العميدناصر النوبة في حديث صحفي :
حاوره: احمد الزبيري- مدين مقباسالمناضل العميد ناصر علي النوبة من مؤسسي الحراك الجنوبي السلمي وواحد من ابرز الشخصيات النضالية القيادية الجنوبية.. عند لقائك به تجد نفسك أمام شخصية تفاجئك بطيبتها وبساطتها، وعندما تتحدث إليه يزداد إعجابك بتلقائية كلامه وعمق فكرته، ورؤيته الحريصة على مصالح الشعب، لاسيما أولئك الذين مورس عليهم القهر، واكتووا بنار الظلم والإقصاء والتهميش، وهذا ما دفعه إلى رفع مطالب الجنوب والجنوبيين منذ وقت مبكر، لكنه رأى أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى عمل منظم، وكانت جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين الجنوبيين.. ثم تطورت لتشمل كل الجنوبيين الذين تعرضوا للضيم والإقصاء والتهميش والاستبعاد في كل قطاعات ومؤسسات الدولة وكافة المجالات، ليمثل ذلك انتقالاً جديداً في مسارات تحولات العمل النضالي المطلبي إلى عمل سياسي..وهنا نترك الحديث للمناضل العميد النوبة في هذا الحوار الذي يضعنا في سياقات مسارات الحراك الجنوبي، والمتغيرات التي شهدتها الساحة الجنوبية بصفة خاصة، واليمنية بصفة عامة، ومتطلبات استحقاقات المرحلة الراهنة في تلاقي وتقاطع وتداخل تجليات تحدياتها والتي تقتضي اصطفافاً حراكياً جنوبياً ووطنياً يمنياً إلى جانب الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. فإلى نص الحوار:* يحل علينا شهر رمضان المبارك والوطن والأمة العربية والإسلامية في مخاض عسير وتداعيات متلاحقة ومؤسفة.. ماذا يمكنكم القول بهذه المناسبة؟** لا أملك بهذه المناسبة الدينية الجليلة إلا أن أتوجه بالتهنئة الخالصة إلى شعبنا اليمني وقيادته السياسية الحكيمة ممثلة بالأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بصفة خاصة، والى أمتنا العربية والإسلامية بحلول الشهر الفضيل، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وان يجعلها في ميزان حسناتنا انه سميع مجيب.. كما أتمنى أن تكون هذه المناسبة الدينية الجليلة فرصة للتأمل فيما نحن فيه ومراجعة النفس الأمارة بالسوء والعودة إلى طريق الرشاد.. راجين من الله سبحانه وتعالى أن يغفر ذنوبنا ويوحد قلوبنا لما فيه خير ومصلحة شعبنا وأمتنا.[c1]الوقوف صفاً واحداً[/c]* وجودكم في صنعاء شهد لقاءات عالية المستوى طرحتم خلالها قضايا وهموم الجنوبيين.. هل يمكن أن تضعونا في صورة كل هذا؟** بادئ ذي بدء أود أن أتوجه بالشكر للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، وللسيد جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة على دعوتهما لي، ولقائهما بي في صنعاء، وتبادلنا معهما الحديث حول الكثير من القضايا والأفكار والمعلومات حول ما يخص القضية الجنوبية، ومن خلال هذه اللقاءات وجدنا ان الطريق الوحيد لحل القضية الجنوبية يتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وبالنتيجة توصلنا إلى وجوب أن نقف صفاً واحداً إلى جانب الأخ الرئيس هادي لتطبيق هذه المخرجات، وهنا نطالب الأمم المتحدة والدول الراعية للقضية الجنوبية والمبادرة الخليجية والتسوية في اليمن للعمل على سرعة تطبيقها على صعيد الواقع، لأن في ذلك مصلحة أبناء الجنوب خاصة واليمن عموماً.[c1]إلى جانب الرئيس[/c]* في أي سياق من وجهة نظركم تصب الحملات الإعلامية والخطاب السياسي المضاد لجهود رئيس الجمهورية في التجاوز بالبلاد أوضاعها المأزومة؟** عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قدم لليمن ما لا يقدمه أي رئيس آخر.. أقولها بوضوح ليس للجنوب فقط وإنما للجنوب والشمال وأي واحد ينكر ذلك فهو جاحد.. على الجميع.. إذا أردنا أن يعيش اليمن في أمن واستقرار علينا الوقوف إلى جانب الرئيس لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. ما لم فلن تكون المأساة في الجنوب فقط لكنها ستكون في اليمن بشطريه الشمال والجنوب.. الرئيس هادي هو مستهدف اليوم أمنياً وعسكرياً واقتصادياً وعلى كافة الأصعدة لأنه كما أسلفت سابقاً هناك قوى تفقد مصالحها يومياً وستتآمر عليه بكافة الأشكال التي تستطيع عليها، لذا علينا الوقوف جنباً إلى جنب مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي.[c1]الضم والإلحاق[/c]* إذا عدنا إلى بدايات الحراك الجنوبي وقضاياه المطلبية.. كيف كانت؟** قبل جمعية المتقاعدين والانتقال للحراك السلمي كانت هناك العديد من الفعاليات المطلبية التي جوبهت بالرفض فكان لا بد وبعد أن رأينا وعايشنا سلوكيات وممارسات اقصائية هادفة إلى فرض سياسة الضم والإلحاق، ومعاملة الجنوبيين كمواطنين من الدرجة الثانية، وما صاحب كل هذا من نهب للثروات ومصادرة الأراضي.. ليصل هذا كله إلى مصادرة حقوقنا ومستحقاتنا.. فكرنا بقيام جمعية للمتقاعدين العسكريين والأمنيين، ورفعت في البداية مطالب حقوقية مشروعة، إلا أن السلطات حينها تجاهلت مطالبنا، وكنا ندرك أن هذا سيحصل، حيث واجهت التحركات والمسيرات السلمية بقوة وعنف، لكننا ونحن نقوم بذلك نعي بان شعبنا سوف يستوعب ما نسعى اليه ونناضل من اجله ونهدف إليه على الصعيد السياسي، وهذا ما حصل، وخرجت حشود جماهيرية كبيرة من اجل مطالبنا وقضيتنا العادلة، حتى جاءت يوم 7 يوليو 2007م، وكان لي الشرف بأن أعلن باسم الحراك السلمي الجنوبي وباسم أبناء الجنوب بأن قضيتنا قد تحولت إلى قضية سياسية.. أعلنا ذلك من ساحة خورمكسر «ساحة الحرية»، وعلى مسمع الجميع، ومن حينها وحتى يومنا هذا نناضل من اجل حقوق أبناء الجنوب سياسية كانت أم حقوقية.[c1]عيون لا ترى[/c]* أتريدون أن تقولون إنكم تدرجتم في نضالكم السلمي؟** عملنا وسعينا في هذا المنحى كثيراً، ولاسيما في العام 2006م، والتقينا بالكثير من القيادات في السلطة، وحاولنا بقدر استطاعتنا لنصل إلى حلول للمشاكل المتعلقة بالجنوبيين العسكريين والمدنيين، ولكن مع الأسف لم تلق آذان تسمع ولا عيون ترى ما يحدث لنا، وفي النهاية وجدنا الآفاق مسدودة أمامنا، حينها وصلنا إلى قناعة بترك هذا الخيار بعد ان بلغ اليأس مداه ووصلنا إلى مرحلة تستدعي منا الانتقال إلى طور أعلى.. في ذلك الحين طرقنا كافة الأبواب لكننا وجدنا الإخوة في السلطة عقليتهم عقلية احتلالية.. عقلية فيد وهيمنة.. عقلية نهب للممتلكات العامة والخاصة.. عقلية ضم وإلحاق ومصادرة للحقوق، وليس عقلية وحدة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ومع الأسف أقولها بمرارة من أن توقيع الوحدة من أساسه كان خطأ، لأن شعب الجنوب لم يستفت ولم يؤخذ رأيه، بل أن الكثير من القيادات التي كانت تحكم الجنوب حينها من الحزب الاشتراكي لم يؤخذ رأيها.. المسألة كلها كانت «توديفة» وبدون تحمل مسؤولية، واكرر وأقول مع الأسف كان يجب أن يراعوا كثيراً من الأمور.. كان بإمكانهم أن يأخذوا خيار الوحدة الفيدرالية وليس الوحدة الاندماجية على طول الخط.