فيصل بن غالباعلم أخي الصائم أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصوم لنتعبده به وأختار لنا هذا الشهر من بين الشهور لعظمته، ومن آداب هذه العبادة لدى الصائم في هذا الشهر حسن الخلق، فالصوم يهذب النفوس ويحسن الأخلاق ولا يسوئها، بل تدرك بأخلاقك درجة الصائم القائم وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى تفضل به علينا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود . وقال أيضاً في الحديث الحسن (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً...) رواه الترمذي فلا تسيئ أخي الكريم معاملتك مع الناس في هذا الشهر الفضيل بالكلام الفاحش البذيء ولو كنت مازحاً. قال تعالى (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون) الشورى/ 37. وكن أقرب الناس مجلساً من نبيك محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بحسن خلقك لقوله صلى الله عليه وسلم (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يا رسول الله وما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون). وكن أيضاً أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى بحسن خلقك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً) ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان يكظم غيظه ولا يجازي بالسيئة سيئة مثلها ولكن كان يعفو ويصفح وليس بفظ ولا غليظ بل كان حليماً على الناس. قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً ومعلماً رسوله ومشرعاً لخلقه (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم) آل عمران/159 فيجب عليك أخي الصائم أن تكظم غيظك ما استطعت وأن تعفو وتصفح عمن يسيء إليك بأي نوع من الإساءة وخاصة في هذا الشهر العظيم شهر الصبر والغفران لقوله سبحانه وتعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران/ 134، وقوله أيضاً (فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) الشورى/40 وقوله (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت/34.فما عليك إلا أن تقتدي برسولك صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وبكل ما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى لأنه كما روت زوجته عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت: (كان خلقه القرآن) بل كان قرآناً يمشي على الأرض، واستعن بهذه الأخلاق بالمحافظة على صيامك لشهر رمضان لتفز وتكن أقرب الناس مجلساً من رسولك صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وتزلف إلى الله بالطاعات وفعل الخيرات فإن الله سبحانه وتعالى لا يرد من أتاه طالباً عفوه ومغفرته ورضاه خائباً صفر اليدين بل يجازيه بالإحسان إحساناً كما قال: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) الرحمن/60 فالحسنة بعشر أمثالها والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف لكرمه وجوده وإحسانه. فلا تنس أن من أسمائه الحسنى الكريم والجواد والمحسن فلا تفوت عليك هذه النصيحة فخذها إن شئت وأعمل بها خاصة في شهر رمضان الكريم فربما لا تلقى رمضان مرة أخرى.
|
رمضانيات
محاسن الأخلاق في رمضان
أخبار متعلقة