استطلاع/ دنيا الخامريمن الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد وتأثر منها العباد إلى أزمة الكهرباء وتخريب كابلاتها والمواطن الضحية الوحيدة الذي يدفع ضريبة وفاتورة هذا التخريب بالتحمل ساعات في ظل موجة الحر الشديد التي نعاني منها وزيادة الرطوبة هذه الأيام، إلى أزمة انقطاع الماء في ظل الحاجة الشديدة له هذه الأيام من شهر رمضان المبارك إلى أزمة البترول والديزل وهو أيضاً المتضرر الوحيد من كل ما يحدث معه وقبل أن يخرج من هذه الأزمات كلها يجد نفسه قد دخل في أزمات جديدة وهي أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار واستغلال بعض التجار والمحلات لرفع سعر المواد الغذائية على المواطنين وكذا احتياجاتهم الأساسية. وما يزيد الطين بلة تراكم الضغوطات على المواطن لتأتي أزمة ارتفاع أسعار الخضروات وكل على مزاجه من غير رقابة أو محاسبة.. (14 أكتوبر) قامت بجولة استطلاعية للتعرف على أحوال المواطنين في شهر الخير والبركة وخرجنا بالآتي:[c1]دوامة أزمات[/c]ترى ماذا على المواطن أن يعمل في ظل استغلال التجار وبائعي التجزئة والخضروات في رفع الاسعار ، بل ما الذي بيده أن يفعله وهو داخل دوامة المعاناة يتفرج فقط وينتظر انفراج معاناته ليدخل في معاناة جديدة تثقل كاهله وتقصم ظهره فليكن الله في عون المواطن اليمني ويمنحه الصبر على ما ابتلاه.بهذا الوصف تحدث معي المواطن أبو عمار متقاعد وليس لديه دخل آخر وما يأتيه من راتبه لا يكفيه لشراء كافة احتياجات البيت حد قوله.[c1]نلوم التجار[/c]وفي زيارة سريعة لمحل بقالة لتوجيه سؤال له حول ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بهذا الشكل، خاصة وأننا في أيام مباركة من شهر رمضان المبارك فرد قائلاً: نحن لا نرفع سعر أي شيء من رؤوسنا فنحن أيضاً رفع التجار علينا الأسعار عندما ذهبنا لأخذ بضائعنا من عندهم فنحن نلوم التجار على ارتفاع الأسعار وليس نحن وعليهم أولاً ان يراعونا حتى نراعي بدورنا المواطن وهذا ما يجب أن تسأليه التجار.مزاد علني للأسعار[/c]وهذا هو لسان حال باقي المحلات التي ذهبنا إليها أما بائعو الخضروات فحدث ولا حرج فكل واحد منهم يبرر ارتفاع الأسعار على مزاجه وكأننا في مزاد علني، وباعتقادهم عندما يقومون برفع السعر على مزاجهم إن الناس ستشتري لأنها مضطرة وبالتالي يزداد ربحهم من خلال استغلال الشهر الفضيل فهم ركبوا الموجة مع ارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية.[c1]خسارة بكل الحالات[/c]وهنا قال الأخ (محمد) بائع خضروات: في بعض الأحيان تكون الطرق مقطوعة ويكون من الصعب دخول السيارات المحملة بالخضروات فتعود علينا السلة بسعر مضاعف لهذا نضطر لرفع السعر فنحن (خسرانين بالحالتين) لذلك نحاول تعويض بعض الخسارة.وأضاف: على الرغم من أني رفعت سعر السلة البطاط كوني أخذتها من التاجر بسعر مضاعف إنه في نهاية المطاف خسرت ما يقارب (60) ألفاً فمن سيعوضنا الخسارة التي نتعرض لها.ويشاطره الكلام الأخ جلال بائع خضروات حيث قال: نحن لا نستغل هذا الشهر لرفع الأسعار على المواطنين بل يتم رفع الأسعار من التجار الذين نقوم بالشراء منهم ومن الطبيعي أن نقوم نحن بزيادة السعر لتعويض فارق السعر الذي عاد علينا.