[c1]نظام وقانون[/c]* ألا ترون اليوم أنه كان إلى جانب العاطفة متغيرات ضاغطة في محيطنا الإقليمي والدولي على الدولة الجنوبية والحزب الاشتراكي في ذلك الوقت؟** بكل تأكيد نحن ندرك الآن ذلك، لكن أريد أن أشير إلى موضوع مهم وهو انه ورغم ما كنا نعانيه من الحزب الاشتراكي اليمني، وأقولها بكل صراحة انه كان له سلبيات وله ايجابيات.. أقول بصدق ما كان موجوداً في الشمال من حكم قبل الوحدة لا يعكس وجود دولة، وإنما سيطرة مراكز نفوذ وهيمنة قبلية.. نظام قبلي لا يؤمن بالنظام والقانون.. أما ما كنا عليه في الجنوب فهو المجتمع المدني ونظام إداري ورثناه من وجود بريطاني.. كان عندنا لمدة 129 عاماً.. وأيضاً هناك ارث الدولة الجنوبية التي عودتنا على احترام القانون.. لم نعتد على طوابير عند دفع الكهرباء، ولم نكن نقف في طوابير عن دفع المعاشات.. ولم نكن نقف أيضاً في الطوابير عند سداد فواتير المياه، وقس على هذا بقية أنماط التعامل في علاقة الدولة بالمواطن.. كان هناك نظام وقانون يطبق على الجميع على الصغير والكبير.. أما ما وجدناه مع الأسف هنا بعد الوحدة من تعامل لم نعتده.. يقطعون راتبك.. يحيلونك إلى التقاعد.. يقطعون التيار الكهربائي.. يرفعون فاتورة المياه.. يفتعلون مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية وحياتية ومعيشية وخدمية، يهدفون من ذلك شغل الناس بهذا الأسلوب.. فبدلاً من التركيز على تأدية الناس لأعمالهم وواجباتهم اليومية، والتحسين في التحصيل العملي والارتقاء بثقافتهم ينشغلون في دوامة هذه المشكلات.. يشغلون العامل والمواطن بهذه الدوامة.. لقد كان عند تحقيق الوحدة فرق في السلوك والممارسات السياسية والحقوقية والقانونية.. فرق ثقافي كان وما يزال في مختلف جوانب الحياة.. في مواجهة هذا كله وجدنا أنفسنا أمام ضرورة إنقاذ شعبنا وقمنا يوم 7 /7 /2007م بإعلان الحراك السلمي الجنوبي، واعتقد أن هذا أصبح جوهر ونواة الثورات في الوطن العربي كله، أو ثورات الربيع العربي..[c1]ساحة العروض[/c]* دعوتكم للتصالح والتسامح وإعلان انتقالكم إلى مستوى وشكل جديد في نضالكم السياسي ونعني الحراك.. كيف تعاطت معها السلطة حينها؟** نعم في ذلك اليوم 7 /7 /2007م عمدت السلطة إلى الزج بي في السجن لمدة ساعتين، وحاولوا إغرائي بعودتي، وفعلاً أعادوني إلى القوات المسلحة، لكن رجعت إلى ساحة العروض وطلعت المنصة وكان حينها أبناء الجنوب عددهم يزيد عن 100 ألف منتظرين.. رفضوا مغادرة الساحة إلا بعد إطلاق سراحي، فاعتليت المنصة واستفتيت الجمهور قلنا إن مطلبنا اليوم يتحول إلى مطلب سياسي فهل تريدون الوحدة أم الفيدرالية آم الاستقلال؟!.. فصاح الجمهور نحن نريد الاستقلال.. نريد براميل الشريجة أن تعود، وهذا مسجل في كل الوثائق.* وماذا كان موقفكم؟** بكل تأكيد وافقنا مع الجمهور وظللنا نناضل من اجل الاستقلال إلى أن وصلت القضية الجنوبية إلى أروقة الأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية، ومن ثم عين مبعوث دولي السيد جمال بن عمر وقامت الثورة الشبابية هنا في الشمال وفي الوطن العربي كله، وعند التحضير لمؤتمر الحوار الوطني استدعونا ونحن حينها كنا لازلنا متمسكين بما قمنا عليه من خيارات حتى بداية الشهر الماضي عندما اتصل بنا فخامة الأخ رئيس الجمهورية والسيد جمال بن عمر ورأينا بعد لقاءاتي بهما وما دار من نقاش