كتب/ المحرر السياسيلم تكن التطورات المؤسفة التي حدثت خلال الأيام المنصرمة في محافظة عمران بمعزل عن خضم الأعاصير والتحديات التي تتهدد مسيرة التحول السياسي والديموقراطي التي يعيشها الوطن ومحاولة عـرقلة خطوات إعادة بناء الدولة على أسس من الحداثة والشراكة الوطنية.ولا نبالغ إذا ما قلنا بأن هذه التهديدات تستهدف -بدرجة أساس- الجهود الوطنية المخلصة التي تبذلها قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لمجابهة والتغلب على هذه الاعاصير والعمل الدؤوب والمثابر من أجل ترسيخ تلك القيم الحضارية. فضلاً عن أن من يدير تلك الأزمات الداخلية ويشعل الحروب الصغيرة هنا وهناك إنما يستهدف -كذلك - إحباط هذه الجهود الوطنية المخلصة الهادفة إنجاز هذه المهمة التاريخية بامتياز.ومن منطلق المقارنة، لابأس هنا استعادة التذكير بتلك الهجمة الإرهابية الشرسة خلال الأعوام المنصرمة على عدد من المحافظات والتي تصدت لها القيادة السياسية والعسكرية والأمنية بكل بسالة واقتدار قل نظيرها حتى تمكن أبناء هذه المؤسسة الوطنية من محاصرة أوكار عصابات الشر والإرهاب وإنزال الضربات الموجعة بقياداتها وعناصرها في تلك المحافظات التي تسللت إليها هذه المجموعات الإرهابية في لحظة فراغ عاشه الوطن.ويمكن القياس على ذلك -أيضا- بممارسات تلك العناصر التخريبية التي اعتدت على محافظة عمران و عاثت فيها قتلاً وتخريباً وفساداً في محاولة يائسة منها لإرباك المشهد السياسي وتعطيل مسيرة التحول الحضاري وإعادة البناء والتأسيس للمستقبل، حيث يفهم من توقيت حرب الجماعة الحوثية على عمران بأنها حرب على شرعية التوافق والإجماع الوطني.. وبأنها جزء مكمل لمؤمرة إجهاض هذه التجربة الوطنية والتاريخية بامتياز ..وهو ما سيرتب على الجماعة الحوثية التزامات أخلاقية وأدبية ما لم تعد النظر في أجندتها وما يتطلبه ذلك من إعادة الأمور إلى طبيعتها وعودة مسلحيها إلى صعدة، فضلاً عن تسليم العتاد العسكري الذي استولت عليه وتلك الأسلحة الثقيلة التي لديها.ومع الاحترام للأصوات التي تنادت في الماضي بالتشكيك بسلامة خيارات الحسم العسكري ضد قوى الإرهاب فقد أثبتت الوقائع زيف تلك الأصوات وبهتان منطقها، تماماً كما هو الحال مع من يبحث عن تبريرات واهية للاعتداءات الحوثية على محافظة عمران وقتل الأبرياء وتشريد الألاف من الأسر إلى خارج المحافظة باعتباره عملا منافيا للقيم الوطنية والدينية والانسانية..وهي أعمال مرفوضة ومدانة وتستحق وقفة جادة للتعامل معها بحسم وقوة.إن مثل هذا النهج التدميري والعبثي الذي تقوده الجماعة الحوثية في أكثر من منطقة وفي أكثر من توقيت لا يستقيم البتة مع متطلبات التعايش وتحديداً مع التوافق الوطني ومخرجات الحوار والتسوية السياسية التي حظيت بشرف الإجماع الوطني والتأييد الدولي.وعـوداً على بدء، فإن تجارب الماضي المريرة قد علمت اليمنيين بأنه لا يمكن لأية قوة أو جماعة بمفردها فرض قناعاتها بالقوة أو محاولة اعتساف حقائق التاريخ أو تشويه تراث الأمة تحت أية مبررات أو دعاوى كانت.. وبأن اصرار الحوثيين المضي قُدماً في اتجاه تعريض استقرار الوطن و وحدة تماسكه للخطر، سوف يعود وبالاً على هذه الجماعة المتطرفة بعد أن تكون -بممارساتها تلك - قد كشفت مراميها الدفينة و ادعاءاتها الزائفة وأسقطت من يدها حبل التواصل مع مختلف مكونات المجتمع بنكوصها عن الوفاء باستحقاقات الاجماع الوطني والمتمثل في التوافق على مخرجات التسوية السياسية والتاريخية غير المسبوقة على مستوى دول المنطقة .. ومن أنذر فقد أعـذر.
أحداث عمران .. ومخاطر الخروج عن الإجماع
أخبار متعلقة