آخر كلام
كان 7 يوليو يوما مشئوماً في حياة اليمنيين نيتجية لتصلب العقل والفكر بل انحصار الفكر في بوتقة محددة محرم تجاوزها أو ممنوع الخروج عنها انه يوم برهن من غير شك أن النمو والتطور للشعوب بحاجة للتغيير.. تغيير الذات فكرا وثقافة وسلوكاً يصب في التغيير العام وهذا التحول تتقبله العقول الحية والنشطة المتجددة وتعيقه العقول المتصدعة والصدئة التي لا تقبل الجديد تعشش فيها أفكار الماضي التي تعيق التقدم والنمو من يعيشون وهم التمايز والزعامة الكاذبة من الصعب عليهم أن يضحوا من اجل الأمة والوطن .انه يوم دمعت فيه عيون الثكالى والأيتام وقهرت نفوس وطنية طموحة لمستقبل وضاء يومها كنت بمعمعان الحدث ورأت عيناي هامات شامخة يبكون حسرة وقهرا لما حل بمشروعهم الوطني كم بطل رفض ترك موقعه النضالي أيمانا بنصرة الحق وروت دماؤهم ارض الوطن المعطاء كم كانت مرارة تلك اللحظات التي يستشعرها من ذاق قهر الرجال يوما في حياته . و كنت على قناعة أن الزمن كفيل بإنصافهم وان الحق لابد أن يشع يوما ليزهق الوهم والباطل وهناك ممن دمعت مقلتاه وقتها وتناسى ألامه وألام الوطن فساند المنتصر أملا في بناء الدولة المنشودة والمشروع الذي أجهضته تلك الحرب بالمقولة لنغير فيهم من الداخل لكنه صدم كغيره ممن كان جزءاً من الحرب أنهم مع عصابة تآمرت على شريكها السياسي الذي لم يستوعب زعماء الحرب مشروعه ورؤاه وأفكاره حرضوا ضده وشوه سمعته وحللوا دمه وماله وعرضه أنها القوى الظلامية بكل أشكالها مذهبية وطائفية وعرقية انه تعصب أعمى وثقافة العنف والإقصاء والتهميش والكراهية .من اليقين أن الوحدة بريئة من أعمالهم بل ظلموها وشوهوها وجعلوها شماعتهم في كل ممارساتهم القذرة التي تحتاج منا زمناً ليس هيناً لتنظيف قذارتهم التي كانوا بهيمنتهم يخفون روائحها واليوم بضعفهم فاحت تلك الروائح وقذارتها أزكمت الأنوف وتعفنت جروح الوطن وبنفاقهم المعهود يذرفون دموع التماسيح بمصائبهم التي أنهكت الوطن والمواطن ومن لا يستحي يعمل ما يشتهي .لكن المعاناة والآلام دائما ما تكون مصدر قوة وحافزاً للاستمرار في النضال والكفاح من اجل نصرة الحق لدى المؤمن أيماناً قاطعاً انه على حق وان مشروعه مشروع وطني بكل المقاييس وان الظلم والظروف التي أنتجتها الحرب وصنعها الطغاة لن تكون عائقاً أمام نضاله بالعزيمة والإصرار قادر على قلب الموازين وتغيير الظروف وهذا ما أحدثه مناضلو الوطن الأشاوس دعاة الدولة والوحدة وحماة الحرية والعدالة والمساواة ممن ظلموا غدرا وبهتاناً من قبل طغاة حرب 1994م الذين خدعتهم نشوة النصر الكاذب في 7/7 /1994م . تلك الكوكبة من الجيش اليمني الجنوبي الذي كان متشبعا بالروح الوطنية والثورية وحدوي الهوية والمبدأ الذي تخوفت منه القوى الظلامية وقوى التخلف والجهل والإفقار من فاسدين أن يكون السد المنيع والحصن الحصين لبناء الدولة المدنية وإرساء العدالة والمساواة ويفقدون مصالحهم وتنكشف مؤامراتهم وألاعيبهم فيزج بهم بسجون الأجرام وتطالهم عدالة الأرض قبل عدالة السماء .تحول هذا اليوم إلى ذكرى عظيمة وعطرة في تاريخنا المعاصر قلب موازين اللعبة لصالح الخير وبناء الدولة. لقد استطاع المناضل العميد ناصر النوبة ومن معه من قيادة الحراك السلمي الجنوبي مناضلي الثورة في الجنوب التي حفزت كل شريف وعفيف على ارض الوطن أن يشارك في ثورة الشباب الشعبية التي عمت ارض الوطن الواسع وجباله وسهوله وصحاريه وصحت ضمائر الشرفاء ونشطت هممهم ليتحرروا من قيود الطغاة والمستبدين الجاثمين على أرواحهم وحياتهم يعيقون تقدمهم لمواكبة تطورات العصر ونهضته وتقدمه و اليوم يحتفل شرفاء الوطن في الشمال والجنوب معا بهذا اليوم العظيم يوم إعلان الحراك السلمي في الجنوب اليمني ثورته السلمية ضد أعداء الدولة والنظام والقانون . وها هم أبناء الجنوب المعروفون بوطنيتهم ومدنيتهم واستبسالهم لكل ما هو خير الداعم الرئيسي لمخرجات الحوار الوطني وفي صف الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي قائد التغيير وبناء الدولة المدنية الاتحادية نحو مستقبل وضاء ضد القوى الظلامية قوى الشر والخديعة.