انه ليس هناك طريق أخرى أو حلول أخرى للقضية الجنوبية إلا وفقاً لمخرجات الحوار.. فاعتقد أن مخرجات الحوار وبكل تأكيد وليس اعتقاداً هي السبيل الوحيد لحل القضية الجنوبية وقضايا اليمن كله، وعلينا أن نعمل معاً صفاً واحداً من اجل تنفيذ مخرجات الحوار والوقوف إلى جانب الرئيس هادي، وعلينا تحويل المسيرات المطالبة بالاستقلال إلى مسيرات تطالب بتنفيذ مخرجات الحوار على أساس « ففتي - ففتي» 50 % ب50 %.. كما هو موجود في مخرجات الحوار حول الدولة الاتحادية أن يكون 50 % للجنوب و50 % للشمال، ونحن سائرون في هذا الاتجاه..* باعتباركم احد مؤسسي الحراك.. من كان معكم؟** والله أنا لا أريد أن استعرض بالأسماء قد تخونني ذاكرتي وأنسى اسم احد زملائي فيحصل نوع من التحسس، ولكني أقول انه عدد لا بأس به الذي انطلقنا معاً ربما أول يوم كانوا 12 شخصاً ومن ثم 25 شخصاً، والأسماء كلها منذ الوهلة الأولى موجودة معي والصور أيضاً لدي كل الوثائق ومن ثم تطور مسار نضالنا وبدأت تخرج مسيرات مليونية، ونحمد الله أوصلنا قضيتنا إلى الهيئات الدولية كافة.* إلى أي مدى كنتم تعولون على استجابة الشارع الجنوبي لكم؟** كانت هناك جمعية المتقاعدين العسكريين ومن ثم طورناها بعد فترة وأصبحت جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين، فكنا مشاركين من مختلف فئات الشعب دون استثناء ليس العسكريين فقط بل وكافة النخب السياسية.. كل أشكال ألوان الطيف السياسي من مثقفين وعلماء دين وأكاديميين ودكاترة ومن كافة فصائل ومن شباب والمرأة وكافة شرائح الشعب فشاركنا بكل جدارة.[c1]مقاصد ومآرب[/c]* لماذا لم يستمر الحراك السلمي بهذا التوحد وهذا الزخم وانقسم إلى مكونات عديدة؟** مسألة المكونات تحصل في كل ثورة.. يحصل هناك تناقض ويحصل هناك خلاف ويحصل تباين.. والبعض هناك له أهداف سياسية أخرى يفرخ من اجل مقاصد أو مآرب أخرى، وهذه حقيقة بكل صراحة أخرت القضية الجنوبية.. تعدد المكونات وتعدد القيادات.. ولكن نحمد الله نشعر بأننا أنجزنا الكثير والكثير.* هل هناك من كان يعمل لأهداف وأجندة أخرى؟** هناك كان من يعرقل وهناك من كان ربما يعمل لأمور أكثر من هكذا، لكن نقول الله يسامحهم.* الحراك هل يمكن اعتباره جزءاً من سياقات الربيع العربي؟** لا.. نحن كنا مقدمة ثورات الربيع العربي.[c1]أهداف التغيير[/c]* أيعني هذا أن ثورة الشباب امتدادًا للحراك؟** نحن أعلنا عند قيام ثورة الشباب في الشمال تأييدنا ووقوفنا إلى جانبهم وأيدنا وباركنا ذلك، وحققوا من أحلامهم التي قاموا من اجلها، وما خرج به مؤتمر الحوار من مخرجات هو الجزء الأكبر مما قاموا من اجله.. ليس كل ثورة تحقق كل أهدافها بلحظة واحدة في العالم.. لكن أنا اشعر أنهم حققوا جزءاً كبيراً جداً من طموحاتهم في التغيير، وما وجود الرئيس عبدربه منصور هادي على قمة هرم السلطة إلا جزءًا لا يتجزأ من الانجازات المحققة في هذا الاتجاه.. فانا على يقين إذا نفذنا مخرجات الحوار فان الشعب اليمني شماله وجنوبه سيكون في شكل آخر من التطور والازدهار خصوصاً إذا عرفنا كيف نشتغل في الشمال وفي الجنوب.[c1]تحديات كثيرة[/c]* ما هي ابرز التحديات والمخاطر التي واجهتموها في تصدركم لمسارات الحراك؟** نحن واجهنا في الحراك تحديات كثيرة وأهمها التحديات من قبل السلطة.. تعرضنا للسجن.. تعرضنا لمحاولة اغتيال.. تعرضنا للمطاردة ولكن لم نخف فكنا نمشي وكنت امشي -رجل في السجن ورجل في القبر- ولكنني أوعدت شعبنا بان نحقق آماله، ونحن سائرون لتحقيق آماله وقد تحقق الكثير منها.