آخر كـلام
ما يحدث في عمران اليوم بين اخوة من بلد واحد وما يحدث هنا وهناك وتقوم به القاعدة الإرهابية من سفك للدماء وإزهاق لأرواح الكثير من الأبرياء في شهر فضيل وكريم هو شهر رمضان شهر الرحمة والغفران والصبر والتسامح واعمال البر والخير وكظم الغيظ وتصفية النفوس من أمراض القلوب والعقول كالغل والحقد والحسد والكراهية والتحجر والتخلف والتشدد والكبر والعناد والتصلب انه شهر الأمن والسلام والتوبة إلى الله ومحاسبة النفس هذا الشهر الذي يجعلنا نقف ساعات لنعيد شريط الذاكرة فيما أنجزناه أو حققناه في حياتنا وحياة الآخرين وماذا أفدنا الوطن أو المواطن أم اننا أسأنا لأنفسنا واضررنا بالوطن وأسأنا للمواطن، فالعاقل والراشد والإنسان السوي صاحب الضمير الحي الذي لديه وازع ديني وأخلاقي يردعه أو يزجره هو من يقف ليحاسب نفسه على ما اقترف من ذنب أو اثم في حق نفسه أو وطنه أو الآخرين.أما من لا يملك أو ليس لديه ثقة في نفسه أو شجاعة فانه يستحي ان يحاسب نفسه أو يراجعها ويستمر في غيه وعناده وتغطرسه وغبائه وتخلفه وجهله ونعرته العصبية أو القبلية أو المذهبية وتأخذه العزة بالنفس ولا يعترف بالحق أو يكف أذاه عن الآخرين ولا يرتدع عن الافساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل ولا ينتفع بالنصائح والمواعظ والتوجيهات فمثل هذا لا ينفع معه إلا استخدام القوة قوة النظام والقانون واللوائح المنظمة حتى لا تتحول البلاد إلى فوضى وقلاقل وعدم احترام لهيبة الدولة وهذا السلوك ليس لأحد ان يقوم به سوى ولي الأمر أو الحكومة ممثلة بمن يقومون بحفظ الأمن وسلامة البلاد في وزارة الداخلية أو الدفاع، وبما ان بلادنا هذه الأيام مشغولة بترتيب البيت اليمني والانتقال إلى وضع ومرحلة جديدة وعهد جديد فإن هذه المهمة الصعبة تجد أمامها تحديات من قبل البعض الذين مازالوا في سباتهم العميق ويعملون ما وسعهم الجهد والمال لعرقلة مسيرة التغيير هذه لأنهم سيفقدون مصالحهم الضيقة ونظرتهم الانانية القاصرة، ولا يهمهم أمر الوطن وتقدمه وازدهاره ولا رفاهية وأمن وسلامة المواطن، لذلك تجدهم يمثلون حجر عثرة في طريق هذا العمل الجبار الذي تقوم به مؤسسة الرئاسة والحكومة وكافة الخيرين من أبناء هذا الشعب الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن ووضعوا أنفسهم في صف التغيير الذي يقوده رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور حفظه الله وحكومته حكومة الوفاق التي نتمنى لها التوفيق والنجاح في مهامها الجسام ونتمنى أن تقوم هذه الحكومة بوضع برامج وخطط من شأنها التقريب بين وجهات النظر المختلفة بالبلد إلى وضع يحلم به كل مواطن في شمال الوطن أو جنوبه أو شرقه أو غربه وان تقوم هذه الحكومة بتهدئة الأوضاع المتوترة هنا أو هناك لأن الأنسان لا يستطيع أن يعمل أو ينتج أو يبدع أو يحقق شيئاً ايجابياً في جو مشحون ومتوتر وقلق ومضطرب أو في ظل حروب أو نزاعات أو معوقات وينبغي على الحكومة ايضاً ان تقوم بتعريف الناس بأهمية التلاحم والاصطفاف ولم الشمل وإصلاح ذات البين بين الأخ وأخيه بدلاً من التناحر والتنازع والفرقة والشتات وتمزيق الوطن تمزيقاً طائفياً أو مناطقياً أو قلبياً أو جهوياً .. إلخ .. وان يتكاتف الجميع ضد من يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة وترويع الآمنين وتهجيرهم من مساكنهم كما يحدث الآن في عمران وفي غيرها من المناطق كدماج وبعض المناطق في المحافظات الجنوبية والشرقية حين قامت القاعدة بتحويل تلك المناطق إلى إمارات إسلامية وما هي بإسلامية ولا تمت للدين بصلة.ولو كان محمد بن عبدالله عليه صلاة الله وسلامه حياً بيننا لتبرأ من أفعال هذه القاعدة المنكرة والشنيعة التي تتنافى مع مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف والسمح دين الرحمة والألفة والمحبة والسلام والأمن والطمأنينة دين الرفق والشفقة دين العدالة والحق والمساواة دين البرهان والدليل والحجة الواضحة والعقل والمنطق والفطرة السليمة لا دين العنف والإرهاب والقتل وإزهاق الأرواح البريئة والآمنة ولا دين التجاوز والتعدي والطغيان والغلو والبغي. اننا اليوم في أمس الحاجة إلى ان نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض وان تتشابك وتتلاحم هذه الأيادي وان تتآلف القلوب لننطلق بالوطن إلى بر الأمان فهو السفينة التي تحملنا جميعاً فلا نخرق هذه السفينة بأيدينا فنغرقها ونغرق جميعاً معها ولن ينجو أحد يظن انه سيستثنى من الغرق.فمتى سيعقل البعض ويتخلى عن أحلامه الوهمية وطموحاته الضيقة وافكاره المدمرة والضارة بالوطن والمواطن ومتى سيسمو ويرتفع قليلاً فوق انانيته ونرجسيته ويجعل مصلحة الوطن والناس مقدمة على ما سواها من المصالح الصغيرة والحقيرة والفانية وينضم إلى مسيرة التحول والتغيير والاصطفاف الوطني الذي يعمل جاهداً على انتشال الوطن من محنته ومن أزمته التي عصفت به بدلاً من محاولة اختلاق ازمات جديدة الوطن في غنى عنها هذا إذا كان يزعم من يختلق هذه الأزمات انه وطني أو ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة التي يعمل على الاضرار بها وبأهلها وهو أحد أفرادها ويمشي فوق ثراها ويعيش تحت سمائها ويتنفس من هوائها ويتفيأ ظلالها ويأكل من خيراتها فلماذا لا يرد لها بعض الجميل على الأقل يكف أذاه أو ينخرط ضمن الاجماع والاصطفاف الوطني والتلاحم الشعبي المحلي والاقليمي والدولي.