لم يكن من السهل عليه تحمل المسؤولية الجديدة على عاتقه بأوضاعها الاستثنائية التي جاءت بها ظروف الثورة الشعبية المتميزة في 11 فبراير 2011م والتي رفضت بشدة استمرار الفساد على طول وعرض البلاد إلى ما لا نهاية تطالبه بالتغيير نحو الأفضل خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه الشعب بعد سقوط نظام الاستبداد وإرساء قواعد أساسية للثورة الوطنية والسير بها نحو الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية القادمة 2015م حيث تمكن الوزير بكل ما لديه من خبرة وكفاءة في إعداد الخطط والبرامج اكتسبها من خلال مشواره الطويل ونشاطه الدؤوب في العمل وتجاوز الصعوبات والعقبات البدء في إعداد الخطط والبرامج في ضوء المبادرة الخليجية التي حددت ملامحها العريضة أثناء فترة التسوية المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً ، كما عاهد نفسه على المضي قدماً في مطاردة الفاسدين حيثما حلوا وظلوا بالرغم من تعرضه لمحاولات اغتيال أكثر من مرة وأثبت بإرادة قوية أنه على استعداد للتضحية بحياته وعمل بكل جوارحه من أجل اليمن الموحد وتحمل على عاتقه الواجب الوطني . ولم يلتفت الوزير الشجاع إلى الخلق أبدأ بل اتجه كعادته إلى الأمام بنظرة ثاقبة وثقة عالية وهو يدرك تماماً ما يقوم به من نجاحات مشرفة وأعطى اهتماماً كبيراً بترتيب أولوية القضايا في الوزارة وفق الخطة العامة. إن المهام الصعبة التي واجهت الوزير عكست ردود أفعال القوى الفاسدة التي فقدت مصالحها بعد الثورة وحركة التغيير حين دأبت على عرقلة دفة الأمور بكل ما لديها من إمكانيات إلا أنها فشلت وتحطمت قواها وانهارت ديمومتها أمام قوى الخير عندما سعت إلى إعادة الأمن والاستقرار ما يتناسب ومصالح الشعب إضافة إلى تعزيز قوته الدفاعية في مواجهة تدهور الأوضاع العامة التي قامت بتنفيذها أصحاب المصالح وارتبطت بالولاءات العسكرية والمليشيات الخاصة بالنظام السابق الذي كان لايسعى لخدمة الشعب بأي حال من الأحوال بل كان يقوم على قمع الانتفاضات الشعبية بعنف بالغ الحدة والشراسة ضد هامش الديمقراطية والحريات العامة في المجتمع. لقد حرص الوزير المناضل الذي يتميز بالعقل والرصانة التي ساعدته على الاستمرار بأداء واجبه القومي مهما كلف ذلك من تضحيات وفداء في سبيل حماية الوطن والتصدي بقوة لمخاطر الإرهاب وأشكال التخريب وكان سعيه مشكوراً وعظيماً لايستهان به من أجل وضع حد نهائي ووقف كل أنواع الفساد الذي لا أول له ولا آخر ، ولم يعرف حينها وجود جيش وطني حقيقي يحمي البلاد والعباد بل كان عبارة عن مجموعات مسلحة تم تجنيدها وتوزيعهم لحماية النظام السابق وأبنائه من مشايخ الضلال من لف لفهم والعبث غير المشروع بالمال العام الذي كان يذهب لخدمة كبار الفاسدين في الجيش الوهمي والعمل على استقطاب وشراء الذمم الرخيصة وضمان الطاعة العمياء للسلطة الحاكمة الظالمة وبرغم تكرار الاعتداءات الشخصية التي تعرض لها الوزير إلا أنها باءت بالفشل الذريع بفضل الله سبحانه وتعالى ناهيك عن المواجهات السافرة التي استهدفت العديد من أفراد المؤسسات الأمنية ما جعل الجيش الوطني يتصدى لها بشجاعة نادرة وأفشل كل المؤامرات التي كانت تحاك آناء الليل وفق مخططات داخلية وخارجية لم يكتب لها النجاح ولا أو حققت مقاصدها أو مرادها بالمرة. وتمكن الوزير من الصمود كما عرفه الشعب منذ توليه مهمته الشاقة ووقوفه الثابت والمبدئي الذي عكس وعيه السياسي الناضج تجاه بلاده بجدارة لم يسبق لها مثيل ويشهد له الكثير بأنه أستطاع أن يجمع من حوله الأفراد والضباط البواسل الذين عاهدوا أنفسهم أيضاً على التضحية الجسيمة والفداء النادر من أجل رفع رآية الوطن عالياً أتجه الجميع بأسلوب الحزم والحسم لإعادة سلاح الجوية وملحقاته وتوزيع القيادات النوعية والمخلصة في مسارها الطبيعي بالشروط لعسكرية والفنية والإدارية حيث أولت وزارة الدفاع وعلى رأسهم الوزير اهتماما في هيكلة الجيش بمختلف المراحل على أسس علمية واختيار الكوادر المؤهلة بحرص شديد وبتوجيه فخامة المشير القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. كما بذل الوزير جهوداً غير عادية في تفكيك أوصال الفرقة الأولى مدرع العسكرية التي كانت حينها توازي نصف قوة الجيش المزعوم من حيث العدة والعتاد العسكري التي بدأت مهمتها الأساسية حماية النظام البائد الذي أفل بانتفاضة شعبية أدت إلى قيام ثورة عارمة شاملة ضد الظلم والفساد والاستبداد الذي ظل عاكفاً على ساحة الوطن وجسد الشعب المغلوب على أمره طوال ( 33) عاماً من الزمن وشكل وجودها خطراً حقيقيا على الثورة وعبثاً صارخاً عانى منه شعبنا الأمرين. إن الأسلوب العلمي والراقي الذي اتخذته القيادة العسكرية وهيئة الأركان العامة بقيادة وزير الدفاع اللواء / محمد ناصر أحمد بهيكلة القوات المسلحة خطوة بخطوة على طريق تفكيك المليشيات المدججة بالسلاح الحربي الثقيل الذي كان لا يستفيد منه سوى الحرس القديم وبذلك يكون قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه والشرفاء والمخلصون الذين معه من القيادات العسكرية في القوات المسلحة وكل من شارك في التحولات الثورية الجارية ووضع اللبنات الأساسية في تحديث السلاح وإعادة تنظيم وتطوير القوات المسلحة ، كما تواصلت عملية توزيع الألوية على المناطق الجغرافية والحدودية لحماية البلاد على أساس الروح الوطنية الحقة بعيداً عن النعرات الطائفية والقبلية والعنصرية المنبوذة شعبياً وبعد طول انتظار أستقبل الشعب اليمني بارتياح بالغ منقطع النظير العديد من القرارات المرتبطة بالهيكلة التي عززت بحق من تحالفها الوطني العام حول القيادة السياسية الحكيمة والجيش الباسل والبطل.
أخبار متعلقة