واردف: عندما يكون السوق (ناشف) يكون السعر منخفضاً وعلى العكس تماماً عندما يكون السوق (مليان) ترتفع الأسعار وهذه الأيام أرتفع سعر البطاط والطماطم والبسباس الأخضر والبامية والباذنجان فقد كنا نأخذ كل نوع بسعر معقول للسلة الواحدة والآن ارتفع سعره ضعفين إلى ثلاثة أضعاف.[c1]تسلط فردي للتاجر[/c]أما الأخ علي منصور أحمد البيحاني كاتب وأديب فقال: إن واقعاً كاليمن يحتاج إلى وقفة جادة ومراجعة موضوعية للأحداث والحدث اليوم بصدد ارتفاع الأسعار. ويعتبر هذا التخبط الحاصل بين تحديد الهوية الاقتصادية والمنهج السكاني وبين الأصالة والمعاصرة يتضح جلياً في مأساة ارتفاع الأسعار نحن نقول أنه طالما ظلت هذه العقول تعمل على التخطيط الاقتصادي بهذا الشكل فإن هذا الشعب سيعاني من الويلات ما هو أشد وانكأ من ذلك.وأضاف: أما بالنسبة لزيادة الأسعار ولا سيما في شهر رمضان المبارك فكثير من الناس يتبادلون هذا السؤال والإجابات تكاد تكون متباينة فيما بينهم فشريحة منهم تعتقد أن ارتفاع وغلاء الأسعار وخاصة في شهر رمضان المبارك إنما هو مفتعل بفعل الغرفة التجارية المركزية في صنعاء وشريحة أخرى تربط هذه المسالة بواقع التسلط الفردي للتاجر نفسه وشريحة أخرى تربط ذلك بما يدور من خلل في المشتقات النفطية التي تعاني منها البلاد بين الحين والآخر وتعد سبباً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.وواصل كلامه: إذا ما افترضنا وسلمنا جدلاً بكل ما ذكر آنفاً فأن العوامل الثلاثة جميعها تصب في هذا المجرى، بالإضافة إلى التلاعب بالأسعار فطالما غابت الرقابة والمحاسبة فإنه لابد من التلاعب بالأسعار وغير الأسعار وعندما نشاهد في كل وقت وحين تضارب الأسعار في السوق ونسمع الإجابة من قبل التجار بأن الأسعار لم ترفع من قبلهم وإنما بفعلية اقتصادية وذلك نظراً للغلاء العالمي إذ أنها أسباب التوائية تذكرنا بالتضخم الاقتصادي الذي عانى منه الكثير من شعوب العالم. لكن بلداً كاليمن فيه من الثروات والخيرات ما يهز الجبال تتسلط عليه أياد خفية تمتص 90 % من هذه الخيرات ولا يبقى سوى 10 % لهذه الأمة لذا من السهل أن يرمي التاجر حجته على من هو أعلى منه والضحية هو المواطن البسيط. وأكمل: أما فيما يخص باعة الفواكه والخضروات وترويجها حقيقة مناسبة إذا ما قورنت بالواقع الاقتصادي المخيف في البلاد فبلد كاليمن زراعي لا بد ان تتنوع فيه الفواكه والخضروات وتتضارب الأسعار بينهم وقد يقول بعض المزارعين أن هنالك تكلفة باهظة تتمثل في شراء الأسمدة والمبيدات الحشرية وكذا ضرائب تفرضها الدولة وهي ضرائب مبالغ فيها ويكون سبباً في ارتفاع الأسعار وبين هذا وذاك يجد المواطن نفسه متخبطاً بل تائهاً بين المزارع والتاجر ولا حول له ولا قوة. واختتم كلامه بقوله: ولما لشهر رمضان المبارك من فضائل شتى على هذه الأمة فلابد أن نقف وقفة مسئولة أمام الله وأمام الضمير ومراجعة الذات لنتقي الله في أنفسنا وان نخاف من حساب وعقاب الله مما يعانيه هذا المواطن الغلبان .وكلمة أخيرة اتقوا الله في أنفسكم أيها التجار. اتقوا الله في أنفسكم يا صانعي القرار السياسي والاقتصادي في البلاد واعدلوا في الأرض لكي تجنبوا اليمن شر الويلات. [c1]كابوس مرعب [/c]مع قدوم شهر رمضان المبارك يزداد استهلاك المواطنين للمواد الغذائية التي يقبلون عليها بشكل كبير، غير أنهم وكما هي العادة في رمضان يبدون تخوفهم من ارتفاع الأسعار التي ظهرت بشكل واضح في مادة السكر واختفاء الغاز من الأسواق الأمر الذي تزداد معه معاناة المواطنين وخصوصاً الأسر الفقيرة التي لا تملك قوت يومها فشهر رمضان شهر التوبة والرحمة والغفران ففيه يضاعف الأجر وتتزايد فيه الحسنات.. بهذه البداية افتتح المحامي جلال شمس الدين حديثه معنا.