[c1]التصالح والتسامح[/c]* نشاطكم السياسي في تشكيل جمعية المتقاعدين وتطورها فيما بعد بحسم نضالي جديد هو الحراك.. أكان ذلك بتنسيق مع المحافظات الأخرى؟** نحن بدأناها من محافظة عدن، وأول اعتصام كان في 24 فبراير عام 2007م أمام مكتب المحافظ في المعلا وكنا في عام 2006م قد عملنا التصالح والتسامح، ومن ثم جددنا الاعتصامات طيلة الأشهر إلى يوم 7/7 أعلنا عن اعتصام أو عن مهرجان واسع في ساحة الحرية ولبت جماهير الجنوب هذا النداء الذي أعلنا فيه خيارنا السياسي.. ثم امتدت فروع جمعية المتقاعدين في كافة المحافظات.. بعد ذلك بدأت التكوينات وأول مكون بدأنا بتشكيله في مدينة المكلا يوم 19 يناير 2008م الذي أدى إلى تشكيل الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب التي أرأسها أنا، وحينها كان الأخ حسن باعوم أمينها العام بعدها بدأ بتشكيل المجلس الوطني مثلما بدأت المكونات الأخرى.[c1]الكثير من المنجزات[/c]* راهن البعض على ألا يكون لما تقومون به صدى ولم يحدث أثراً.. الم يشعركم هذا بنوع من الإحباط في البداية؟** لا في البداية حقيقة لم أكن أتوقع أن يكون هناك صدى بتلك الصورة غير المتوقعة.. أيضا بعض الإخوة في الجنوب كانوا يدعوننا مجانين في أهدافنا لكن إيماننا بعدالة قضيتنا وعزيمة شعب الجنوب والتفافه حولنا استطعنا أن نحقق الكثير من المنجزات.[c1]نراقب عن كثب[/c]* بعد حرب صيف 94 ظهرت دعوات إلى إصلاح مسار الوحدة.. ألا يمكن اعتباركم استمرارية لهذا المسار؟** كان يطرح مثل هكذا مشروع وفعلا طرحه الأخ باعوم والأخ مسدوس والأخ جباري.. إصلاح مسار الوحدة.. فكنا نراقب عن كثب مدى قبول هذا.. وكنا نقول لا يوجد سوم للماء كما يقال ففكرنا بالقيام بثورة، لكننا لا نريد أن نبدأها بمطالبنا السياسية كي لا تموت في مهدها واتخذنا القرار بأن تكون المطالب حقوقية حتى يتجاوب معنا شعب الجنوب وفعلاً شعب الجنوب استوعب ذلك وتفهم مضامين قضيته.. فأعلنا قضيتنا السياسية يوم 7 /7 /2007م.[c1]ضغط السلطة[/c]* الظروف والأوضاع التي عانيتم منها كان الناس أيضاً في الشمال يعانون منها، وبالتالي كان الكثير يؤيدون مطالبكم وقضيتكم.. ومع ذلك لم يكن الموقف في الجنوب كذلك حيال الثورة الشبابية السلمية؟** في المرحلة الأولى أنا لا ألوم الإخوة في الشمال ولا ألوم المواطن في الشمال لأنه كان هناك قمع موجود وكما قمعونا نحن في المسيرة وقدمنا شهداء وكثيراً من الجرحى، كنا ندرك أن إخواننا وشعبنا في الشمال كان يقع تخت ضغط السلطة وقهر عام وكان الجميع مؤيد لنا لكنهم خوفاً من قهر السلطة لا يستطيعون القيام بمسيرات آنذاك لكن مع السنوات التي تلت الحراك بدأ الدعم الإعلامي والدعم المعنوي وبدأ إخواننا في الشمال يفهمون مطالبنا، وبدأ الطرح السياسي إلى أن قامت الثورة الشبابية في الشمال ومن ثم في الوطن العربي كله.[c1]الإمكانات المتاحة[/c]* هناك من يخشى قيام إقليمين في الجنوب.. لذا طرح مشروع فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي في مؤتمر الحوار ألا توجد لديكم مثل هذه المخاوف؟