فيما نفّذ أنصار الصدر استعراضات مسلحة في عدة مناطق من العراق
بغداد/متابعات:سيطر مسلحون في العراق بشكل كامل على مدينة القائم على الحدود مع سوريا، وزادوا من نفوذهم نحو مناطق جديدة في محافظة الأنبار، بينما نفّذ الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس استعراضات مسلحة في عدة مناطق من العراق بينها بغداد.وقال مسؤولون أمنيون في العراق إن مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام استولوا على معبر قرب مدينة القائم الحدودية في محافظة الأنبار، (320 كيلومترا إلى الغرب من بغداد) بعد يوم من الاشتباكات مع القوات العراقية.وأضافت المصادر أن المسلحين وصلوا أمس الاول إلى القائم، وطردوا قوات الأمن منها. وتابعت أنه بمجرد أن سمع حرس الحدود بسقوط القائم سارعوا إلى ترك مواقعهم ليحل المسلحون محلهم.وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة القائم إن المسلحين وسّعوا صباح امس سيطرتهم نحو مناطق محيطة بمدينة القائم جنوبا وشرقا. مؤكدا أن المسلحين فرضوا سيطرتهم كذلك على مقر للجيش في منطقة تقع جنوب مدينة القائم.وأضافت المصادر أن هذا يعني إمكانية نقل أسلحة ثقيلة إلى الأراضي العراقية من الجانب السوري الذي يسيطر عليه مسلحون يقاتلون ضد نظام بشار الأسد. يذكر أن المسلحين كانوا يسيطرون على أجزاء واسعة من بلدة القائم منذ عدة أيام.وسبق أن فقدت القوات العراقية سيطرتها أيضا على معبر ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا الواقع في نينوى لصالح قوات البشمركة الكردية.كما أفادت مصادر محلية بأن مسلحين دخلوا بلدتي راوة وعانة (غرب مدينة الرمادي) «بعد انسحاب القوات الحكومية منهما».من ناحية أخرى، أعلن مصدر صحي عراقي في مدينة تكريت امس السبت وصول 84 جثة. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن أغلب الجثث تعود لعناصر من الجيش والشرطة، إضافة إلى مدنيين.وفي وقت سابق، أكدت مصادر في الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي بغداد سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف شنه الجيش على أحياء في المدينة، بينما تجددت الاشتباكات في محافظة ديالى وفي مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد.ولم ترد تفاصيل أكثر عن أحداث الفلوجة، وعدد القتلى الذين سقطوا في المدينة، وذكرت مصادر أمنية بمحافظة ديالى (شمال) أن الاشتباكات تجددت بين مسلحين والقوات الحكومية مدعومة بمليشيات مسلحة شمال قضاء المقدادية. كما شهدت بلدة جلولاء اشتباكات بين مسلحين وقوات البشمركة الكردية التي تسيطر على جزئها الشمالي.وقد فر آلاف العراقيين من قرى وبلدات محافظة ديالى نحو مدينة خانقين في نفس المحافظة شمالا والتي تسيطر عليها قوات البشمركة.ويعاني النازحون -وتقدر أعدادهم بنحو 25 ألفا- من نقص شديد في المواد الغذائية والمياه، إضافة إلى عدم توفر الكهرباء.وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات في جلولاء أدت إلى مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة أربعة آخرين بجروح.وتواصلت المعارك في قضاء تلعفر شمالي العراق، في حين توقع متحدث عسكري عراقي أن يعيد المسلحون تجميع صفوفهم لهجوم جديد على مصفاة بيجي النفطية.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن القوات الحكومية تحاول منع المسلحين من السيطرة على قضاء تلعفر الإستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية.وكانت مصادر حكومية قالت في وقت سابق إن القوات النظامية تمكنت من تحقيق ما وصفتها «بالأهداف المهمة» داخل القضاء.وقال المتحدث باسم القائد العام للجيش قاسم عطا إن القوات الجوية شنت غارات عدة لضرب أماكن المسلحين الذين نفوا -من جهتهم- ما تقوله الحكومة، وأكدوا أنهم يسيطرون على قضاء تلعفر بالكامل. وفي محيط مصفاة بيجي النفطية، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن الضابط المسؤول عن حماية المصفاة العقيد علي القريشي قوله إن المسلحين بصدد تجميع صفوفهم لشن هجوم جديد.وأشار القريشي إلى أن آخر محاولة هجوم على المنشأة النفطية كان في وقت متأخر من مساء الخميس، حيث تحولت المصفاة المترامية الأطراف على بعد 200 كلم شمالي بغداد قرب تكريت إلى ساحة قتال.وكان متحدث حكومي قال إنه بحلول ظهر الخميس أصبحت القوات الحكومية العراقية تفرض سيطرتها الكاملة على المصفاة، إلا أن شاهدا في بيجي قال إن القتال لا يزال مستمرا.وجرى إجلاء الموظفين المتبقين الذين يتراوح عددهم بين 250 و300 في وقت مبكر من صباح الخميس حسبما أفاد به أحد هؤلاء الموظفين، مضيفا أن طائرات مروحية تابعة للجيش هاجمت مواقع للمسلحين مساء اليوم نفسه.