وتابع: للأسف بعض التجارـ بدلاً من أن يستغلوا هذا الشهر الفضيل لتقديم العون والمساعدات لكافة الأسر وتخفيض الأسعار وتمكين المواطنين من تداول السلع بأسعار معقولةـ يستغلون هذا الشهر المبارك للكسب المادي والزيادة في أسعار السلع والجميع يعرف أنه في شهر رمضان تزداد احتياجات المواطنين للسلع بشكل كبير فعند دخولك الأسواق الشعبية والمولات والهيبرات تندهش من شدة ازدحام الناس والإقبال على الأسواق استعداداً لشهر رمضان المبارك.واستطرد: لكن فوضى الأسعار من التجار الجشعين والمستوردين للمواد الاستهلاكية تحولت لدى البسطاء إلى كابوس مرعب لا يفارقهم في المنام والصحو على الرغم من ان طموحاتهم محصورة بين الكفاح للبقاء واستمرار الحياة حيث أن المواطن ينام على سعر ويصحو على سعر آخر في ظل ظروف معيشية صعبة بالإضافة إلى البطالة المتزايدة فالتجار البائعون بالجملة والتجزئة يمارسون البيع بمزاجية دون وجود لائحة تنظيمية لعملية البيع وقيمة كل سلعة في جميع المحلات التجارية ومن المفترض على الحكومة والسلطة المحلية أن تعمل على مراقبة التجار المتلاعبين بالأسعار وضبط كل من يخالف وعليها أن تتبنى الموضوع بشكل إيجابي من أجل توصيل السلع الأساسية للمواطن بالسعر المعقول وتعيد نشاط القطاع العام الذي قد كان على وشك الانتهاء وذلك من أجل ضمان عيش المواطنين مقارنة بالدول الأخرى ليس المتقدمة وإنما النامية كالجزائر على سبيل المثال التي قدمت ملياري دولار لدعم المواد الغذائية الأساسية في الشهر الماضي من أجل توفير احتياجات المواطنين .واختتم قائلاً: رسالتنا إلى الجهات المختصة والغرفة التجارية والمؤسسة الاقتصادية والحكومة وجميع المسؤولين أن يحددوا لوائح خاصة لأسعار البيع والشراء للحد من ظاهرة ارتفاع الأسعار ومقارعة التجار المفسدين ومحاربتهم وخصوصاً اولئك الذين يدخلون بضائعهم إلى الأسواق المحلية وهي مغشوشة ومخالفة لكافة مقاييس ومعايير الجودة فلا تحملوا الناس فوق وزرهم فالوضع لا يتحمل أكثر مما يحصل.[c1]تشديد الرقابة[/c]وقال المواطن مهدي أحمد عبد الله هزم: في البداية أرحب بصحيفة 14 أكتوبر على استطلاعها الدائم والمتواصل لهموم وقضايا الناس واشكرها على هذا الاهتمام أما بالنسبة لقضية الأسعار فهي هم يؤرق الجميع ولا سيما في شهر رمضان المبارك الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل جنوني وبشكل لا يتوقعه العقل، زيادة مهولة تفجع الناس و تطرأ على أغلب السلع والمواد الغذائية ولا سيما في شهر رمضان المبارك فالتلاعب بالأسعار يكون في شهر رمضان استثنائياً فالارتفاع يكاد يكون في اغلب الأشياء 100 % لذا يجب على الدولة أن تشدد الرقابة على الجميع دون استثناء وتحاول أن تضبط جميع الأشخاص الذين يتلاعبون بالأسعار وتحيلهم للمساءلة القانونية لأن الجميع يتأثرون من هذا الارتفاع.