ليس هناك من مقام فعال إلا للمقاتل في سبيل حقوقه ووطنه، والمقاتل الفلسطيني تحول إلى رمز، انه الرمز في موضوعة الحرب والسلام، ولكنني لا أزال مذهولاً مما رأيته من فضاعات غير مسبوقة، هذه المجازر شيء شبيه بمجازر صبرا وشاتيلا، لكنها ليست هي، هذه المجازر شبيهة بمجازر دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وغيرها، ولكنها ليست هي، هذه مجازر غير مسبوقة، لذا لا ازال مذهولاً منها ومن قوة وبسالة المقاوم الفلسطيني امام الآلة العسكرية الصهيونية، ولا أزال مذهولاً من الموقف الأمريكي الذي يدعو الفلسطينيين إلى التعقل امام اللا عقل الاسرائيلي، وامام هيجان الثور الاسرائيلي.لايزال الفلسطينيون داخل نشيدهم وداخل نشيد المقاومة العربية، نشيدهم هو الأبلغ، بعيداً من البهارات العقائدية والخطابية لأن الأخيرة هي التي سمحت لاسرائيل بترتيب فسحة الحرب، ان صمود المقاوم الفلسطيني كالدرس الدائم في مواجهة الكراهية والحقد الاسرائيليين، ولو أني احسب ان الكراهية ستزداد عند الفلسطيني المستفرد، وان حقده سيتضاعف من صمت العالم ومن عدم اكتراثه بمصيره فهو الذي اعطى الكثير والكثير (...).الفلسطينيون هم أبطال الدراما الجديدة انهم قرناء أبطال الدراما اليونانية، بل انهم اصحاب الدراما اليونانية الجديدة، تقلب عليهم الأوضاع، يهجرون، ولكنهم كما في الدراما اليونانية، يعودون لكي يستعيدوا ملكاً هو حقهم هو وطنهم هو تاريخهم وذاكرتهم وحياتهم.لن يكبل الفلسطيني بعد عدوان شرس لأن الشراسة انتهت في عقدها في سلسلة طويلة، ثم ان مغامرة التصادم الدائمة مع الفلسطينيين باتت مكلفة أكثر.مارسيل خليفة من شهادة نشرت في مجلة الفنون الكويتية العدد (19)
|
فنون
الفنان مارسيل خليفة: الفلسطينيون يعودون كي يستعيدوا حقهم في الوطن
أخبار متعلقة