال قطاع غزة إثر قصف صاروخي من طائرة استطلاع إسرائيلية. كما استشهد أربعة بينهم ثلاثة أطفال في غارة على حي النفق وسط مدينة غزة، واستشهد لاحقا أربعة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مشيعين بحي الشيخ رضوان بغزة.ومنذ استئناف إسرائيل غاراتها وقصفها المدفعي على القطاع الثلاثاء بعد انتهاء هدنة لمدة 24 ساعة, استشهد أكثر من ثلاثين فلسطينيا, وفاق عدد المصابين 130. ومن بين ضحايا الغارات الإسرائيلية زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف, بالإضافة إلى ثمانية أطفال.وشيع آلاف الفلسطينيين زوجة الضيف وابنه الرضيع علي, في حين أعلنت كتائب القسام أنه لا عودة إلى التهدئة إثر محاولة اغتيال محمد الضيف.وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية صرح بأن حصيلة الشهداء في غزة -منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الثامن من يوليو الماضي وحتى مساء أمس الأربعاء- بلغت 2050، بينهم 553 طفلا و253 سيدة و96 مسنا.وبلغ عدد الجرحى 10224 جريحا، منهم 3106 أطفال و1970 سيدة و368 مسنا، كما خلفت الغارات والقصف الإسرائيلي دمارا هائلا في المنازل والمنشآت، وشردت مئات الآلاف من الفلسطينيين.من جهته دعا مجلس الأمن الدولي الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل سريعا إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة في قطاع غزة بعد يوم من انهيار الهدنة بين الطرفين.وأكد المجلس -في بيان تبناه بإجماع أعضائه الـ15 - أنه "يدعم بالكامل" المبادرة المصرية، معبرا عن "قلقه البالغ" لاستئناف الأعمال العدائية بين الطرفين في قطاع غزة.وكانت مصر طالبت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالالتزام مجددا بالهدنة ومواصلة التفاوض، وأبدت "أسفها البالغ" لاستئناف القتال في قطاع غزة بدل "الاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات".وقالت وزارة الخارجية المصرية -في بيان- إن الاستمرار في المفاوضات من شأنه أن يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن وقفا طويل الأمد لإطلاق النار، و"تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني خاصة في ما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الإعمار".من جهة أخرى، أفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بأن وفدا إسرائيليا برئاسة المستشار السياسي للسفارة الإسرائيلية في مصر إيال دانينو وصل الأربعاء إلى القاهرة لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين بشأن إمكانية استئناف مفاوضات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد -في تصريح للصحافة بالقاهرة مساء الثلاثاء قبل مغادرته القاهرة- إن الجانب الإسرائيلي كان لديه "قرار مبيت لإفشال المفاوضات"، موضحا أن إسرائيل أعلنت انهيار المفاوضات بينما كان الوفد الفلسطيني يتشاور مع الوسيط المصري.وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استأنف الثلاثاء غاراته على قطاع غزة بناء على أمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي سحب وفده المفاوض من القاهرة بذريعة إطلاق ثلاثة صواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع.لكن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفى صحة الرواية الإسرائيلية، ووصف الحديث عن إطلاق الصواريخ الثلاثة بأنه ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، في إشارة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.وعبرت الحكومة الإسرائيلية عما يشبه الرفض للمطالب الفلسطينية الرئيسية، وعلى رأسها إنشاء ميناء بحري في غزة وتفعيل المطار. وعرضت مصر صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار تُرجئ قضيتي الميناء والمطار إلى ما بعد شهر من سريان الهدنة.وفي السياق نفسه، اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان أن الجانب الإسرائيلي كان يحاول خلال المفاوضات خفض سقف توقعات الوفد الفلسطيني في ما يخص مطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة أساسا في إنهاء العدوان والحصار وبدء الإعمار والنقاط الأخرى.وقال إن تل أبيب كانت تراهن على إطالة أمد التهدئة والمفاوضات لكسر الموقف الفلسطيني الذي وصفه بأنه كان موحدا. وأضاف أن إسرائيل كانت تريد أن تنتزع في المفاوضات ما لم تستطع نيله بالحرب.وفي إطار ردود الفعل، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأربعاء إن "إسرائيل هي التي تعوق كل الاتفاقيات التي تؤدي إلى تهدئة". مؤكدا أن "الجامعة ترغب في الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن".بدورها، حملت الولايات المتحدة المقاومة الفلسطينية مسؤولية خرق الهدنة، وتحدثت عن "حق" إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأدانت ما سمته إطلاق صواريخ من قطاع غزة، قائلة إن حماس هي التي تتولى المسؤولية الأمنية في القطاع.كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرق الهدنة التي رعتها مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعرب -في بيان- عن خيبة أمله جراء تجدد القتال بين الطرفين.