الإرهاب.. الرهانات الخاسرة
في هذا الشهر الفضيل، لم تتورع عصابات الإجرام والإرهاب عن استمرار سفـك دماء اليمنيين في معارك وهمية وخاسرة.. وفي صولات دموية لن يكون فيها الخاسر غير اليمنيين من حيث عرقلة مسيرتهم في الاستقرار والرخاء والتنمية وتجنيبهم تحقيق تطلعاتهم، وبخاصة بعد أن راهنت الأسرة الإقليمية والمجتمع الدولي على إمكانية تجاوز هذا البلد لمجمل التحديات الموضوعية والذاتية.ومع الأسف الشديد، لقد رأينا تلك القوى الظلامية تتحرك من مخابئها لتسفك دماء الأبرياء وتستهدف مواقع القوات المسلحة ومراكز الأمن بشتى أصناف العدوان الذي لن يجر غير الخيبة -في نهاية المطاف- على مرتكبيه من عصابات الإرهاب وشذاذ الآفاق الذين يبطنون الشر لهذا الوطن الغالي الذي سيتمكن بقدرة مختلف مكوناته ونخبة من تجاوز هذه الإشكالية وتحقيق كافة التطلعات التي يعوّل عليها أبناء الوطن في الداخل والخارج وكافة الداعمين من أجل الوفاء بمتطلبات واستحقاقات مخرجات التسوية السياسية.ولا شك في أن صمود أبناء القوات المسلحة والأمن ضد تلك العصابات الإجرامية في مناطق كثيرة من أنحـاء الوطن خلال الفترة المنصرمة قد ألحـق بها ضربات قاصمة وموجعة لا تزال آثارها بالغة حتى الآن .. وتتكشف آثار تلك النزلات الموجعة في ردود الأفعال الإجرامية لهذه القوى الظلامية في ما ترتكبه من عمليات إرهابية لا تفرق بين أحد، حيث ترتكب تلك الأعمال الطائشة وبصورة هستيرية جنونية تعكس حقيقة تأثيرات الضربات الموجعة التي تلقتها.ولابأس هنا من التذكير مجدداً بأهمية الاصطفاف الوطني من قبل كافة مكونات العمل السياسي، سواءً المشاركة من داخل مؤتمر الحوار الوطني أو تلك التي من خارجه وذلك بالعمل الجاد والمثابر من أجل استكمال مسيرة التسوية والوقوف صفاً واحداً إلى جانب قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو يمضي حثيثاً من أجل استكمال ملامح إعادة بناء الوطن على أسس من الحداثة القائمة على الشراكة الوطنية المتكافئة وبما يخرج اليمن من أسر الأزمة وإعادة تموضعه على خارطة المنطقة كبلد مؤثر ويستحق أن يأخذ مكانته بكل اقتدار.. وهو ما يستوجب -بالضرورة-حشدا وطنيا واسعا لتعزيز هذا الدور القيادي غير المسبوق للرئيس هادي الذي استحق عن جدارة أن يحظى بدعم الداخل والخارج على حد سواء.وتبعاً لمجمل تلك الجرائم الارهابية فإن الحقيقة الساطعة التي لا يمكن إغفالها أن الانتصار في هذا المعترك بين الخير والشر، سوف يكون -قطعا- لصالح قوى الشعب اليمني وقيادته السياسية وبما من شأنه تفعيل إطار مجرى التحولات الحضارية التي لم ولن تقوى تلك القوى الارهابية التي تتوارى كخفافيش الظلام في سراديب التآمر والحقد والعمالة على اخماد جذوة شعلتها.والخلاصة هي أن ما تقوم به قوى الارهاب يبقى مجرد محاولات يائسـة لاحباط تطلعات الشعب اليمني المشروعة في انجاز خياراته الاستراتيجية للحاق بركب العصر بكل ثقة واقتدار.. وهي محاولات لن تحقق أهدافها مهما استطال شررها.. ولا نامت أعين الجبناء.