* فاطمة حسن العودلي:(ربما سيكون رمضان هذا العام أفضل من سابقه، وسننعم بكهرباء لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً) هذه أمنيتنا في كل عام، لكنها تظل أمنية ليس لها إلى التحقق سبيل.ليس هذا فحسب، بل تزداد الأوضاع سوءاً عاماً بعد عام، ففيما تحتفل اليابان بعدم انقطاع الكهرباء منذ (70) عاماً وأكثر، فإننا سنحتفل لو بقيت الكهرباء لدينا يوماً كاملاً دون انقطاع.أما مسؤولونا فإنهم لا يخجلون من الظهور على القنوات وفي الصحف والوسائل الإعلامية، والتأكيد ان الكهرباء تم تعزيزها خصوصاً هنا في عدن، وانها لن تنقطع مجدداً وانه تم التعاقد مع شركات لشراء الطاقة، وأنه وأنه وأنه .. وكلها وعود لم يتحقق منها شيء.اصبحنا نعلم علم اليقين أنه إذا تحدث أحد مسؤولينا عن انفراجة في أوضاع الكهرباء، فإن الأوضاع تزداد سوءاً وبدلاً من الانقطاع لمرتين في اليوم اصبح اربع مرات بل خمساً .. فهل سيأتي يوم نعود فيه إلى تصديق مسؤولينا؟! ربما يطول انتظارنا لهذا اليوم، فالثقة اصبحت منعدمة، ولو اردنا زرع الثقة من جديد لاحتجنا ربما إلى سنوات وسنوات.قرأت مرة أن الكهرباء أحدثت عجائب في تطور البشرية، فقلت في نفسي: لكن عجائبها عندنا أكبر وأكثر، فكم اتلفت الكهرباء من أجهزة (تلفزيونات ومكيفات وثلاجات .. إلخ) وكم مات من مرضى بسبب انقطاعها المستمر خصوصاً عن المستشفيات، وكم أهدرت أموال لإصلاح حال الكهرباء، وكل مرة لا تكتمل الإصلاحات، بل تأتي فكرة جديدة وتصرف لها الملايين ثم لا تكتمل .. وهكذا.ألم اقل لكم إن عجائب الكهرباء عندنا ليس لها مثيل؟!والمصيبة بل والطامة الكبرى انقطاع المياه عن عدن .. هذه المدينة التي لم تكن تنقطع عنها المياه، ففي بعض المناطق تنقطع لفترة طويلة، وفي مناطق أخرى يضطر السكان للسهر في انتظار الماء حتى يملؤوا خزاناتهم، هذا لمن لديهم خزانات، فماذا يفعل من ليس لديهم خزانات؟!عام يمضي وعام يأتي، والوضع على حاله، وإذا تغير فإنه يتغير إلى الأسوأ، فيما الجهات المعنية في كل هذه السنين التي مرت تكرر وعودها العرقوبية كما يقول البيت الشعري:كانت مواعيد عرقوب لها مثلاًوما مواعيدها إلا الأباطيلالعالم من حولنا أحدث طفرة تكنولوجية، واصبحت الدول تتسابق على الصعود إلى الفضاء .. أما نحن فلا يزال يشغلنا السؤال:متى ستعود الكهربااااااء .. ومتى سيعود الماااااء؟!
متى تعود (الكهرماء)؟!
أخبار متعلقة