** نحن نشعر بارتياح من مخرجات الحوار ولدينا اقتراحات كاملة خصوصاً في مسألة إقليمي الجنوب لأن هناك شعباً واعياً.. عاصمة الجنوب لها أكثر من 200 سنة بل إن العواصم القريبة منها.. كانت تأخذ تجارتها من عدن وعدن هي عاصمة منذ مئات السنين ولا احد ينكر ذلك.. حضرموت كذلك ميناء منذ قديم الزمان فبكل تأكيد من وجهة نظري أن هذين الإقليمين وبحسب معرفتي بهما وأنا لا استنقص الأقاليم الموجودة في الشمال وهذا ما اعرف أن في هذين الإقليمين ستسير الأمور بالشكل المطلوب وسيقومان بكافة مهامهما.. الكادر موجود فيها.. الثروة موجودة، بنية تحتية موجودة، لهذا فأنا على يقين من ذلك بأن الأمور ستسير بالشكل المطلوب إن شاء الله إذا أحسنا استخدام الإمكانات المتاحة.* نخلص من حديثكم إلى أن نظرتكم للنظام الاتحادي ايجابية؟** نعم.. هو نظام لا مركزي دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم.[c1]لا تصنيف[/c]* ما هي نظرتكم إلى دور معارضة الخارج والقوى السياسية في الداخل والخارج -الحراك- من قضيتكم؟** أنا لا أنكر دور أي جنوبي مهما كان.. كل الجنوبيين أسهموا في الحراك السلمي الجنوبي بمن فيهم حتى الذين في السلطة في نظام صنعاء فلا استثني أي جنوبي سواءً كان في الداخل أو الخارج، صحيح نختلف كجنوبيين في وجهات النظر ولكن هذا لا يعني أن نصف هذا خائن.. هذا التصنيف لا يوجد لدينا مطلقاً، لذا أرى أن كل القيادات وكل شعب الجنوب من الصغير إلى الكبير بمختلف مسمياتهم وألوانهم أسهموا وشاركوا في الحراك السلمي الجنوبي بما فيهم الذين يعملون داخل نظام صنعاء.[c1]العقل والمنطق[/c]* هناك قوى وأطراف غير مقتنعة بالتسوية السياسية، وتعمل عبر وسائل العنف المسلح والإرهاب للحيلولة دون تنفيذ مخرجات الحوار.. إلى ماذا يمكن إرجاع ذلك؟** طبيعة أي صراع سياسي توجد فيه قوى تفقد مصالح هنا وهناك، وهذا ينطبق على الشمال والجنوب.. فهذه القوى طبعاً هي لن تستسلم لأنها تفقد مصالحها وهناك تقاطع مصالح وفيه تعارض مصالح فكل له أسلوبه الخاص.. ومع ذلك أقول إن ما يقومون به ليس في مصلحتهم أو مصلحة الوطن، وأتمنى من أولئك أن يحتكموا للعقل والمنطق وان نحتكم جميعاً للحوار، وان يكون نضالنا سلمياً بعيداً عن السلاح والعنف بكل أشكاله وألوانه، وان لا نفقد اليمن لتصبح صومالاً آخراً.. لقد أصبح اليوم الصغير والكبير يعي من هو المستفيد ومن هو الخاسر.. من هم مع ومن هم ضد دولة النظام والقانون.. ومن هو الذي يؤمن بالبلطجة والفوضى.. أتمنى أن نعقل وان نغلب مصلحة وطننا سواءً كان في الجنوب أو الشمال على مصالحنا الخاصة، أما ما أشرتم إليه فهو شيء بديهي أن يحصل، لأنه عندما تفقد تلك القوى مصالحها فهي باستطاعتها أن تقوم بما لا تتوقع بكل أشكال وألوان الأعمال التخريبية.. أتمنى أن نجعل مصلحة الوطن والشعب فوق مصالحنا الخاصة.[c1]شعب صغير[/c]* ما تقوم به بعض الاطراف اذا ما قيمناها فيما يجري في محيطنا العربي نجدها تعمل حتى ضد مصلحتها هي.. بماذا يمكن تفسير مثل هذا السلوك؟** أوافقك ذلك واعتقد أن الشعب اليمني بشطريه معي في هذا الاتجاه، وعلى تلك القوى أن تستفيد مما جرى في ثورات الربيع العربي سواءً في مصر أو ليبيا أو تونس أو ما يحصل في سوريا إلى يومنا هذا، وما يحصل في العراق، لا سمح الله وأصبحنا مثل العراق أو كما سوريا..فنحن شعب صغير ولا نتحمل ما هو حاصل في العراق أو سوريا أو غيرها من البلدان العربية، لذا ادعوا الله أولاً ثم ادعوا تلك القوى أن تتقي الله في نفسها أولاً وفي شعوبهم ثانياً.