الإنسان الذي يؤمن بالله واليوم الآخر يتضاعف عنده الشعور بالمسؤولية ويدفعه إيمانه بالله للدفاع عن قيم الحق والعدل والمساواة، وبالأخص الملتزمين بما جاء في القرآن الكريم، والمنقادين لأمر الله عز وجل، والمتبرئين من الظلم والظالمين والمستجيبين لنداء الأنبياء والصالحين وعلى رأسهم نبي الرحمة ورسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) والذي كانت سيرته العملية مع زوجاته وبناته تحمل أكثر من رسالة في هذا المضمون، فقد ورد في كتاب الوسائل عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرق منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرّحه الله يوم القيامة.وقد حث الإسلام وجميع الأديان السماوية على ضرورة احترام النساء، وتكريمهن والاعتراف بحقوقهن داخل المجتمع.وكرم الإسلام المرأة تكريما عظيما، باعتبارها أما، يجب برها وطاعتها والإحسان إليها وجعل رضاها من رضا الله تعالى وأخبر أن الجنة عند قدميها، أي أن أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف، وجعل حقها أعظم من حق الوالد وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها، وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة.وساوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى حق التعليم فقال:«إنما يخشى الله من عباده العلماء» ولم يفرق فى هذا بين الذكر و الأنثى، والآية تقول أيضا «اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم» والإنسان هنا (المرأة والرجل) وأيضا حرص النبى صلى الله عليه وسلم على تحقيق هذه المساواة فى حق التعليم فكان يقوم بوعظهن وحدهن، كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة فى المسؤولية فقال تعالى: «ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن» وقال أيضا «للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن»، ويؤكد القرآن الكريم هذا المعنى فى العديد من آياته والتى منها قوله تعالى «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض».. فأي تفريق هنا؟ والإسلام أكد فى هذه الآيات أنه لا تفريق مطلقا بين الذكر والأنثى «والنساء شقائق الرجال» صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ يقول «استوصوا بالنساء خيرا» والإسلام وضع آدابا للتعامل بأن المرأة جزء من الإنسان نفسه.ولا يحتاج المرء إلا إلى النظر إلى مثال النبي محمد (ص) والرسالة العامة للقرآن الكريم ليدرك أن الإسلام يدين بوضوح أي نوع من العنف ضد المرأة. تنص الآية 21 من سورة الروم: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.»وإزاء ما تعرضت وتتعرض له المرأة من عنف يمارس بحقها والانعكاسات السلبية لذلك خصوصا وهي تمثل احد اركان البناء الاجتماعي بما يؤثر في الوجود الانساني على الارض كان لابد للمجتمع الدولي من اتخاذ موقف تجسد هذا الموقف في جعل يوم 11/25 اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
|
ومجتمع
مناهضة التمييز ضد المرأة في الإسلام
أخبار متعلقة