للمعنيين فقط
نتيجة لعدم تمكن العلم والعلماء المختصين بدراسة جسم الإنسان وأجزائه ووظائفه من التوصل إلى العدد الحقيقي للخلايا التي يتكون منها الجسم البشري، فقد ذهبوا إلى وضع عدد تقريبي لهذه الخلايا بلغ (20) خلية، تموت وتتجدد منها في الدقيقة عشرات الملايين في عملية تسمى بعملية الهدم والبناء. وهي عملية ترتفع فيها معدلات تجدد الخلايا أسرع كلما كان جسم الإنسان أكثر عرضة للسموم.والمدهش والمعجز في جسم الإنسان أن جميع الخلايا المكونة لأعضائه تخضع لعلمية الهدم والبناء هذه إلا المخ فإنه يعتبر الجزء الوحيد في الجسد الذي لا تخضع الخلايا المكونة له لمثل هذه العملية لكونها خلايا مسؤولة عن تخزين وحفظ المعلومات. بمعنى أنها لو كانت مثلها مثل بقية الخلايا المكونة لأجزاء الجسم من تدمير وتجدد مستمر لما أستطاع الإنسان أن يحتفظ ويتذكر ما تلقاه وتعلمه من معارف ومعلومات لأكثر من عدة أسابيع يحتاج بعدها لأن يعود من الصفر لتعلم النطق والتعرف على الأشياء من حوله ومسمياتها ووظائفها. ولكان من المستحيل تصور ووصف الحالة التي كان سيغدو عليها وضعه على الأرض.وإذا ما عدنا للوقوف أمام أهمية سريان عملية الهدم والبناء على مختلف خلايا جسم الإنسان وانعدامها في الخلايا المكونة للمخ. سنجد أن وجود وانعدام هذه العملية في الجسم تحتاج أكثر ما تحتاج إليه كي تحافظ على سلامة أدائها في الجانبين إلى عوامل أخرى هامة، تساعد وتدفع بقدرات الجسم على سرعة موت وولادة خلاياه في مختلف أجزائه، وفي تنشيط أداء وعمل خلايا المخ وعدم تعرضها للهدم والتلف وهي ضرورة شغلت العلم والعلماء إلى اليوم ومازالت ورغم تعدد الوصفات الدوائية، الكيمائية والطبيعية. إلا أنه كان من أنجح هذه الوصفات وأكثرها ملاءمة وقدرة على فعل ذلك هو الصوم.فقد ذهب كل من الباحثين (كارلون وكوندى) اللذين يعملان في قسم الفيسيولوجي في جامعة شيكاغو بعد عدة تجارب وبحوث قاما بها إلى أن الصوم لمدة أسبوع كافٍ لأن يجدد الأنسجة في جسم الإنسان. حيث يمكن لشخص بلغ عمره أربعين عاماً يقدم على صوم أسبوع أن تتجدد خلايا جسمه وتتجدد أنسجته لتصبح في حالة فسيولوجية تشبه ما كانت عليه خلاياه في سن (17) عاماً.وقد اعتمد كل من (كارلون وكوندى) في ذلك على أنه كلما تقادم عمر الإنسان يكون معدل حرق المواد الغذائية في الجسم أقل مما كانت عليه سني عمره المبكر. ولأن الإنسان الذي يبلغ سن الأربعين يحتاج إلى زيادة معدلات التمثيل الغذائي في جسمه. فإن الطريق إلى ذلك لا يتحقق بكفاءة إلا عن طريق الصوم الذي يمكنه أن يحقق لدى كبار السن زيادة في معدلات حرق المواد الغذائية تصل من 5 إلى 6 في المئة وهي نسبة كبيرة ومهمة للجسم السليم.