إسلاميات
فيصل بن غالبان شهر رمضان شهر العبادة والترويح عن النفس بالصيام والصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى وفعل الخيرات بانواعها فهو عبارة عن سياحة روحية سنوية يتمتع بها الانسان ليجدد نشاطه ويذهب سآمته بتفرغه لعبادة ربه على أكمل وجه وأحسن حال بعيدا عن هموم الدنيا ومشاغلها ليغير من حياته ويشحن قلبه بتقوى الله وزيادة الايمان ويهذب نفسه ويزكيها ليرتقي بها الى مصاف المخلصين لله سبحانه وتعالى. لكننا نرى بعض الناس على العكس من ذلك وكأن شهر رمضان فرصة لهم لزيادة العصيان وخاصة في لياليه. يقضون اوقاتهم باللهو واللعب والتجوال وملاحقة النساء والفتيات ومضايقتهن او التحرش بهن وإيذاء الناس وازعاجهم ومضايقتهم في الشوارع والأسواق والمراكز التجارية وكأن لسان حالهم يقول بعد العشاء افعل ما تشاء وهكذا يتكرر الموال في كل عام من شهر رمضان.فينبغي علينا كمسلمين ان نكف أنفسنا عن المعاصي والمحرمات خاصة في هذا الشهر الكريم فلا تجعل معاصيك في لياليه تفسد عليك صومك فتكون كما قال الله سبحانه وتعالى (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) النحل/ 92.فيجب على المسلم الاستمرار في الطاعة وتجنب المعاصي في السر والعلن والظاهر والباطن في رمضان وفي غير رمضان في الليل وفي النهار فرب رمضان هو رب بقية الشهور والدين شامل كامل لا يؤخذ على حسب الأهواء والتوبة بابها مفتوح في كل وقت وحين فلا تحتاج الا الى عزم النية ولا تنتظر حتى ياتي رمضان لتتوب فيه فربما لا تدركه.قال الله تعالى: (وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور/ 31. وقال: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/222. وقال: (قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) الزمر/53.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الصحيح: (لو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون ليغفر لهم).فلا أحد يكره أن يتوب الى الله من معاصيه أو جرائمه ولا احد مستغن عن رحمته ومغفرته وعفوه، فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون وكلنا ضعفاء محتاجون اليه في كل حين وفقراء لا نملك لانفسنا حولا ولا قوة الا به.فالتوبة مطلوبة من العبد حالا دون تأخير قبل ان تغرغر النفس او الروح في الحلقوم فلا توبة له بعد ذلك ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان.قال الله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون) المؤمنين/100.لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** الا التي كان قبل الموت بانيهافان بناها بخير طاب مسكنه ** وان بناها بشر خاب بانيها