الآن في المرحلة الراهنة بالذات ستظهر معادن الرجال وسيظهر من هو الوطني الذي يحب وطنه ويعمل لصالحه ومن أجل الحاضر والمستقبل وسيظهر من يعمل ضد هذا الوطن الغالي وضد مصالح المجتمع ومقدراته وضد أمنه واستقراره وضد انتقاله السلمي إلى دولة مدنية حديثة قائمة على العدل والحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية. فهذه المرحلة هي المحك الحقيقي لمن سيعرقل مسيرة التغيير ومن سيساعد ويساهم في صنع التاريخ المعاصر لليمن الجديد والدولة الاتحادية في جنوب الجزيرة العربية هذه الدولة التي ان ولدت بالفعل وتحققت على أرضية الواقع فستكون أنموذجاً يحتذى لدول المشرق العربي ومغربها بل ولكثير من الدول النامية، فماذا سيستفيد من يعمل على عرقلة عملية التغيير في بلادنا؟ بل سينكشف امام اللجنة الأممية لمعرقلي التسوية السياسية في اليمن وسيعرف الشعب والمجتمع بأكمله من هو عدوه من صديقه وسيكون منبوذاً ومهمشاً ولن يقبله أحد ولن يكون له مستقبل سياسي بين أفراد الشعب ناهيك عن شعوره هو بالغربة والتجاهل والتهميش داخل وطنه الذي يعيش تحت سمائه ويمشي فوق ثراه ويأكل ويشرب من خيراته ويتنفس هواءه وينام قرير العين في أحسن مساكنه وبيوته ومع كل ذلك يعمل ضده ويجحد خيره ويعمل على تدميره وايقاف عجلة تطويره وتغييره إلى الأحسن والأفضل أفلا يستحق هذا المخلوق الناكر للجميل أن يوصف أو ينعت بالعدو الأكبر للوطن والمتمرد عليه والساعي إلى خرابه وتخلفه؟!إن الذي جعل هذا العدو للوطن يحمل له كل هذا الحقد وكل هذا التدمير هي نفسه التي بين جنبيه التي تأمره بالسوء وتجعله لا يرى إلا مصلحته الانانية الضيقة ولا يرى في المرآة إلا نفسه المسولة له عمله فيراه حسناً وايضاً فإن التربية الوطنية لديه منذ الطفولة ضعيفة والوازع الديني أيضاً ضعيف، فلو كانت لديه ثقافة وطنية ومعرفة صحيحة بقيمه ومبادئه الإسلامية لما اقدم على إعاقة وعرقلة أي عمل خير يخدم وطنه وأبناء جلدته ولو كان لديه نكران ذات لقدم مصالح الوطن العليا على مصلحته الانانية ناهيك عن جهله المطبق بأن ما يقوم به يؤثر على الوطن بكامله ويمس حياة ومعيشة المجتمع حين يقوم (هذا العدو الداخلي للوطن) بتخريب انابيب النفط أو الغاز أو اتلاف شبكات وأبراج الكهرباء أو استهداف ارواح الأبرياء من أفراد القوات المسلحة والأمن ويخلف آلاف القتلى والجرحى من أبناء الشعب الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يقوم به، أو يفتعل أزمة هنا أو مشكلة هناك أو يصنع قلاقل وفوضى من شأنها عرقلة تنفيذ عمل تنموي أو مصلحة عامة كأن يختطف مستثمراً أو أجنبياً أو يعمل على تحريض الناس ضد الحكومة أو يدخل في احتكاكات عنيفة ومسلحة كالاحتكاكات الحادثة حالياً في عمران وفي غيرها من مناطق الجمهورية أو ينتظم في جماعات ارهابية كالقاعدة وغيرها أو يدخل في مماحكات ومكايدات مع أطراف سياسية يختلف معها وهو يعلم ان هذه الاساليب تعمل على اعاقة التنمية في البلاد وعلى عرقلة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة خاصة مخرجات الحوار الوطني الشامل.لماذا لا يتعلم أعداء الوطن من الماضي ومن الحوادث التي حدثت عبر حقب التاريخ والتي تتشابه مع سلوك وأهداف عدو الوطن هذا فالذي لا يتعلم من أخطاء الماضي ويتعظ ويعتبر فهو إما غبي وإما جاهل بقوانين وسنن الله في الكون والطبيعة وعادات الناس وقوانين علم الاجتماع.وقد تعلمنا من الثقافة الشعبية بان أي عناصر أو افراد أو جماعة أو عصابة تمردت على الدولة فإن مصيرها إلى هلاك وإلى دماروالدليل قول المثل الشعبي: (حرب القبيلي على الدولة عسر أو محال) ومعنى هذا المثل أن القبيلي مهما كانت قوته وجبروته وتمرده على دولته فانه زائل لا محالة لانه يحاول ان ينطح صخرة ضخمة بقرونه، هذه الصخرة هي الدولة وهيبتها وجبروتها الممثل في جيشها المنظم وخططها وبرامجها وتكتيكاتها واستراتيجيتها بعيدة المدى ولديها قوة ضاربة جوية وبرية وبحرية.والقبيلي لا يملك هذه القوة ولا السلطة وفوق هذا وذاك يعتبر في نظر الناس خارجاً ومتمرداً على الدولة ذات السيادة والقانون والدستور وتستطيع هذه الدولة ان تمحي هذا التمرد عليها من الوجود وتستطيع ان تبقيه أو تمهله لكي يراجع نفسه بقوة القانون أو بقانون القوة ومعها المجتمع المحلي والاقليمي والدولي الذي بعث اليوم لجنة من قبل الأمم المتحدة للبحث عن هذا المعرقل للتسوية السياسية في بلادنا من داخل الوطن نفسه أو خارجه لكي توقفه عند حده وتبعده من طريق مسيرة التغيير والتنمية والتطوير والأمن والاستقرار.
سيظهر من هو معه ومن يعمل ضده
أخبار متعلقة