[c1]العودة إلى الوطن[/c]* هناك تسريبات أو أخبار إعلامية حوله عودة بعض السياسيين من معارضة الخارج كقوى فاعلة في الساحة السياسية.. ألا توجد معلومات لديكم بهذا الخصوص؟** أنا لا اعرف ولكني سمعت مثل أي مواطن أن هناك بعضـًا من القيادات تريد أن تعود وفجأة نسمع بعد يوم أو أسبوع أنها غيرت رأيها فهذا الأمر متروك لها.. الرئيس هادي قدم لهم دعوة ورحب بأي معارضة شمالية أو جنوبية بالعودة إلى اليمن وأهلاً وسهلاً بهم للمشاركة في العمل السياسي لكن مدى مصداقية عودتهم كقوى فاعلة لا اعرف عن ذلك.[c1]مع المخرجات[/c]* أليس لكم ملاحظات على التسوية السياسية والوثيقة التي خرج بها مؤتمر الحوار؟** لا توجد.. واعتقد أن ما تمخض من مخرجات للحوار هي الكفيلة بالإصلاح والوصول إلى ما نصبو إليه سواءً كان في الشمال أو الجنوب.. فنحن مع ما أقره إخواننا المشاركون في مؤتمر الحوار ومع المبادرة الخليجية ومع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.* ما هي نظرتكم إلى دور معارضة الخارج والقوى السياسية في الداخل والخارج -الحراك- من قضيتكم؟** أنا لا أنكر دور أي جنوبي مهما كان..كل الجنوبيين أسهموا في الحراك السلمي الجنوبي بمن فيهم حتى الذين في السلطة في نظام صنعاء فلا استثني أي جنوبي سواءً كان في الداخل أو الخارج، صحيح نختلف كجنوبيين في وجهات النظر ولكن هذا لا يعني أن نصف مخالفنا بأنه خائن..هذا التصنيف لا يوجد لدينا مطلقاً، لذا أرى أن كل القيادات وكل شعب الجنوب من الصغير إلى الكبير بمختلف مسمياتهم وألوانهم أسهموا وشاركوا في الحراك السلمي الجنوبي بمن فيهم الذين يعملون داخل نظام صنعاء.[c1]تنفيذ المخرجات[/c]* هناك من يعمل على اختلاق الأزمات وافتعال الصراعات لخلط الأوراق لإشعار الناس بان الدولة تنتقل بهم من سيء إلى أسوأ.. ما تعليقكم؟** لإفشال مثل هذه التوجهات علينا أن نسرع من عملية تنفيذ مخرجات الحوار وعلى الناس أن يبدؤوا من الآن ببناء أقاليمهم، أما إذا ظلينا على هذه الحالة مع ترهل هذه الحكومة، واقول الحكومة لأن الرئيس يبذل جهداً.. يشتغل 24 ساعة.بأمانة أقولها وبكل مصداقية لكن في ظل حكومة توافق وفي حكومة تنافر فانا اعتقد أن هناك ستكون بعض الإشكالات وبعض المعوقات، لذا علينا أن نبدأ بتنفيذ مخرجات الحوار من اجل تجاوز هذه المعوقات التي تقف أمام الشعب.. علينا العمل على تنفيذ مخرجات الحوار وبأسرع وقت ممكن.[c1]دولة مدنية[/c]* ما هي الأولويات بهذا الاتجاه؟** الأولويات بان نبدأ بإعلان وإشهار الأقاليم.. نبدأ بمساعدة اللجنة الدستورية في انجاز عملها.. نبدأ هذا قبل كل شيء الوقوف إلى جانب الرئيس هادي عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وخصوصاً رجال المال والأعمال، لأن هناك تحدياً اقتصادياً أمام الأخ الرئيس.. ثم الوقوف بجانب تنفيذ مخرجات الحوار كما أسلفت وضرورة البدء بإشهار وإعلان الأقاليم والبدء بتشكيل ما تتطلب تلك الأقاليم من مجالس محلية.. ومجالس البرلمانات وانتخاب رؤساء الأقاليم، كما يتوجب علينا أن نساعد لجنة الدستور وان نشترك إلى جانبهم خاصة نحن في الحراك الجنوبي.. هناك عدد من كوادرنا قادرون على المساعدة منهم على سبيل المثال الدكتور محمد علي السقاف وهو أستاذ في القانون الدولي وغيره من الدكاترة.. الكثير لدينا من الكوادر المؤهلة لكي ننجز مهمة صياغة الدستور ومن ثم الانتقال إلى استفتاء الشعب عليه، وعلى أساسه ننتقل إلى بناء اليمن الجديد ودولته الاتحادية المدنية الحديثة.