عرض/ دنيا الخامريهناك مثل يقول "رب صدفة نافعة" فأثناء جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر والبحث عن إجابة لمسألة فقهية في أحد المواقع الإسلامية لمحت عنواناً شد انتباهي قبل أن أقرأ ما بداخله وأعجبني ونسيت ما كنت أبحث عنه وفي حقيقة الأمر بعد قراءتي لمحتواه استفدت كثيراً مما كتب فيه فأحببت أن أستعرضه عليكم لتتعرفوا معي عن العلاج بالكبسولات الإسلامية للحب فإلى الوصفة المقدمة من كتاب الشيخ فوزي أبو زيد (أمراض الأمة وبصيرة النبوة):الناظر إلى أحوالنا الآن في قرانا ومُدننا و في مساكننا وطرقنا وفي كل أحوالنا وشئوننا يجد أمرنا - نحن المسلمين - عجباً.. نتلمس الشفاء مما نحن فيه من أدواء إن كانت أدواء حسية أو أدواء معيشية أو أمراض وعلل اجتماعية نتلمَس الشفاء لكل ذلك في الخيرات الحسية التي تنتجها الأرض والتي يُساوي الله فيها بين المؤمن وغير المؤمن.الكل يظن أن حل كل هذه المشاكل بالماديات وبالمال وبالخير ولذلك نطلب فيه المساعدات ونمد الأيدي حتى لأهل الشقاء حتى أعداء دين الله نمد أيدينا إليهم طالبين المال ونظن أن المال هو الذي سيصلح الأحوال بينما نبينا صلى الله عليه وسلم وقرآننا وأحوال مجتمعاتنا الإسلامية التي كانت نماذج مضيئة لكل البرية ما الذي أصلح أحوالهم؟ الأدوية القرآنية المعنوية فإن الله لو ملك لكل رجلٍ منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحل المشكلات؟إن الذي فيه مرض الطمع يقول فيه صلى الله عليه وسلم (لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملئاً من ذهبٍ أحب إِليه ثانياً ولو أعطي ثانياً أحبَ إِليه ثالثاً ولا يسد جوف ابن آدم إِلا التراب) صحيح البخاري وسنن الترمذي.. وكما نرى وكما نشاهد أن جامعي الأموال هم أحرص الناس كما قال الواحد المتعال على الحياة (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) البقرة (96).كلما زاد معه المال زاد حرصه و نما طمعه وكل مشكلات الوجود إن كانت فردية أو أسرية أو اجتماعية في أي زمان ومكان تجد أن السبب الذي وراءها وحصلت المشاكل بسببه هو المال حتى وصل الأمر - كما نحن الآن - إلى أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الواحد المتعال والمال فتنة فقال (أنما أموالكم وأولادكم فتنة) التغابن (15).تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسواه وهو الله جل في علاه إذاً ما الذي يحل هذه المشكلات؟ الأدوية القرآنية التي مزجها الحبيب صلى الله عليه وسلم وخلطها بسنته البهية وركب منها أدوية وأشفية عالجت كل أمراض النفوس الإنسانية في زمانه وإلى يوم الدين.نأخذ دواءً واحداً منها وهو الحب من أين نشتري الحب الآن؟ هل توجد في الصيدليات كبسولات للحب أو شراب للحب؟ هل يوجد في المتاجر؟ أو هل تصنعه المصانع؟ هل يوجد هذا الدواء في عالم الأغنياء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان وما غيرها؟ لا.. لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا وأصبح كل همهم الدنيا وما يوصل إليها وما يجعلها لهم.وجد النبي صلى الله عليه وسلم أن خلاص النفوس وراحة المجتمعات والقضاء على كل المشكلات أن الناس تتحاب فيما بينها يُحبون الله ثم يُحبون نبي الله ثم يحبون كتاب الله ثم يحبون بعضهم بعضاً في الله هذا الحب هو الذي يحل كل المشكلات وقد رأينا وسمعنا كيف حل هذا الحب المشكلات على الطبيعة.هاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وغيرها إلى المدينة وتركوا وراءهم أموالهم ودورهم وتجارتهم وكل ممتلكاتهم وذهبوا إلى المدينة معتمدين على ربهم ولا يملكون من حطام الدنيا لا قليلاً ولا كثيراً ماذا فعل أهل المدينة الذين انشرحت صدورهم للإسلام وامتلأت قلوبهم بالحب الخالص للرحمن؟ وسعوهم بصدورهم ففتحوا لهم بيوتهم واقتسموا معهم أموالهم وشاركوهم في أرزاقهم بسخاوة نفسٍ وبسلامة طبع لا عن ضيقٍ ولا عن حياء ولا عن تعسُف بل إنما بمحبة حتى قيل إن الرجل المهاجر كان يأتي إلى المدينة فيأتي خمسون رجلاً من الأنصار وكل رجلٍ منهم يريد أن يحصل على هذه الغنيمة ولا يرى أن ذلك غرامة بل يراها غنيمة للحب الذي في القلوب وفي الصدور وكل واحد منهم يريد أن يظفر به حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يُجري قرعة بينهم (بين الخمسين رجلاً أو يزيد ) ليخرج رجلاً منهم ظافراً بالغنيمة.وما الغنيمة؟ رجلٌ مهاجرٌ طريد شريد يأخذه إلى بيته يقتسم معه ماله وينصف معه بيته لماذا هذا كله؟ رغبة فيما عند الله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) الحشر(9).الإيثار الذي نتج عن هذا الحب لله وللنبي المختار صلى الله عليه وسلم هذا الحب الذي جعل له مقياساً وترمومتراً في قلوب الصادقين متى يكون الإيمان الذي يستوجب رضا ومحبة رب العالمين في قلب المؤمن؟ إذا كان كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي.إذا كان المؤمن يُحب لإخوانه المؤمنين من المال ومن الأولاد ومن الجاه ومن الخيرات ومن الأرزاق ومن البركات ما يُحب لنفسه فهذا دليل وبرهان على صدق الإيمان في قلبه للرحمن.وإذا كان يُحب نفسه أكثر من غيره ويريد أن يستأثر بالخيرات ويكون له أعظم غنيمة من الأموال والعطاءات دون إخوانه المؤمنين يكون في هذا الوقت محتاجاً إلى تجديد وإلى فيتامينات قرآنية وإلى كبسولات نبوية ليقوى هذا الإيمان حتى يصل إلى درجة الإيمان الذي أثنى عليه الرحمن والذي وصفه النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.
|
رمضانيات
عالج نفسك بالكبسولات الإسلامية للحب
أخبار متعلقة