«شربة ماء واحبايب شربة ماء» إستدعتها لحظات عطش الى الوطن بأديس أباباحيث يذكي الطقس الماطر اللوعة والحنين الى الديار و في مقيل اليمن الجامع والدائم بمنزل الوالد أحمد الرمادة حيث يلاقي المرء أهله وبلاده كان كرامة مرسال صوت أشجاننا وأشواقنا اللاهبة زفراتنا الحرى «شربة ماء واحبايب» من روائع أغاني كرامة مرسال الذي يرحل عنا ونحن أكثر ظمأ الى صوته وأغنياته ونظنه أغفى ظمأنا هو الآخر لليمن التي اعتصر روحه وعمره في سماواتها اغان ماطرة غادر مرسال بلادا فجعته بتعجلها مغادرة الحياة وتسليم مصيرها للموت البلاد التي انسكب في مهجها حبا وعشقا ولحونا ندية اخلفته الوعود. كرامة مرسال صوتنا المعروف في زمن الأصوات المنكرة صوت الروح الواحدة المنسجمة في زمن النشاز جامع للوجود والوجدان هذا الصوت الشجي الفخيم الآتي من حضرموت سخيا ممتدا كروحها الخصيبة وحضرموت مذ كانت مدن تغني وربى تدندن وسهوب يتراقص في مداها الزمان أرض النبوءات والشعر والحب والأغنيات حضرموت حواضر منذورة للغناء عواصم الفن والجمال سلطانها عابر للحدود من امرئ القيس الى المحضار واتساءل كم منح المحضار حضرموت واليمن؟ منحنا مالم يمنحنا أياه الساسة والحكام مازال يوحد مايفرقونه من عقل وقلب اليمن كم منحنا ابوبكر بلفقيه؟ كم منحنا كرامه مرسال ؟كم أسدى الينا شعراء وأدباء وفنانو حضرموت مما لايدركه ألفناء؟ ترى ما الذي أضنى عندليب المكلا باكرا؟ ماالذي ارهق قلبه حتى كف عن الخفقان ؟ و فينا منه اغان تجري مجرى الدم ترى هل راعه حال اليمن ؟البلاد التي غناها: دعيني اعانق فيك الأمل واشدو بأغنية الإنتصار وأرسم فرحة عمري قبل لألثم في وجنتيك النهار ترى هل راعه انحسار الأمل وانكسارالروح وانطفاء النهار ؟ كم اختنق بأساه وهو يرى مدائن حضرموت تذوي في قبضة الرعب والموت الهاب من كل الجهات؟ كل هذا اليباب كيف تسلل الي حضرموت ؟ كل هذا الجدب واليباس ؟ كل هذا الجفاف والتصحر؟ الوجوه الغريبة والدعوات المريبة والضلالات القاتلة والمنطق الأرعن المتفجر والنداءات المريعة وهذا الخراب الذي يسلب المرء كرامة الحياة يرحل مرسال في وقت كثر فيه رسل الفناء وعلت اصوات الكراهية والسخط والنقمة والضغينة لكأن مدائن الحب قد اسلمت روحها للزوال وماعاد في آفاقها متسع للغناء .مرسال..لن نعطش بعدك هذي أغانيك سحب مرسلة.
في وداع كرامة مرسال
أخبار متعلقة