[c1]دور كبير[/c]* هل أسهم الأشقاء في مجلس التعاون والمجتمع الدولي في منع انزلاق اليمن الى وضع كارثي؟** بالمقارنة مع ما يجري في الدول الأخرى أنا أشعر بأنهم لعبوا دوراً في الأزمة اليمنية إلى هذه اللحظة.. اشعر بأنهم قدموا دوراً كبيراً سواءً كانت الأمم المتحدة، دول مجلس التعاون الخليجي يقفون إلى اللحظة إلى جانبنا.. فأتمنى أن نوفق وأن تكلل تلك المبادرة بالنجاح وفقاً لمخرجات الحوار الوطني.[c1]دول الخليج[/c]* أليس في رأيكم أيضاً إيفاء المانحين بالتزاماتهم كان سيسرع من عملية الانتقال إلى مرحلة جديدة وفقاً لما توافق عليه اليمنيون في حوارهم الوطني؟** حول الالتزامات عقدت عدة مؤتمرات لدعم اليمن لكن حقيقة الدول التي أوعدت اليمن لم تف حتى اللحظة بكل ما وعدت به، واعتقد أن نسبة قليلة مما التزمت به بعض الدول قد تم الإيفاء أما على مستوى الالتزام الأخلاقي فاعتقد أن دول مجلس التعاون تقدم من وهلة إلى أخرى مساعدات عندما ترى الأمور في شكل خانق فهي لا تقف مكتوفة الأيدي تجاه اليمن. [c1]حراك سلمي[/c]* انتم تتحدثون عن حراك سلمي، وهناك من يتحدث عن حراك مسلح.. ألديكم علم يمثل هذا الحراك؟** أتحدث هنا عن الحراك السلمي الجنوبي وأي حراك آخر أنا لا اعرف عنه، فقط انا أتحدث عن الحراك السلمي الجنوبي، لكن بالإمكان أن نسأل من هو هذا الحراك المسلح.* هل نستطيع بعد المعارك التي خاضتها القوات المسلحة واللجان الشعبية مؤخراً ضد الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة القول انه لم يعد هناك وجود للإرهابيين في هاتين المحافظتين؟** كما علمت وكما سمعت بأنهم قد خرجوا من المحافظتين إلى اتجاهات أخرى لا اعرفها فالطريق الآن من عدن إلى شبوة إلى حضرموت آمنة، ووحدات الجيش متواجدة في كل مكان لم يحصل أي شيء يعكر تامين هذا الطريق.. فربما أن العناصر الإرهابية هربت نتيجة المعارك، لكن لا اعرف إلى أين..القاعدة ليست من أبين وشبوة بل من كل المحافظات ومن خارج اليمن* إلى ماذا يمكن إرجاع تواجد الإرهابيين في هاتين المحافظتين بتلك الصورة؟** عند حلول مشاكل الجيل العاطل عن العمل سواءً كان في المحافظتين أو في المحافظات الأخرى ولكن هاتين المحافظتين ترجم بالشيء السيئ فانا لا اعرف ما هو وراء ذلك برغم أن أبناء أبين وشبوة أناس طيبون وخيرون، صحيح أنا من أبناء شبوة ولكن لا امتدح شبوة أو أبين ولكني أرى دائماً أن الشيء السيئ يقذف فوق هاتين المحافظتين..فأنا أتساءل مع نفسي ماذا عملنا حتى يحدث لنا هذا، القاعدة ليست من أبين وشبوة وأنا أثبت أنها من كل المحافظات اليمنية موجودة وأيضاً من خارج اليمن ومن دول عربية فلماذا تقذف هاتان المحافظتان دائماً وأبداً أبين وشبوة..نحن نقول الله يعين ويبعد كل المحافظات ليس المحافظتين عن كل شر وكل بلاء فمتى ما حلت البطالة ستنتهي الأمور الأخرى، البطالة والفقر والأمية وإيجاد مشاريع إستراتيجية توظف فيها الناس أمور كفيلة بتجفيف منابع الإرهاب.* إذا ما أخذنا على سبيل محافظة شبوة.. ما إمكانية ذلك؟** أعطي مثالاً شبوة مثلاً فيها أكثر من 32 - 42 شركة نفطية وغازية إلى آخره يمكن لا تحصل على 2 % من الأيادي العاملة الذين هم من أبناء المحافظة والباقي من محافظات اليمن الأخرى.أليس من الأفضل أن تفكر الدولة بمنح أبناء المحافظة على الأقل 50 % والباقي تأتي به من المحافظات الأخرى؟ نقبل حتى بـ25 %.