وكان في المصفاة آلاف العمال ومائة خبير أجنبي، معظمهم غادروا بحلول الثلاثاء.وكان مسلحون ينتمون إلى عدد من العشائر بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد فرضوا سيطرتهم في وقت سابق من هذا الشهر على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وهي ثاني كبرى المدن العراقية بعد بغداد.كما سيطروا على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وبلدتي الضلوعية والمعتصم على بعد تسعين كيلومترا شمال بغداد، إلى جانب مناطق عراقية أخرى، في حين سيطرت قوات البشمركة على كركوك، وسط استمرار القتال حول مصفاة بيجي وفي تلعفر.من ناحية أخرى، نفّذ الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر امس استعراضا في شارع الفلاح بمدينة الصدر في بغداد، وشارك في الاستعراض نواب كتلة الأحرار وشيوخ العشائر ورجال دين شيعة، ورددوا هتافات «لبيك يا مهدي».وتقدّم المشاركين سيارات تحمل صواريخ باسم «مقتدى واحد» ومدافع وراجمات، وحملت سريّة من نحو خمسين عنصرا عبوات ناسفة محلية الصنع، أطلق عليها اسم «سرية العبوات الناسفة».وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا قبل أيام أنصاره لتنظيم استعراض عسكري في كل محافظة على حدة، مؤكدا أن هدف الاستعراض هو تبيان العدد والعدة للعالم وليس إرهاب المدنيين، وفق تعبيره. ونفذ المقاتلون الموالون للصدر استعراضات مسلحة مماثلة في عدة مدن عراقية أخرى، بينها النجف والبصرة والكوت.وجاء اقتراح الصدر بعدما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي التعبئة العامة وتسليح كل من يرغب في التطوع لمقاتلة المسلحين، قبل أن يدعو المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني العراقيين إلى حمل السلاح.الى ذلك قالت القائمة الوطنية التي يرأسها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي إن الخروج من الأزمة الحالية في العراق يجب أن يشمل وجود إصلاح حقيقي للعملية السياسية، بينما دعا المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني إلى مقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.وقالت القائمة الوطنية في بيان إنها طرحت مبادرة للحل تقضي باتفاق الكتل التي فازت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على صيغة سياسية قبل الدخول إلى جلسة البرلمان الأولى والتي سيتمخض عنها تشكيل حكومة جديدة. من جهته دعا المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السسيتاني «العراقيين من كل الطوائف» مجددا الجمعة إلى مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، معتبرا أنه إذا لم يتم طرد هذه الجماعة من العراق «فسيندم الجميع غدا».وقال أحمد الصافي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء التي نقلتها قناة «العراقية» الحكومية إن هذه «الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا».وأضاف الصافي إن «هذه الدعوة كانت موجهة إلى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون أخرى إذ كان الهدف منها هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية (تنظيم الدولة) التي أصبح لها اليد العليا والحضور الأقوى في ما يجري في عدة محافظات».وتدور المواجهات في العراق بين مسلحين من أبناء العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في مواجهة القوات الحكومية المدعومة من مليشيات ومتطوعين.البارزاني:إلصاق التهم بالأكراد بشأن أحداث الموصل افتراء كبير (الأوروبية-أرشيف)وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قال إن إلصاق الاتهامات بالأكراد بشأن أحداث الموصل هو افتراء كبير ومحاولة لخلق شرخ بين الكرد والشيعة وإخفاء الحقائق عن الشعب العراقي.وأضاف البارزاني في بيان جاء ردا على تصريحات لزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أنه حذر منذ أمد بعيد من أن العراق يتجه نحو الهاوية بسبب السياسات الفردية الخاطئة للمتحكمين بالسلطة في بغداد.وأكد أنه سعى كثيرا لإيجاد حلول جذرية للمشاكل من خلال مقترحات عديدة إلا أنهم إما كانوا ضد تلك المحاولات وإما أنهم أهملوها، مضيفا أن الأكراد يفصلون بين الأعمال الإرهابية وبين المطالب المشروعة لمن سماهم إخواننا السنة.وكان زعيم «عصائب أهل الحق»» قيس الخزعلي قد شن هجوما على كل من البارزاني وبعثيين ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، واتهمهم الخزعلي جميعا بالوقوف وراء ما سماها المؤامرة التي حدثت في الموصل.كما حمّل الخزعلي -الذي يعتبر مواليا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي- الأطراف الكردية مسؤولية سلامة سكان مناطق خارج إقليم كردستان تسيطر عليها القوات الكردية.