وأضاف: الخضروات والفواكه تكون مقبولة ومناسبة للجميع لكن ما أن يأتي شهر رمضان لا نعرف سبب الارتفاع المفاجئ للكثير والكثير من الأصناف، ومن منبركم أود أن أقول للجميع ودون استثناء (صانعي القرار السياسي وكذلك أصحاب محلات المواد الغذائية من تجار ووكلاء وبائعي جملة) أن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يحملوا المواطن فوق طاقته فإذا دعتهم قدرتهم على ظلم الناس فليتذكروا قدرة الله عليهم وأتمنى أن يمر رمضان بسلام دون ارتفاع لأسعار المواد الغذائية.من المسؤول عن ذلك؟!واختتمنا استطلاعنا مع الأخ صدام حمود العواضي (ناشط حقوقي) الذي قال: رمضان شهر الخير والبركات شهر الرحمة والغفران أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفي كل دول وبلدان العالم يأتي رمضان ومعه تأتي تباشير الفرح والسعادة والجميع ينتظرونه بشوق وشغف عدا في اليمن الجميع ينتظر الشهر الفضيل وهو يفكر ويفكر في مسألة الارتفاعات المفاجئة والمباغتة، ففي شهر رمضان ترتفع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل جنوني ومعه ترتفع أيضاً أسعار الخضروات والفواكه بشكل هستيري كذلك لا ندري ولا نعرف من المسؤول الأساسي عن ذلك فتجار الجملة يقولون أن سبب الزيادة هي الشركات وتجار التجزئة يقولون إن الزيادة من تجار الجملة وهكذا تظل الاتهامات تلو الاتهامات والمواطن البسيط هو ضحية ذلك. وواصل حديثه: تكون الرقابة شبه منعدمة في أشهر غير رمضان أما في رمضان فحدث ولا حرج تكاد تكون الرقابة مشلولة أو بالأصح ميتة فالتجار يسرحون ويمرحون ويبيعون بالأسعار التي يريدون والمواطن يئن ويتألم ولا أحد يسمع صراخه وأنينه وفي اغلب الأحوال يضطر أن يشتري بالسعر المرتفع وهو لا يريد ذلك ولكن الضرورة والحاجة أجبرته على ذلك. أما بالنسبة لأسعار الخضروات والفواكه فترتفع بشكل خيالي مقارنة بالأيام العادية لكن ما شدني وأثار انتباهي عندما سألت وكيلاً للخضروات عن سبب الزيادة المفاجئة للخضروات والفواكه لاسيما في الشهر الكريم؟ فأجاب بالحرف الواحد أن المواطنين هم السبب الرئيسي في ذلك، وسألته وكيف ذلك؟ فقال: المواطن إذا استهلك في الأيام العادية مثلاً كيلو طماطم في اليوم الواحد. ففي رمضان يستهلك ضعف ذلك البعض يستخدم اثنين وثلاثة وأربعة كيلو وكله إسراف وتبذير.فقلت في نفسي معه حق لأن هناك قاعدة في علم الاقتصاد تقول كلما زاد الطلب على السلعة زاد السعر وكلما انخفض الطلب على السلعة قل السعر وهذا هو حال أكثر المواطنين في رمضان إسراف وتبذير لذا لا بد أن يتحمل تبعات ذلك .وأزيد من الشعر بيتاً فقد أقسم لي الوكيل يميناً أن المواطنين لو استهلكوا مثل ما يستهلكون في الأيام العادية فستكون الأسعار مرضية ومناسبة للجميع وأنا بالمناسبة أوجه ثلاث رسائل.. رسالتي الأولى ستكون إلى أرباب الأسر الذين عليهم أن يحاولوا قدر المستطاع أن يجعلوا استهلاكهم يوازي حاجتهم للشيء. ورسالتي الثانية إلى كل المعنيين بأمر المواطنين ومن بأيديهم سلطة الأمر والنهي أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يجعلوا تطبيق القانون صوب أعينهم ويطبقوه على الجميع دون استثناء فلا غالب ولا مغلوب. ورسالتي الثالثة والأخيرة إلى كل التجار والوكلاء والموردين للمواد الغذائية والفواكه أن يحسوا بالمواطن وكيف أنه أصبح مغلوباً على أمره وأن يستشعروا عظمة الله في أنفسهم وأن يجعلوا الأسعار في متناول الجميع (مرضية للجميع). أتمنى أن يكون رمضان هذا العام مختلفاً بكل شيء وهذه مجرد أمنية أتمنى أن تتحقق.
التلاعب بالأسعار في رمضان يضاعف رصيد معاناة المواطن
أخبار متعلقة