المــــواطـــــــن بين مطرقة الحاجة وسندان غلاء السمك
استطلاع / نبيلة عبده محمد تحظى بلادنا بثروة سمكية هائلة مما تمتلكه من بحار غنية بالثروة السمكية وعلى مر العصور كانت بحار عدن رافداً أساسياً لتغذية عدة بلدان تفتقد لهذه الثروة بعد الاكتفاء الذاتي لأبناء المجتمع في بلادنا.ولكن بعد أن حل القطاع الخاص محل القطاع العام وانعدم الدعم الذي كانت المصائد السمكية في عدن تحظى به قبل عام 1990م تدنى مستوى الثروة السمكية في بلادنا وأصبح المواطن عرضة لغلاء أسعار السمك بسب غياب دعم الدولة وخصخصة القطاع العام الذي أضر بكثير من العاملين في مجال الأسماك وأصبحوا يعانون من سطوة القطاع الخاص وشركات الاصطياد السمكية الخاصة ونتيجة لذلك تفاجأ المواطن بارتفاع أسعار الأسماك المستمر وقد سلطنا الضوء على الارتفاعات السعرية للأسماك ومعاناة المواطنين في الاستطلاع الآتي: السمك ( غالي علينا)الأخ/ محمد نجيب مبارك شكا من تصاعد أرتفاع أسعار السمك قائلاً لنا : كنا سابقاً نعتبر السمك أبسط وجبة يمكن الحصول عليها وكانت متوفرة بشكل يومي لدى كل بيت ليس هناك من شكوى الحاجة إلى السمك بمختلف أنواعه حتى الديرك كان يتناوله المواطن مهما كان راتبه الذي يتقاضاه من الدولة أو من عمل خاص أما الآن فلم يعد بمقدور أي مواطن مواكبة غلاء الأسعار خاصة أسعار السمك بمختلف أنواعه حتى أن ذهب إلى الدوكيارد وهو مجمع الصيد سواء أكان في المعلا أو عدن ( صيرة) فإنه يلاحظ أن السمك أصبحت أسعاره مرتفعة مقارنة بمستوى دخله وقد وصل الأمر إلى أن معظم البيوت تتناول وجبة الرز على ( صانونة الهوء) أي صانونة الطماطم والبطاط أما السمك فأصبح في حكم الوجبة البعيدة عن متناول المواطن الغلبان الذي لا حول له ولا قوة. الكيلو السمك بألف ريال وأكثرالأخ / أحمد رشاد عبده أبدى حسرته وتأثره الشديد مما أصبح الناس يعانونه من غلاء الأسعار الذي عم كل شيء حتى سمك الباغة الذي كان يعتبر سابقاً أرخص أنواع السمك أصبح الكيلو (المشك) يصل إلى ألف ريال أو ثمانمائة ريال هو المفضل لدى معظم الناس ومع ذلك ليس على مدى الأسبوع بل بعض أيام الأسبوع بسبب تصاعد الأسعار لمختلف السلع فأصبحنا نحن المواطنين لا حول لنا ولا وقوة لا نعرف كيف نوفر حق الصيد أو البطاط أو الطماط أو أشياء أخرى ليست كماليات وإنما يفترض أن تكون من ضروريات الحياة.وأضاف قائلا: مع هذا الحال أصبحت من الكماليات البعيدة عن اليد وكما يقول المثل (العين بصيرة واليد قصيرة) فالمواطن أصبح يتفرج على معظم الأسماك ولا يستطيع شراءها لأن الكيلو السمك يصل إلى ألفي ريال فلا حسيب ولا رقيب. الأسعار كل يوم تتصاعدالأخ علي أحمد عوض قال: بخصوص غلاء أسعار السمك نحن الآن في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات والأجر والتوبة.لكننا نعاني من غلاء الأسعار وخصوصاً الأسماك التي أصبحت من الكماليات التي تنافس العملة الصعبة سمك ( الثمد) أصبح بعيد المنال علينا وكذلك ( الباغة) كل يوم يرتفع سعره إلى الأعلى يوماً بعد يوم ونحن المواطنين بحاجة إلى ضبط الأسعار والخوف من الله سبحانه وتعالى بهذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك. غياب الرقابة على الأسعارالأخ أحمد أمين تحدث قائلا: نحن المواطنين نستغرب من ارتفاع الأسعار المستمر الأسماك في الوقت الذي تصدر فيه كميات كبيرة إلى الخارج .فالغلاء الفاحش للأسماك أصبح ظاهرة مستفحلة دون وجود رقابة على الأسعار لا من قبل وزارة الثروة السمكية ولا صحة البيئة والمجالس المحلية في المحافظة. فغياب الرقابة على الأسعار أعطى الفرصة لبائعي الأسماك برفع الأسعار بمزاجية.أننا في الوقت الحاضر نفتقر للأسماك في وجبة الغداء وذلك للارتفاع الكبير في أسعارها حيث وصل الكيلو السمك الديرك إلى 3 آلاف ريال والثمد ( 2000) ريال والمشك الباغة 800 وبعض الأحيان ألف ريال ولهذا فقد أصبح سعر السمك أكثر من سعر الدجاج.والغريب في الأمر أننا كمواطنين دائماً ما نسمع ونقرأ أن بلادنا غنية بالأسماك وتمتلك ساحلاً طويلاً على البحر العربي والبحر الأحمر وتنتج كميات كبيرة وضخمة وتصدر أسماك بلادنا إلى الخارج ولهذا نتساءل كيف ذلك ونحن لا نستطيع أن نأكل هذه السمك بل نراه ونشمه فقط فمن السبب في ذلك؟!.الأسعار غير ثابتة وعشوائية ختاماً التقينا بالأخ أحمد سعيد بائع أسماك فتحدث إلينا قائلا: السبب في ارتفاع الأسعار هو عدم وجود ضوابط وإشراف من قبل الدولة لهذا فالأسعار غير ثابتة وعشوائية لأن ظاهرة التصدير والتوريد تعطى لمن هب ودب .. ناس ليس لديهم علاقة بالأسماك ولا بالبيع والشراء ولا بالتوريد ولا بالحراج يشاركون في هذا أشخاصاً من الخارج للتصدير ويشترون بالدولار ويبيعون بمزاجية للمواطنين ويتهموننا نحن برفع الأسعار.هذه الأيام أسعار الصيد صحيح غالية ومرتفعة خاصة صيد الديرك والسخلة والبياض أكثر من ( 2500) ريال أما الثمد هذه الأيام فبدأ سعره يقل بسبب تواجده في البحر بكثرة ولا نعلم إلى متى ستبقى الأسعار هكذا وقد يرتفع بعد فترة ويعوج إلى سعره السابق ( 2000) ريال وربما أكثر.