ليست الفيتامينات بعناصر عادية في الغذاء، بل هي على رأس قائمة المغذيات الدقيقة التي يتطلبها جسم الإنسان باعتبارها مكوناً أساسياً يعزز الوظائف الحيوية لمختلف الأعضاء، علاوة على أهميتها القصوى لجهاز المناعة.يعد فيتامين» أ « أحد الفيتامينات الضرورية لصحة وسلامة الأبدان، فهو داعم أساسي لمناعة الجسم ويساعد على شفاء الكثير من والعلل والأمراض، قد حرصت وزارة الصحة العامة والسكان في حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال- الجولة الثانية على تأمينه لكل طفل في الفئة العمرية من(9 أشهر- 59 شهراً) من منزلٍ إلى منزل، ومن خلال المواقع المختلفة المؤقتة والمستحدثة لفرق التطعيم في الحملة طيلة فترة تنفيذها الممتد من(11 - 13 أغسطس2014م)، باعتباره فيتاميناً حيوياً مهم اًجداً للمناعة ولمقاومة العديد من الأمراض المعدية الخطيرة.ما ليس معلوماً لدى الكثير من الناس أن فيتامين « أ « لا يمكن تصنيعه في الجسم، إنما يوجد في بعض الأغذية الدهنية ، كالكبدة ، الحليب كامل الدسم ، الزبدة ، الجبن ، السمك الغني بالزيوت والبيض، وإلى حدٍ ما في الفواكه ذات اللون الداخلي الأصفر ، كالمانجو ، المشمش والخوخ ..، وفي الجزر والخضراوات ذات القشرة الخضراء الداكنة، مثل الكرنب، الخس والسبانخ ..الخ.بينما تشمل المصادر غير الطبيعية لهذا الفيتامين الزيت المضاف إليه هذا الفيتامين والأدوية بأشكالها وأصنافها المتعددة، والجرعات المركزة منه التي ُتعطى للأطفال من عمر(9 أشهر- 59 شهراً)خلال حملات التحصين، لاسيما حملات التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال.والأكثر تأثراً من جراء نقص فيتامين» أ «، والأشد احتياجاً له من ينتمون إلى هذه الفئة العمرية، فأجسادهم الصغيرة إذا افتقرت إليه لضعف الكمية المطلوبة منه فيما يقدم لهم من وجبات أو أغذية أو نتيجة الإصابة بمرض ما من الأمراض أو لأي سببٍ آخر، حتماً ستتضرر كثيراً، وعندها لن تقوى مناعتهم على مقاومة عدوى الأمراض الخطيرة الفتاكة وعلى رأسها الحصبة، الإسهال، التهابات الجهاز التنفسي الحادة والملاريا .بالتالي،الذين يفتقرون إلى هذا الفيتامين الحيوي لن يكونوا بمأمن من التعرض لمعاناةٍ مرضية سيئة من هذا النوع، أو لأضرار ٍ فادحة تترك آثاراً سلبية على بعض وظائف الجسم. فالجهاز العصبي والدماغ - مثلاً- ينالهما جراء هذا النقص والعوز جانباً من الضرر ينعكس في اضطراب وترنح المشي وصعوبة القدرة على حفظ توازن الحركة .أيضاً، يؤدي نقص فيتامين « أ « إلى جفاف القرنية والملتحمة والعشى الليلي(العمى) وربما إلى الوفاة بعد مدة من وقوع العمى، وكذلك يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظام، الهزال، تأخر النمو، تقصف الأظفار، جفاف وتقصف الشعر. وإذا ما نظرنا إلى فوائد هذا الفيتامين العظيمة كاملةً، لأدركنا الأهمية والقيمة الحقيقية له، ومنها أنه يساعد على خفض وفيات المواليد ناقصي الوزن والنمو، ويعمل على وقاية العينين من جفاف الملتحمة والقرنية وبذلك يقي من العمى. وبمساعدة فيتامين « أ « تنتج العينان مادة الأرجوان البصري التي تمكننا من الرؤية في الظلام وتمييز الألوان، وهو مفيد - أيضاً - لنمو العظام والتحامها .فيمَا يحمي البشرة ويحافظ على نظارتها ووقايتها من الجفاف والتشققات، ويساعد على الشفاء المبكر من الالتهابات الجلدية وعلى وقاية الجلد من الأمراض السرطانية، وله علاقة بعملية ترابط الخلايا السطحية والأغشية المخاطية، خاصةً في الجهاز التنفسي والجهاز التناسلي والجلد واللثة. بالإضافة إلى أنه يساعد في عمليات دخول الحديد في تركيب كريات الدم الحمراء.هذا.. وتفيد الدراسات أن آلاف الأطفال الذين فقدوا حاسة البصر من جراء مضاعفات الحصبة إنما يُعزى السبب فيما آل إليه مصيرهم إلى نقص فيتاميناً» أ «، فضلاً عن سوء التغذية.وإذا ما أتينا على الأسباب الأخرى التي تقف وراء نقص فيتامين « أ « لوجدناها تنشأ إما عن خللٍ ما في خزن الجسم له، أو لضعف امتصاص قدرٍ كافي منه في الأمعاء، أو لشحة وضعف الكميات المطلوبة في الأغذية المتناولة وسوء التغذية.ناهيك عن استهلاك الجسم السريع للمدخر والمخزون منه عند الإصابة بمرض ما وخصوصاً الحصبة أو عند التعرض للإسهال أو ارتفاع درجة حرارة الجسم(الحمى) ..وحتى لا يتسبب بآثار جانبية ضارة بالصحة يبقى من الخطأ جداً استخدم فيتامين» أ « بشكل عشوائي كتناول أقراص منه أو أدوية- أياً كانت- تحتوي على هذا الفيتامين بشكل متزايدٍ أو بإفراط.خلاصة القول .. إن فيتامين» أ « بحق مهم جداً لصحة وسلامة الأبدان وله استخدامات طبية واسعة تحقق الشفاء - إذا ما ُروعي في جرعاته المعايير التي يوصي بها الأطباء- للكثير من العلل والأمراض، بل ومادة حيوية ضرورية تنجم عن نقصها في الجسم أشكالً وصنوف شتى من الأضرار الشديدة ، فكيف بالحال لو انقطع عنه ولم يحصل عليه بتاتاً؟ المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان
فيتامين «أ» وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال
أخبار متعلقة